كتب – روماني صبري
ناقش الإعلامي تامر عز الدين في برنامجه "هوا مصر" المذاع عبر فضائية فرانس 24، أزمة سد النهضة بين جهورية مصر وإثيوبيا والسودان، حيث كانت استضافت الولايات المتحدة الأمريكية مفاوضات ضمت طرفي النزاع وانتهت بمسودة اتفاق، على أن يعقد اجتماع جديد الشهر المقبل، وجاءت هذه المفاوضات بالتزامن مع إجراءات تتخذها مصر لدحر أي تهديد يخص مياهها الإقليمية ومنها توقيع وزير الخارجية المصري سامح شكري، على ميثاق تأسيس مجلس الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، على هامش اجتماع وزراء خارجية الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن الذي انعقد مؤخرا بالرياض، إلى جانب افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا قاعدة "برنيس" العسكرية في جنوب البحر الأحمر، والتي تعد اكبر قاعدة جوية بحرية في الشرق الأوسط.
المسودة الختامية ترضي الطرفين
وقال خبير المياه ضياء الدين القوصي، أن المفاوضات التي استضافتها واشنطن بخصوص الأزمة لم تؤتي بثمار كثير كما كان متوقعا ينهي الأزمة تماما، وتابع :" النتائج التي خلصت إليها المفاوضات الأخيرة غالبيتها تصب في مصلحة الدولة المصرية، كما تشمل تلبية لمطالب الجانب الإثيوبي أيضا."
وردا على سؤال " في حالة انتقلنا إلى البنود الخاصة بالمسودة النهائية التي تم طرحها في مفاوضات واشنطن .. ما هي أهم هذه البنود وماذا الذي تعنيه إذا تم إقرارها في الاجتماع المقبل ؟
يعطش السودانيين والمصريين في هذه الحالة
فأجاب بقوله :" أرجح أن تكون أهم هذه البنود هي عدم التركيز على عدد معين من السنوات لملء السد والتركيز بشكل جزئي على مسألة التشغيل والصيانة، لان الإثيوبيين لو ملوا السد في 3 سنين زي مهما عاوزين المصريين والسودانيين مش هيلاقوا ولا نقطة ميه."
إلى من ستنحاز الولايات المتحدة من أطراف النزاع ؟
وأوضح مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن كافة التقارير التي تنشر حول الأزمة لا تتحدث عن وساطة أمريكية، أن الولايات المتحدة ستنحاز لمطالب طرف واحد."
وتابع :" فقط يدور الحديث عن تشكيل لجنة تضم مراقبين دوليين، تشمل ممثلا من الولايات المتحدة ويكون وزير الخزانة الأمريكية، ومراقب من البنك الدولي لقيادة المفاوضات الجديدة حول أزمة السد."
موضحا :" ما يثير الدهشة هو التحدث عن وساطة أمريكية، وفي الوقت ذاته يذهب رئيس الحكومة الإثيوبية آبي احمد، إلى جنوب إفريقيا ويطلب وساطة ودعم رئيس جنوب إفريقيا بصفته رئيس الاتحاد الإفريقي في دورته المقبلة."
واستطرد :" وهو ما يشير إلى عدم وجود رضا كامل من الوساطة الأمريكية، والسؤال الذي طرح الآن هل واشنطن التي اقتربت من عقد اجتماع جديد يشمل أطراف النزاع الثلاثة تستطيع أن تنجح في الضغط على أطراف النزاع للخروج بمسودة يوقع عليها الأطراف الثلاثة حتى تصبح سارية وقانونية خلال المرحلة المقبلة بصرف النظر عن عدم الوفاق في المواقف ووجهات النظر حول الأزمة ؟.
ولفت :" القضية ليست سهلة، لوجود تباين في المواقف بين الدول الثلاثة.. مصر لها مطالب، السودان لها مطالب، إثيوبيا لها مطالب أيضا."
مصر تحمي أمنها القومي
وردا على سؤال هل افتتاح قاعدة "برنيس" العسكرية، وتأسيس مجلس الدول العربية المطلة على البحر الأحمر رسالة على أن مصر قادرة على دحر أي تهديد؟، أكد رمضان قرني، خبير الشؤون الأفريقية بهيئة الاستعلامات، أن فكرة تأسيس مجلس الدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، ليست وليدة أزمة سد النهضة، بل تعود إلى خمسينيات القرن الماضي."
واستطرد موضحا :" كانت جمهورية مصر والمملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي دعت إلى ضرورة تأسيس هذا المجلس، وكون تأسس كل ذلك بعد أزمة السد فيعطي ذلك مؤشر على حرص مصر على حماية مياهها الإقليمية لاسيما في ظل حديث أن الرئيس التركي بعث مقاتلين جهاديين إلى ليبيا لمساعدة حكومة الوفاق."
وشدد :" كل ده تهديد لأمن مصر إلى جانب الجماعات الإرهابية التي انتشرت في الصومال الإفريقية، لكن فيما يخص أزمة سد النهضة فالعقلية العسكرية المصرية لا تؤمن بالحل العسكري في البداية لحل الأزمات، لذلك مصر تكثف من جهودها مع الطرف الإثيوبي لإيجاد حل يرضي جميع الأطراف."