تشريف الرئيس احتفالية عيد الشرطة ليس من قبيل البروتوكول الرئاسى، ولكنه استحقاق وطنى واجب ومستوجب، شهداء الشرطة جوار شهداء الجيش يستحقون الاحتفاء والتشريف، لولا تضحيات هؤلاء الغر الميامين ما قامت لهذا الوطن قيامة، الأوطان تحيا بالتضحيات، وأعظمها التضحية بالنفس، شهداء شهداء شهداء.
تكريم أسر الشهداء في هذا العيد نموذج ومثال على الاحتفاء بتضحيات أبناء وطن عظيم يستأهل التضحية والفداء، احتفال بأم شهيد، وأرملة شهيد، وابنة شهيد، وابن الشهيد يقف فاردًا طوله صائحًا: أنا ابن الشهيد، أنا من صلب من ضحى علشان وطنى يعيش.
عيد الشرطة من الأعياد التي تعطر أجواء الوطن، ترسم لوحة لشهداء عظام قضوا في حب الوطن، ويوم تكريمهم تكريم لكل مخلص لتراب هذا الوطن، لو تعلمون عظم التضحيات التي بُذلت خلال عقد مضى على يناير 2011 لوعيتم درس الشهادة، أن تستشهد في حب وطنك، هذا أعلى مراتب الشهادة.
الاحتفال حق مستحق، واجب مستوجب، لمن نذروا أنفسهم وأرواحهم فداء للوطن، تحية لمن قضوا في حب وطنهم، ولم يضنوا بالأرواح غالية، وبذلوا ويبذلون من أعمارهم في سبيل الوطن توفيرًا للأمن والأمان والمنعة، لولا هؤلاء لكان للحياة في الوطن الخصيب وجه آخر.
الشرطة المصرية، ومنذ «معركة الإسماعيلية» قبل ثورة 52، وهى تسجل بحروف من نور تضحيات جسامًا، تضحيات عظيمة بعظم الوطن، عن طيب خاطر، وعن عقيدة وإيمان، وعن حياض مصونة بعون الله، يرعى سبحانه وتعالى المخلصين، ويعد الشهداء منهم بجنان في السماء، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر الشهادة في حب الوطن.
الاحتفال ليس مقصورًا على المشهد الرئاسى، الاحتفال بكلمة طيبة لشرطى في كمين يحرس ليلًا والناس نيام، آمنين مطمئنين، وهو يهش عنكم ذئابا جائعة تتلمظ، الاحتفال بابتسامة ودود، وعطفة على أخيك واقف زنهار في زمهرير الشتاء وقيظ الصيف، عين باتت تحرس في سبيل الله.
الاحترام المتبادل، بادلوهم الاحترام والتوقير والود، مشاعر طيبة بين أبناء الوطن، يستحقون قولا طيبا، وإيماءة معبرة عن الامتنان، وتحية من فوق الرؤوس، يستحقون الكثير، ومهما احتفلنا فلن نوفى شهيدًا حقه، عند ربهم يرزقون.
ويل للمرجفين الذين يستنكفون احتفالا بشهداء الوطن، ورجال الوطن، وشرطة الوطن، وجيش الوطن، دعهم في ظلمات أنفسهم يعمهون، وفى منافيهم البعيدة يتقلون في نار حقدهم وثأريتهم، لقد استهدفوا شرطة هذا الوطن استهدافا خبيثا، ولن أنسى ما حييت وهم يتقافزون فوق أسوار وزارة الداخلية لإسقاط «نسر الوطن»، ولكنه كان شامخًا، لم يسقط بل حلق حاميًا صائحًا في وجوههم الكالحة.
نقلا عن المصرى اليوم