كتب - محرر الأقباط متحدون
عرضت قناة " دي ام سي " الفيلم الوثائقي " قطب " - الجزء الأول ، حيث تتناول السيرة الذاتية للأب الروحي لجماعة " الإخوان الإرهابية " مروج القتل " سيد قطب " ، حيث ولد " سيد قطب إبراهيم " في قرية بمحافظة أسيوط عام 1906 لأسرة ميسورة الحال ، و انتقل إلي القاهرة عام 1920 ، و تخرج من كلية دار العلوم عام 1933 ، و عمل مدرس بالمرحلة الابتدائية ، و كان مولع بالصحافة و الأدب و خاصة كتابات " محمود عباس العقاد " ، ثم تتبع خطي عميد الأدب العربي " طه حسين " و أصبح ينسخ كتبه من كتاباته ، حيث جاء من قريته غريباً ، و انكسر قبله من قصة حب لم تكتمل ، طالب بشواطئ للعراة ، و رأي الماسونية دواء للإنسانية الجريحة ، عقب ثورة 23 يوليو 1952 ، ساندها في البداية ، و طالب بمعاقبة العمال المتظاهرين في كفر الدوار ، و تم إعدامهم ، اختلف مع الرئيس " جمال عبد الناصر " و انضم للجماعة الإرهابية ، ليس عن اقتناع بالعقيدة الإخوانية ، و لم تكن له سلطة علي قواعد الجماعة ، و إنما لبحثه عن هويته المفقودة و شراهته للسلطة ، و هنا نستعرض بعض أراء عدة أشخاص و تحليلهم لفكر و شخصية الإرهابي " سيد قطب " و منهم :
قال الشيخ " أسامة الأزهري " من علماء الأزهر : " عند الرجوع إلي منابع أي تيار تكفيري ، يظهر دائماً " سيد قطب " ، حيث لم يخرج من " القرآن الكريم " سوي بأفكار " التكفير و التطرف و الجاهلية و الحاكمية و الفرقة الناجية و الولاء و البراء و انقطاع الدين عن الوجود ، فهو مجرد كاتب لا يملك أي مهارات ، للتعامل مع كتاب بقيمة " القرآن " ، و أطروحته الفكرية كانت مريضة و تولدت داخل السجن في ظروف نفسية و انطواء ، و الإسلام ذكر أن ممارسة الفكر تستلزم ظروف معينة ، بدون غضب أو حزن ، كما قال " أبو حامد الغزالي " أن الألم و الجوع و الغضب يؤثر علي خواطر الإنسان بشكل مباشر " .
و أوضح " سيد محمود " كاتب و ناقد : أن ، " تكوين سيد قطب النفسي نشأ ، علي أنه صاحب رسالة ، واصفاً لغته الأدبية باليقين ، و هذا يخالف قواعد فن الأدب ، و أن تطرف " قطب " لم يأتي من الولايات المتحدة ، بل نشأ معه و ظل يتطور و يتطور بمرور السنين ، و كان يعتقد أن تنظيم الضباط الأحرار بدون فكر ، و يحتاجون لمن يرشدهم ، و لم يغفر للرئيس " عبد الناصر " تجاهله له في جميع المناصب الوزارية ، و تحول علي النقيض كارهاً لكل مشاريع الثورة " .
و ذكر " أحمد سمير " كاتب صحفي : " لا أحد يتحمل قراءة رواية سيد قطب الوحيدة " أشواك " لضعفها الفني ، و أيقن " قطب " بنفسه ضعف مهاراته في فن الرواية ، و في ذات المرات توهم " قطب " أثناء سفره للولايات المتحدة في فترة الأربعينيات ، أن المواطنين العاديين " الممرضات " فرحين بموت " حسن البنا " في مصر !! ، و كان واهماً أن تنظيم الضباط الأحرار جهلاء لا يعون أي شيء في الحياة لصغر سنهم ، و هو يمثل المرشد لهم كونه يعتقد أنه أجدر شخص و أعلم أهل الأرض ، و أضاف أن تنظيم 65 المتطرف ، كان يضم " محمد بديع و إبراهيم منير و محمود عزت " ، و تمكنوا في لحظات من التاريخ ، أن يصلوا لحكم مصر " .
و قالت " سلمي أنور " باحثة في العلوم السياسية : " شخصية سيد قطب قلقة ، ظل يبحث عن نفسه و عن هويته ، و كاريزما " عبد الناصر " ، استفزت " سيد قطب " و ركز علي الوتر الحساس للأمة المصرية " المكون الإسلامي " ، و ظن أن سلطته مساوية لجمال عبد الناصر ، و أن الخلاص منه ، هو من يعطيه مزيداً من التسلط ، و أن رفيقه بالسجن " هواش " كان وجوده ضرورياً ، لتدوين مسودته المتطرفة " في ظلال القرآن ، و كتابه الأكثر عنفاً معالم علي الطريق " حول فكرة " الحاكمية " و الجاهلية ، و أن نساء الإخوان هم من أعادوا إحياء التنظيم ، و عملوا علي تربية الكثير من الشباب و تجنيدهم للجماعة ، بفطرتها الطبيعية بالحفاظ علي قيم التنظيم " .
بينما قال اللواء " فؤاد علام " نائب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق : " سيد قطب كان يظن ، أن الرئيس عبد الناصر سوف يعينه وزيراً للتعليم ، و أن " زينب الغزالي " هي من أعطت شباب الإخوان ، أفكار سيد قطب دون أدني اهتمام من المرشد " الهضيبي "
و تابعت " حنان حجاج " صحفية و باحثة : " سيد قطب لم تكن لديه علاقات نسائية ، أو قصص حب ، و أن أفكاره لم تكن تُكتب لها النجاح سوي بمساعدة إخواته البنات " حميدة و أمينة " ، اللائي عملن علي تهريب أوراقه ، لعدم جرأة إدارة السجن في تفتيش النساء ، و " زينب الغزالي " هي من حاولت إعادة التنظيم للحياة مرة أخري ، عقب خريف 1954 ، و جعلت " قطب " هو الجماعة بذات نفسها " .
و كشف الدكتور " يحيي الرخاوي " أستاذ الطب النفسي : " سيد قطب كل علاقاته بالمرأة ، كانت تجربة مجهضة في بداية حياته في عمر الـ 16 عام ، و تجربة فاشلة في الولايات المتحدة ، و لم ينتمي إلي أسرة ، أو صدر حنون ، و كان في حاجة إلي من يمدحه " .
و قال الدكتور " كمال حبيب " الخبير بالجماعات الإسلامية : " جمال عبد الناصر كان علي علم تام بالتنظيمات السرية قبل ثورة يوليو ، و أدرك أن الإخوان يجب دمجهم داخل الدولة ، غير ذلك يجب التخلص منهم ، و أن جماعة الإخوان شهدت انقساماً داخل السجون حول أفكار سيد قطب ، لأنها " أفكار عامة " ، و هذا علي خلاف وظيفة الفقيه الذي يعمل علي " تخصيص العام " .
و اختتم " عمر فاروق " باحث في شئون الإسلام السياسي : " أن عناصر جماعة الإخوان سواء داخل السجون أو خارجها ، كان شغلهم الشاغل ، هل يصح أن يطلق علي " عبد الناصر " أنه مسلم ؟ ، لأنه خائن للأمانة ، و خان مبايعة المرشد ، و من هنا تبلورت فكرة التكفير ، و اعتبروا جمال عبد الناصر عدو للإسلام ، و أن البداية الحقيقية لتنظيم 65 ، كانت " زينب الغزالي " هي المؤسسة لذلك التنظيم ، بتجميع بعض الخلايا الإخوانية ، التي تكونت بشكل غير مباشر بدون قيادة ، و تجهيزهم للصدام مع النظام الحاكم ، و أن المرشد " الهضيبي " كان له ثأر شخصي مع " جمال عبد الناصر " لتهميشه له ، و كان يري في أفكار " سيد قطب " الصواب من الناحية الشرعية ، و فاشلة علي المستوي السياسي " .
