هى نموذج مثالى للمرأة الواحاتية التى تتحدى الطروف وتتحمل المسئولية وتقبل المواجهة وترفض الانسحاب، وهى سمة كل سيدات الواحات فى قلب الصحراء الغربية وفى أقصى المناطق النائية بمحافظة الوادى الجديد، فهى لم تستسلم بعد وفاة والديها ولم تيأس من حالة أشقائها المصابين بالصم والبكم منذ ولادتهم وتحملت معهم المسئولية فى رعايتهم وظلت تواجه قسوة الظروف ومصاعب الحياة حتى تزوجت وأنجبت ثلاثة أطفال حتى واجهت التحدى الأكبر فصمدت ومازالت صامدة رغم أن هذا التحدى هو السرطان.
وهو ليس أى سرطان فهى لم تكد تكمل العقد الثالث من عمرها ولم تكن تعلم أن حياتها سوف تنقلب رأسا على عقب، وهى فى ريعان شبابها لأنها لم تنل قسطا وافرا من المعرفة بالتغيرات التى طرأت عليها، وفى بضعة أشهر وجدت نفسها تخضع لجراحة استئصال للثدى بسبب ورم سرعان ما تحول من حميد إلى خبيث ثم انتشر الورم تدريجيا خلال أقل من عام ليصل إلى المخ وتضطر للسفر أسبوعيا إلى مستشفى الأورمان للأورام بمحافظة الأقصر، وهو المستشفى الوحيد الذى قبلها للعلاج لتقطع ما يزيد عن 2000 كيلو متر من أجل الحصول على جلسات العلاج بالكيماوى وظروفها المادية صعبة، وتحتاج لتوفير وسيلة للسفر بما يوفر عليها 5000 آلاف جنيه نفقات شهرية بواقع 1200 جنيه كل أسبوع تكلفة رحلة السفر بالمواصلات العادية على الرغم من تعرضها لجلسات الكيماوى شديدة الآلم ورغم ذلك تتحدى ظروفها وتحرص على السفر أسبوعيا لتلقى العلاج.
عبير محمد أحمد، ربة منزل تعيش فى حارة أبو الطاهر بمنطقة مشربية غيث فى مدينة الخارجة بمحافظة الوادى الجديد، وتبلغ من العمر 30 عاما ولديها 3 أطفال وتعيش فى منزل عائلة زوجها الموظف البسيط والمهدد بالفصل، لأنه يرافقها فى رحلتها للعلاج فهى يتيمة الأبوين وإخوتها الثلاثة من ذوى الاحتياجات الخاصة وليس معها أى مرافق سوى الزوج الذى تعرض بسبب تلك الرحلات للانقطاع عن العمل بعد انتهاء مدة الإجازات المسموح له بها وتسبب ذلك فى خصم 12 يوم من راتبه رغم تقديمه ما يفيد قيامه بتلك الرحلات العلاجية لزوجته أملا فى إنقاذ حياتها.
تقول عبير فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، إنها كانت تعيش حياة مستقرة شأن أى زوجة فى سعادة واستقرار برفقة زوجها وأبنائها حتى شعرت بآلام فى منطقة الصدر مع تورم بسيط، فقامت بالذهاب إلى المستشفى وتبين أن لديها ورم فى الثدى وتم إجراء الجراحة الأولى لها ولكن الورم انتشر فى منطقة أكثر خطرا فاضطرت لإجراء جراحة استئصال كلى للثدى ثم بدأ فى الانتشار فى اتجاه منطقة الرأس لينذر بخطورة شديدة على حياتها وهى تخضع الآن لجلسات العلاج الكيماوى الذى يسبب لها أعراضا جانبية شديدة الألم، ولكنها تتحمل من أجل أبنائها فهى لا تفقد الأمل فى الشفاء، وتقاوم رغم الظروف المعيشية الصعبة حيث تضطر للسفر أسبوعيا فى رحلة صعبة تتكلف نفقاتها حوالى 1200 أسبوعيا، وبعد أن ضاقت بها السبل لجأت إلى مبادرة "سيبها علينا" التى أطلقتها اليوم السابع، لكى يصل صوتها لمن فى قلبه رحمة فيمد لها يد العون.
وتضيف عبير وهى تبكى، أنها تتمنى من اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادى الجديد، وهى تعلم أن لديه قلب إنسان شديد الرحمة، وأن يرأف بحالة زوجها وأن يرفع عنه الجزاء الموقع عليه بالخصم، حيث أن مرتبه يضيع على سداد القروض التى حصل عليها لاستكمال علاجها، وأن يسمح له بمرافقتها فى السفر حتى تنتهى تلك الجلسات، فهى تتألم نفسيا أكثر من ألمها الجسدى بسبب مشكلة زوجها.
ورصدت عدسة "اليوم السابع" جانب من معاناة عبير محمد أحمد، والتى لم تكف عن البكاء طوال إجراء المقابلة معها بسبب الآلم الشديد الذى تعانى منه جراء تأثير العلاج الكيماوى فهى تتألم فى صمت، ولكن تفضحها تلك الدموع المصحوبة بارتفاع شديد فى درجة الحرارة، مما تسبب فى تهيج أطرافها وتضطر لاستخدام مراهم موضعية لتسكين هذا الألم الشديد بجانب الأعراض المعروفة عن العلاج بالكيماوى من تساقط الشعر والألم المستمر فى كافة مناطق الجسم وغيرها من الأعراض الجانبية المؤلمة .
للتواصل مع الحالة المرضية على الرقم التالى 01144172053