الأقباط متحدون | الجواب من عنوانه!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٩:٠٣ | الاربعاء ٢٩ فبراير ٢٠١٢ | ٢١ أمشير ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٨٥ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

الجواب من عنوانه!!

الاربعاء ٢٩ فبراير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: نسيم عبيد عوض
لقد فكرت طويلا أن أكتب خطاب لكل من هو مسئول فى مصر ‘أشكوه عن الحالة التى وصلنا إليها اليوم ‘ وحتى هذه الحالة التى أقصدها لا أعرف كيف أحددها ‘ وترددت كثيرا قبل أن أكتب‘ هل هى بلد تم سرقته بالكامل؟ ‘ أى أن السارقون لفوا الحبال حولها وجروها الى المجهول ‘ والبحث جارى عن إنقاذها ‘ تماما كما يحدث على سواحل الصومال فى المراكب المسروقة ‘ هل مطلوب فدية لخلاص مصر ‘ وما المبلغ المطلوب ؟‘ هل  البلد فى سجن كبير؟ ‘ والمسجونين والسجانين فيه يحطمون بعضهم البعض ‘ ملعب كبير المصريون فى سجال ضد بعضهم البعض ‘ أو هل وضعت مصر فى قطار بدون سائق ويطير على قضبان بلا نهاية ؟‘ ولا أحد يستطيع إيقافة ‘ أو حتى تهدئة سرعته حتى يمكن إنقاذ مايمكن إنقاذه ‘وحتى المجتمعات الدولية رفعت يدها أو عجزت عن إيجاد حلول لإيقاف القطار ‘ وتركوا مصير مصر للمجهول ‘ ولرغبة ركاب القطار أنفسهم ‘ فهم وحدهم الذين فى يدهم سحب الفرامل بكل قوة ‘ ومهما كانت الخسائر ‘ لإيقاف القطار بكل عنف ‘ وفى النهاية الإفراج عن الركاب حتى يمكن علاجهم ‘ لا أعرف أين الحقيقة ‘ هل هناك قوى خارجية ألقت بشبكة فولازية بحجم مصر وغطت بها البلاد من أطرافها الأربعة ‘ وتركت شعبها يصارع بعضه من أجل نسمة هواء أو لأجل لقمة عيش أو شربة مياه‘ وحتى هذه القوى التى أغلقت الشبكة الفولازيم من جميع الأطراف أخذت المفاتيح وتركتهم وذهبت لحال سبيلها ‘ والبحث جارى عن من معه المفاتيح ‘ هل هناك من حفر حفرة عميقة وألقوا بمصر فيها وغطوا عليها بغطاء قوى لا يستطيح أحد تحريكه ‘ وتركوا فقط أنبوبة تمد للشعب الهواء حتى يأخذ أنفاسه ويخرجها ‘ وفى الحفرة الكل يتخبط فى الظلام لا أحد يعرف رأسه من رجليه ‘ وسألت نفسى وإذا كتبت الخطاب فمن يكون المرسل إليه ‘ وأين عنوانه ‘ هل هو شعب مصر ‘ كيف يكون والراسل هو أيضا شعب مصر؟

قلت أكتب للذين قاموا بالثورة يوم 25 يناير ‘ حتى أسألهم لماذا قمتم بالثورة وقلبتم علينا الأوجاع ‘ فلا نجحتم فى علاجها ‘ وحتى الجراحة فشلت ‘ وصعب إغلاق العملية المفتوحة ‘ وتركتم البلاد فى غيبوبة لا يعلم أحد ماهو زمان رقادها على أجهزة صناعية ‘  هل قيامكم بالثورة كانت خطة غير كاملة ‘ أقصد كانت رميه بغير رامى ‘ أو هل تم توريطكم فى خطة غير محدودة المعالم ‘ هل عندما خططتم للثورة كان الهدف هو ميدان التحرير فقط ؟‘ وترك البلاد كلها ولا يهم مايحدث لها ‘ والمهم هو البيات فى ميدان التحرير ‘ هل كنتم تبحثون عن مأوى لكم فقمتم بالثورة حتى تسكنون الخيام فى ميدان التحرير؟ ‘ ومامعنى قيامكم بالثورة ؟‘ والتى ليس لها بكل المعايير إلا معنى واحد وهو تغيير النظام من جذورة ‘ وتحقيق أهداف ثورة مصر ‘ هل نسيتم تحديد أهداف الثورة؟ ‘ وعندما فوجئتم ببوادر نجاح الثورة إكتشفتم غياب الأهداف من ثورتكم ‘ وهل كانت قيادة الثورة متمثلة فى كل من يقف فى الميدان ‘ من أى قبيلة أو أمة أو لغة ‘ المهم هو الإلتفاف فى الميدان ‘ وليس المهم القتلى والجرحى والعجزة والمهوسين بالمدرعات ‘ أو المقتنصين برصاصات القناصة ‘وحتى ضحايا  مشجعى الكرة ‘ هل يامن قمتم بالثورة تركتم كل هؤلاء الضحايا وعدتم لبيوتكم ؟‘هل إنتهت الثورة على هذا الحال ؟ وقبل أن أكتب خطابى سألت نفسى لمن أوجه الرسالة ‘ هل لحركة كفاية ‘ أو لشباب 6 أبريل أو لشباب ماسبيرو ‘ ولكن الذين قاموا بالثورة يوم 25 يناير كان شعب مصر كله ‘ وقبل أن أخط بالقلم رحت أتساءل من يكون المرسل إليه إسما وعنوانا ‘ ولم أجد للثورة قائدا ولا مكانا ‘ وفكرت أن أخط العنوان لشعب مصر ‘ وحتى لمجرد سؤاله لماذا قمت بالثورة ثم تراجعت عنها قبل أن تحقق أهدافها ‘فأكتشفت أن الثوار تركوا حتى ميدان التحرير وبقيت الثورة بدون عنوان .

وفكرت أن أوجه جوابى لمجلس الشعب المنتخب ‘ ولأنه وهو ممثل منتخب  لشعب مصر كلها ‘ يمكنه أن يقود البلاد فى وكستها ويرفع من شأنها ‘ ويحقق أمالها ويصحح خطواتها ‘ ويرمم حوائطها الساقطة ‘ ويجبر المكسورفيها ‘ قالوا لمن ستوجه جوابك ‘ لرئيس المجلس وهو من أغلبية جماعة الأخوان المسلمين التى تحظى بنصف مقاعد المجلس ‘ فأجبت هذا شئ عظيم يستطيعون التغيير ‘ قالوا لا يستطيعون فهم مكبلون فى بميثاق مع أولى الأمر فلا يقدرون على مواجهة الحقيقة بدون كسر الحواجز وهم لايرغبون فى القفز على ماحققوه ‘ فقد إستعادوا أموالهم ‘ خرجوا من السجون بل دمروها حتى لا تقوم لها قائمة بعد ذلك ‘ وحتى القضايا الجنائية مسحتها لهم السلطة العسكرية ‘ وغيروا كل الصحائف الجنئية لهم ‘ وأصبح المجرم والجانى رئيسا لحزب وعضوا بمجلس الشعب ‘ وقد يكون رئيسا للوزراء وحتى رئيسا للبلاد كلها ‘ وسألت وأين مجلس الشعب ‘ قالوا لقد أخذه رئيسة الدكتور الكتاتنى ‘ ولفة بلفافة وأهداها للمرشد العام الدكتور بديع على مكتبه ‘ والذى مازال مشغولا بمقبلى يديه من كبار رجال الدولة ورجال الإعلام والوراثة ‘ قلت لك الله يامصر ‘ وقلت أكتب للسلفيين وهم حازوا على ثلث مقاعد مجلس الشعب ‘ وجائنى الجواب ‘لا تفكر فيهم  فالسلفيين مهتمين فقط ‘ بالآذان داخل المجلس‘ أو النعاس ‘ وطلب عدم تدريس اللغة الأنجليزية بمصر ‘ وأيضا هدم الأضرحة من المقابر ‘ وهدم الكنائس وتهجير الأقباط من بلادهم ‘ وخطف البنات المسيحيات من بيوتهم وإجبارهم على الإسلام ‘ فهم مشغولون وليس لديهم وقت لشئ آخر ‘ وهناك من يمولهم كدولة مستقلة عن الدولة ‘ وسلطات الدولة سعيدة بأعمالهم وخصوصا تأييدهم المطلق لأولى الأمر والسلطة‘ وسألت عن إسم شخص أوجه له خطابى فى مجلس الشعب حتى يقدم طلب إحاطة أو إستجواب ‘ ولم أجد أحدا ‘ لأنهم قالوا لى أن  جميع الأعضاء مشغولين على شاشات الفضائيات كل ليلة ‘ ويبقى لهم ساعات محدود من النهار ينامون فيها ليعودوا ثانيا لداخل المجلس ‘ ويغلق الباب عليهم يتشاجرون تارة ويصفقون تارة أخرى ثم يعودون للنعاس حتى يرن جرس الإنصراف.

قلت أكتب للسلطة القضائية ‘ لأنها هى أمل الشعب من عقود طوبلة أن تحقق العدالة ‘ وتقيم للقانون صرحا صامدا ‘ يطهر البلاد من الفساد ‘ ويعيد أموال البلد المستنزفة أو المسروقة ‘ ويحقق النصرة للمظلوم ‘ ويلغى التمييز بين فئات وطبقات الشعب ‘ ويساوى بين الجميع أمام القضاء ‘ والقانون يجرى إحكامه لإعادة كرامة البشر فى حياة حرة كريمة ‘ يسرع بالحكم الثورى على القاتل والظالم والفاسد والخائن  ‘ ويطهر البرية من النظام السابق الذى أهدر إنسانية البنى آدمين ‘ وعاملهم كالحيوانات مخالفا بكل شرائع الله وحقوق الإنسان ‘ قضاء حاسم شريف عادل والذى كان فى يده تحقيق كل آمال مصر فى حياة جديدة ‘ فقالوا ولكنهم  وقياداتهم معينين أصلا من رئاسة النظام السابق وولائها لهم ‘ وهم بالهم طويل فى الحكم ‘ لأنهم فى نيتهم العودة بالنظام السابق للحكم ‘ وهم سعداء بعملهم وخصوصا أن لهم حصانة تحميهم من المسائلة ‘ فقتلى الثورة وصل عددهم حتى الآن بالآلاف والمصابين بأكثر من ثلاثين ألفا ‘ ولم يحكم على أى قاتل حتى الآن ‘ بل أغلبهم حصل على البراءة ‘ والقتلة يكافأون على جرائمهم ‘  وصعب أن يصل خطابك لأى جهة فى القضاء ‘ فليس هناك إسم ولا عنوان ‘ فمزقت الخطاب قبل أن أكتبه .

قالوا لى أكتب للإعلام فهو السلطة الرابعة التى يمكن أن تقود الثورة فى البلاد ‘وتجهز الشعب وتسانده بالثقافة والعلم حتى يدافع عن حقوقه ويحصل على الكرامة الإنسانية ‘ فقلت لهم إن الإعلام هو سبب الفساد فى مصر ‘ وسببا لكل المصائب والخراب ‘ والذى يغطى على مطالب الناس ويهدر الكريم ويرفع الظالم ‘ ولم لا وقد اصبحت أجور الإعلاميين فى مصر بالملايين ‘فأصبحت كل أجهزة الإعلم فى مصر مهمتها برامج رمضان والتطبيل للسلطة الحاكمة ‘ أما فضائيات الأديان فقد إرتفعت الى السماء من كثرة إيمانها وتقواها وورعها ‘ سواء كانت إسلامية أو قبطية ‘ ولم تنزل الى الأرض لترعى مراثى الشعب وحقوقة ‘ بل ظلت فى الفضاء الخارجى ‘ تنزف تبرعات الناس وتغيمهم فى المجهول‘ وأيضا الإنحناء لأولى الأمر‘ فصفحة الإعلام مغلقة لثورة عارمة تهزها من كيانها وجذورها.

وجمعت أوراقى وانا أرى كل شئ مقلوبا رأسا على عقب ‘ من أسوان وهدم الكنائس ‘ الى الأسكندرية وتهجير الأقباط وحرق أملاكهم وسلبها ‘ الى قتل الشعب حتى فى مدرجات كرة القدم ‘ وهم الآن يحاولون قتل الذين يفكرون فى الترشيح لرئاسة الجمهورية ‘ سرقة البنوك والأموال ‘ والأخلاق ‘ فجمعت حتى ظروف الخطابات لأنى لم أستدل على إسم أو عنوان إقامة المرسل إليه ‘ حتى الشعب لم يستدل له على عنوان. 

 ولكنى عدت الى عقلى وفكرى وقررت أن أكتب الى الله القدير فهو الوحيد المعروف إسمه وعنوانه ‘ وهو الأمل فى إنقاذ هذه البلد من كبوتها ‘ ويعيدها لأصحابها كرامتهم وحقوقهم ‘ ويفرج كربها ويحررها من قيودها ‘ وهاأنا بدأت أكتب لإلهى‘ أنه حقا  خطابا طويلا ‘ولكن الجواب باين من عنوانه.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :