سليمان شفيق
في تقارب معلن ومباشر اعلنت اسرائيل قرارات مهمة مع العربية السعودية ، والملفت للنظر ان تلك القرارات تزامنت مع اعلان ترامب عن صفقة القرن .
حيث قررت إسرائيل لأول مرة في تاريخ الدولة العبرية السماح رسميا لمواطنيها بالسفر إلى السعودية لغرض الحج أو التجارة، حسبما أعلن وزير الداخلية الإسرائيلية أرييه درعي الأحد في بيان، أشار فيه إلى أنه يبقى على المسافرين الحصول على موافقة المملكة.
أعلنت إسرائيل ذلك الأحد الماضي أنها ستسمح لأول مرة للإسرائيليين بالسفر إلى السعودية في حالات معينة.
وأصدر وزير الداخلية الإسرائيلي أرييه درعي بيانا بعد التشاور مع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، يقول فيه إنه سيتم السماح للإسرائيليين بالسفر إلى السعودية في حالتين هما وجود أسباب دينية وهي الحج، أو لأسباب تتعلق بممارسة أنشطة تجارية مثل الاستثمار أو عقد اجتماعات وفي هذه الحالة يمكن أن تصل مدة السفر إلى تسعة أيام.
كما وذكر البيان أن المسافرين لا يزالون بحاجة لموافقة السلطات السعودية.
لكن وعلى الأرض، سيكون تأثير الإعلان محدودا خاصة وأنه بإمكان الإسرائيليين السفر إلى السعودية عبر بلد ثالث، هو الأردن في أغلب الحالات.
لكن هذه المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان رسميا عن السماح بالسفر إلى الدولة الخليجية.
وبحسب البيان فإن قرار الموافقة على السفر إلى السعودية "لأغراض دينية خلال موسم الحج ولأداء العمرة" سيتم بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والدبلوماسية الإسرائيلية.
كذلك ووفقا للبيان، سيسمح للإسرائيليين بالسفر إلى السعودية لأغراض اقتصادية "للمشاركة في اجتماعات العمل أو البحث عن استثمارات" في رحلات لا تتجاوز مدتها 90 يوما.
وقالت الوزارة في بيانها إن على المسافرين إلى السعودية بغرض العمل أن يكونوا قد "نسقوا دخولهم وتلقوا دعوة من مصدر حكومي".
ولم تصدر أي مؤشرات على حدوث تغيير مواز في هذا الشأن من الجانب السعودي. لكن شهدت الأشهر الأخيرة مجموعة من الإشارات التي دلت على تحسن العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج.
وفي وقت سابق الأحد، أثنى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على حضور الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى احتفالات إحياء الذكرى الـ75 لتحرير معسكر الموت النازي "أوشفيتز" في بولندا الأسبوع الماضي".
وقال نتانياهو للصحافيين قبيل بدء الاجتماع الأسبوعي للحكومة "هذه علامة أخرى على التغير في موقف الهيئات الإسلامية وبالطبع الدول العربية تجاه المحرقة والشعب اليهودي".
ووقعت إسرائيل اتفاقيتي سلام مع الأردن ومصر، لكن احتلالها للأراضي الفلسطينية منعها من إبرام مزيد من الاتفاقيات المماثلة مع باقي الدول العربية.
ولعل المخاوف المشتركة حيال إيران عززت العلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية.
يذكر أن شركة الخطوط الجوية الهندية أطلقت في 2018 أولى رحلاتها المباشرة إلى الدولة العبرية مرورا بالأجواء السعودية، في خطوة كانت غير مسبوقة.
حول ذلك الامر قال الخبير في القانون الدولي أنيس قاسم إن السعودية تحاول إنقاذ نفسها على حساب القضية الفلسطينية، مضيفا: هذه صفقة القرن التي يجب التصدي لها لأنه مازال الكثير من تفاصيلها غير معروفة.
ولفت قاسم إلى قول رئيس المخابرات السعودي الأمير تركي الفيصل بأن الاتصالات "السعودية الإسرائيلية" تعود إلى فترة السبعينيات، خلال ندوة عقدت في نيويورك مؤخرا، بحضور مدير الموساد الأسبق أفرايم هاليفي.
وأوضح الخبير الأردني أن تصريحات الفيصل سبقت لقاء رئيس الأركان الإسرائيلي مع الجريدة السعودية، لكنه أشار إلى أن تقارب الرياض مع تل أبيب يمثل "حماقة كبرى" لأن سياسة إسرائيل تسعى للسيطرة والهيمنة وليس للشراكة.
هكذا تجري علي الارض تقاربات مهمة تغير من الرؤية القديمة للقضية الفلسطينية وتحولها عبر صفقة القرن الي بيزنس سياسي .