انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة العنف المتزايد من مشرفي دور الأيتام ضد الأطفال، وكان آخرها انتشار فيديو لسيدة عضو في مجلس إدارة جمعية "ن. ا" لرعاية الأيتام، بالاعتداء على نزيلة في الدار، تبلغ من العمر 15 عاما، بالضرب مستخدمة عصا في هذا الاعتداء.
ووجهت نفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، على الفور محمد كمال، مدير مديرية التضامن الاجتماعي بالشرقية، بإجراء التدخلات اللازمة، وأفاد بأن الواقعة تعود إلى شهر ديسمبر الماضي، وأنها محل تحقيق، وأن التي اعتدت عليها هي الرئيس السابق لمجلس إدارة جمعية نهر الحياة لرعاية الأيتام.
لم تكن هذه الحالة الأولى من نوعها، ففي ديسمبر الماضي، اعتدى مشرف إحدى دور الرعاية بالجيزة، على الأطفال المودعين في الدار، متعللا بأنه يؤدبهم ويربيهم ويقومهم، قبل أن يتم اكتشاف طريقته في التعامل مع الأطفال، ويلقى القبض عليه ويحال للنيابة العامة للتحقيق معه بتهمة ضرب الأطفال وتهديد حياتهم وأمنهم للخطر.
وفي فبراير الماضي، قرر اللواء مجدي الغرابلي، محافظ مطروح، عزل مدير دار الأيتام بمرسى مطروح ووقفه عن العمل، لحين انتهاء تحقيقات النيابة في واقعة الاعتداء على أحد أطفال الدار، وطالب إدارة التفتيش المالي والإداري بالمحافظة للتحقق من الواقعة، والوقوف على أسبابها والمتسبب فيها، وعلى الفور قامت اللجنة بالتوجه والتحقيق مع مدير الدار والاستماع إلى العاملين والأطفال بالدار.
الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي، قال إن الشخص الذي يستخدم العنف المفرط ضد الأطفال، يعاني من مشكلات نفسية من بينها أنه شخص عنيف وعصابي في رد فعله، أو مفتقد لعطف الأسرة، مشيرا إلى أن مستخدم العنف ضد الأطفال يعاني اضطرابا سلوكيا في التعامل مع الآخرين.
وأضاف فرويز لـ"الوطن"، أنه لابد من إجراء كشف نفسي على من يعمل في مهنة مشرف الدار خاصة، أو في مجال التعامل مع الأطفال بصفة عامة، موضحا أن الاختبار يهدف لقياس هل الشخص لائق نفسيا في التعامل مع أطفال لديهم مشكلات نفسية وأسرية صعبة.
وأكد أستاذ الطب النفسي، ضرورة أن تتوافر مواصفات خاصة في مشرفة دار الأيتام، من بينها أن تكون متعلمة حتى تنقل ثقافتها للأطفال، بالإضافة للقدرة على ضبط النفس لأقصى درجة، وكذلك العاطفة والحنان.
بينما قالت الدكتورة هبة أمين استشاري الطب النفسي، أن استخدام مشرفة الدار العنف ضد الطفلة بهذه الصورة، يعد دليلا على أنها تعاني من مشكلات نفسية، مشيرا إلى أنها تعاني من نتاج تربية خاطئة اعتمدت على العنف والقسوة في العقاب.
وأضافت أمين لـ"الوطن"، أن مستخدم القسوة المفرطة ضد الأطفال، شخص "عصابي"، وهو اضطراب في الانفعالات النفسية، وهو أكثر إصابة للإناث أكثر منه للذكور، مشيرة إلى أن ردود أفعال "العصابين" لا تتناسب مع الفعل الذي استقبلوه، ولا يملكون الرؤية الكاملة للمواقف، وليست لديهم القدرة على تحمل القلق والتوتر.