الأقباط متحدون | ميزان العدل المقلوب في.. "أبنوب"
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:٢٠ | الجمعة ٢ مارس ٢٠١٢ | ٢٣ أمشير ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٨٧ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

ميزان العدل المقلوب في.. "أبنوب"

الجمعة ٢ مارس ٢٠١٢ - ٠٤: ١٢ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: د. صفوت روبيل بسطا
لا يختلف اثنان من البشر على أن إهانة أو ازدراء عقيدة الآخر المختلف معه في الدين والعقيدة جريمة بكل المقاييس، وتستحق العقاب والقصاص، وخاصةً عندما يكون رمز للدين أو العقيدة مهما كان ما يؤمن به حتى ولو كان يعبد الشمس أو حتى البقرة، مادام في معتقد الإنسان أنه شئ مقدَّس بالنسبة له، فوجب على الآخر أن يحترم معتقده، ولا يسمح لنفسه أن يتدخل أو يقلِّل من شأن ما يؤمن به، وهذا عُرف وقانون في كل دول العالم، وأقرَّته أيضًا منظمات حقوق الإنسان العالمية. وتُطبق القوانين العادلة في كل بلاد العالم الحر على جميع المواطنين بالعدل والمساواة، من غير ما ينظر القاضي في دين أوعقيدة أي إنسان؛ لأن القاضي العادل يتعامل مع القضايا ويضع أمام ضميره الله نفسه، ليس مع القضايا والبشر فقط، وهذه هي فكرتنا عن القاضي العادل الذي يخاف الله وحده ولا يجامل أو يهاب إنسانًا مهما كان..

الأستاذ "مكارم دياب سعيد".. المدرِّس بمركز "أبنوب" بمحافظة "أسيوط"، والذي تعدَّى الخمسين من عمره، أي عاقل وكامل السن ومتعلم ومتنور يعلم جيدًا ما يحدث في البلد، وأكيد يسمع ويشاهد ما يحدث في "مصر" من إنفلات أمني وبلطجة، وتكفير وتهديد وتيارات إسلامية كاسحة، وتحريم لهذا وذاك، وتحريم لكل شئ مفيد ونافع حتى وصلنا إلى تحريم حتى التحدث باللغة الإنجليزية!! وباقي فقط تحريم حتى الحياة نفسها على كل البشر، وخاصةً المسيحيين (ودول بالذات اللي عليهم العين)..

تواترت الأخبار والأنباء من جميع وكالات الأنباء العالمية والمحلية والإشاعات الجاهزة والمسبقة!! أن المذكور المتهم أعلاه وقع في المحظور، ووقع في خطأ غير مسبوق على مسامعنا وعلى مجتمعنا المصري ولم يحدث أبدًا أبدًا في كل المحروسة!! أن تجرأ مصري وسب أو حقَّر أو قلَّل من عقيدة الآخر. فإذا بنا نسمع هذه الكارثة التي قام بها المدعو "المسيحي" وسب دين الآخر!! لهذا ولأن الأمر جد خطير، وغير مسبوق، فكان لزامًا على القائمين على شئون البلاد والعباد والمسؤولين عن خروج الشهيق والزفير للبشر، كان لزامًا عليهم عقد محاكمة عاجلة لهذا المجرم المسيحي الذي خرق القوانين والأعراف، وفعل شيئًا غريبًا على المجتمع كله، وعلى مشاعر إخوته في الوطن المسالمين والأبرياء!! والذين لا يعرفون ولا يسمعون عن شئ اسمه سب الدين وتحقير وإهانة دين الآخر في كل وقت وفي كل مكان وفي العلن، ولا يهينون عقيدة ودين المسيحي نهارًا جهارًا، وحتى في يوم الصلاة لله سبحانه وتعالى لا نسمع أي شتيمة ولا إهانة ولا تكفير!! ولا الفضائيات وما يحدث بها من مهازل وتكفير وإزدراء وتطاول وتحقير وتحريض في تحريض، ولا أحد يقول عن أن أحد شاف أحد يهد أو يهدم الكنيسة، ولا شاف أحدهم وهو ماسك المرزبة وهاتك ياهد وتكسير في الكنيسة، وأكيد ماحدش سمع وهما بينادوا على بعض (واخد بالك ما كانش اسمه إبراهيم)!!.. لأ لأ لم يحدث شئ من كل ذلك، ولا أحد شاف الفيديوهات المنتشرة وتوضح بالصوت والصورة الحرق والهدم والدهس!!! لأن المسيحيين دول دايمًا يتوهموا حاجات غريبة ياجدعان، وخيالهم واسع وبيشوفوا حاجات لوحديهم كده من غير ما يشوفها الناس كلها ولا يشوفوها حتى القائمين على أمن وأمان البلد والمواطن!! لأنهم لو كانوا شافوا الحاجات دي يمكن ماكانوش برضوا عملوا حاجة؛ لأنه في كل الحالات دائمًا المسيحي هو الغلطان وهو المفتري وهو اللي لازم يتعاقب وبأسرع وقت ممكن. ولهذا، وفي أسرع محاكمة حدثت في تاريخ "مصر" الحديث والقديم، أُعلنت الطوارئ وعُقدت المحاكمة العاجلة على المجرم "الأوحد" في سب الدين في "مصر" كلها!!، وبالطبع لا أحد سأل عن الدليل المادي للجريمة، ولم نشاهد للأسف مقاطع الفيديو الفضيحة والتي انتشرت على كل المواقع العالمية والمحلية، والتي يظهر فيها المجرم المسيحي وبكل تجبر وهو يعتلي أعلى قباب الكنيسة، أسف أعلى قباب المدرسة، وهو يسب الدين الآخر، ولو طلبنا شهود بالطبع سنجد أمة لا إله إلا الله تشهد عليه!! ومحدش يقولي ولا يفكرني بمسرحية... شاهد ماشفش حاجة.

وفي أقل من أسبوع، أصدرت المحكمة الجزئية في "أبنوب" حكمها التاريخي على هذا المجرم بـ6 سنوات، من غير ما يعلم أحد حتى حيثيات الحكم، ولا حتى لم يعط الحق للمحامي يقول له كلمتين في حق المجرم.. آدي اللي كان ناقص كمان يدافع عنه أي محامي (لم يسمحوا بدخول المحامي من أصله!!)، ولا أحد يستطيع أن يسأل عن السبب في الـ 6 سنوات بالذات؛ لأن القانون (اللي كان) في تلك الحالة حدَّد فقط ثلاث سنوات!! ولكن ولأن الجريمة كانت غير مسبوقة؛ لذلك ولابد يكون العقاب "مسلوق ومطبوخ" قصدي غير مسبوق، ونشكر الله على كل حال؛ لأن ده يعطينا الأمل أن كل جرائم الازدراء والسب العلني والإهانات لكل المسيحيين والتي تحدث لنا على مدار السنين سوف تتسلق أيضًا، قصدي سوف تكون غير مسبوقة أيضًا في عدم الاهتمام بها والنظر فيها حتى تقوم الساعة ويُعاقب كل المسيحيين على أنهم من الأساس لسه مسيحيين ولم يُشهروا كراهيتهم لهذه الديانة الغريبة التي تدعوا للمحبة والسلام مع الجميع والكلام العجيب ده اللي بنسمعه منهم..

يقول الإنجيل: "مُبرئ المذنب ومُذنب البرئ كلاهما مكرهة للرب".. فنحن لا نُبرئ المسيحي إذا كان أخطأ وسب الدين فعلاً، ولكن الأهم أن يكون بالدليل والبرهان وليس بالشهود الزور، ومثلما لا نقبل إهانة مقدساتنا لا نقبل أيضًا إهانة مقدسات الغير وما يُؤمنون. وكُنا نتمني أن يسود العدل ويسود القانون على الجميع وبالتساوي من غير التفرقة والكيل بمكيالين في الحكم على المُخطئ. فأين العدل فيما نتعرَّض له نحن المسيحيين في كل مكان على أرض بلدنا من إهانات وتعديات وسلب ونهب وحرق لكنائسنا وبيوتنا وقتل شبابنا وتحقيق العدل المقلوب والسريع على المسيحي، بمجرد السماع عن أي خطأ ما، ويتم القبض عليه ومحاكمته أو تهجيره هو وأسرته. ولكن في المقابل لم ولن نسمع عن محاكمة أو عقاب أي أحد ممًن يعتدون على المسيحيين في كل الجرائم القديمة والحديثة، لا بالسريع ولا حتى بالبطيئ!! أليس هذا هو العدل المقلوب بعينه؟؟!! أين ومتى ينعدل ويستقيم العدل في بلادنا؟؟!!

إن شر البلية ما يُضحك، وما يدعو للضحك حتى البكاء، حالك يا بلدي الغالي "مصر"، وما يحدث لأبنائك على أرضك من ظلم وجور غير مسبوق على مدار التاريخ. ولن أجد ما يُريح القلب التعبان والحزين على حالك يا بلدي وما وصل إليه ميزان العدل المقلوب على كل الأصعدة وعلى كل المستويات، غير كلام كتابنا المقدس الذي يُريح القلب التعبان، ويعطي الأمل الوحيد في وعود إلهنا القوي والعادل وحده، الذي لن يترك حق أبنائه يضيع أبدًا مهما طال الوقت أو طال الزمان، عندما وعدنا وقال لنا الوحي الإلهي المقدس والصادق: "إن رأيت ظلم الفقير ونزع الحق والعدل في البلاد فلا ترتع من الأمر؛ لأن فوق العالي عاليًا يلاحظ والأعلى فوقهما" (جا 5: 8).




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :