كتب – روماني صبري
سلط برنامج "النقاش" المذاع عبر فضائية "فرانس 24"، الضوء على "صفقة القرن الأمريكية" للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، والتي كشف تفاصيلها ترامب أمس الثلاثاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي مشترك في البيت الأبيض.
وأفاد تقرير البرنامج، انه منذ أن كشف ترامب ونتنياهو عن صفقة القرن دول عربية أبدت ترحيبها بالجهود التي يبذلها الرئيس الأمريكي من أجل التقدم بعملية السلام في الشرق الأوسط، وأعربت عن تقديرها للجهود المتواصلة للإدارة الأمريكية من اجل التوصل لسلام شامل في المنطقة، منهم قطر التي رحبت بالجهود الرامية إلى تحقيق السلام العادل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، معربة عن تقديرها لمساعي الإدارة الأمريكية الحالية لإيجاد حلول للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي طالما كان ذلك في إطار الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
رأت النور بسبب الدول العربية
وقال أباهر السقا، أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة بيرزيت، أن الترحيب العربي بالصفقة الأمريكية كان له وقع سيء على مسامعه، حيث شعر بالصدمة، كون الخطة الأمريكية تصب في مصلحة إسرائيل لافتا انه خلص إلى ذلك بعد قراءته الأولى للخطة."
موضحا:" كما قلت أن خطة ترامب تخالف القوانين الدولة وترسم مؤامرة جديدة على الشعب الفلسطيني... في قراءتي الثانية حرصت على التأني وقراءة المشهد بدقة حتى بدأت أقول أن الترحيب العربي جاء بسبب دبلوماسية جامدة مرتبطة بالعلاقات الدولية أجبرت عليها هذه الدول، ثم ذهبت في تحليل آخر أن هذه الخطة لم تكن سترى النور إلا من خلال موافقة بعض الدول العربية."
وتابع :" حيث اتفقت الدول العربية مع أمريكا على أن العدو الحقيقي المشترك للعالم هو الجمهورية الإيرانية، وليست إسرائيل، ما جعل الحكام العرب يتنازلون عن حقوق الشعب الفلسطيني ويرحبون بالصفقة والتي تعد انتكاسة."
أمريكا تجاهلت القوانين الدولية
وبدوره أبدى عامر السبايلة، خبير استراتيجي، معارضته الشديدة كون الولايات المتحدة صاغت الخطة بمفردها، لافتا إلى الخطورة تكمن هنا."
موضحا :" تفردها بصياغة الخطة يخالف الشرعية الدولية والمبادرات السابقة والتي كان آخرها المبادرة الفرنسية، هي تفردت بصياغة حل لأنها تريد أن تعترف بالوضع القائم."
وتابع :"الصفقة اعتراف أمريكي بالاحتلال الإسرائيلي للقدس مقابل تقديم مكتسبات لفلسطين إذا قبلت، ولكن ترامب قال أن هذا حل لن يفرض على الجميع إذا لم تريدوا هذه الخطة الحياة ستستمر كما هي."
الأمم المتحدة ضد الاستيطان !
ورأى حسن فضة، السفير السابق بالأمم المتحدة في أوروبا، أن الصفقة غير شرعية، موضحا :" لو كانت شرعية لكانت في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وليست خارجهم، لان القانون الدولي يصاغ في الأمم المتحدة وتحت إشرافها، لذلك لا يحق لأي دولة مهما بلغت قوتها أن تفرض صفقات دولية بنفسها."
وتابع :" لابد الرجوع إلى مجلس الأمن والى الجمعية الدولية قبل كل شيء للتباحث في صفقة القرن بمشاركة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن."
موضحا :" ما فعله ترامب يتنافى مع قرارات الجمعية العامة الأمم المتحدة .. أمريكا دولة قوية وعظمى لكن تمنعها الشرعية الدولية من صياغة خطط دولية، والشرعية الدولية ضد الاستيطان، إذا هي صفقة غير قانونية كونها تناقض قرارات الأمم المتحدة."