كتبت - أماني موسى

قال النائب البرلماني د. سمير غطاس، أن صفقة القرن لا تتعلق فقط بالصراع العربي الإسرائيلي وإنما بالسلام في منطقة الشرق الأوسط بأكملها، ويتعلق بالأساس بمصر لأنها الدولة الأكثر تأثرًا بالقضية الفلسطينية بحكم الجغرافيا والتاريخ.

وأضاف غطاس في لقاءه مع قناة "مار مرقس" التابعة للكنيسة القبطية، هذه القضية لا تخص فقط الفلسطينيين بل المصريين ومصر أيضًا، وكل ما سأقوله هو آرائي الشخصية ولا تعكس رأي الكنيسة أو أي أحد غيري، وأنا اتحمل مسؤوليتها بالكامل.

مستطردًا، لا يوجد بلد في العالم أثر وتأثر بالقضية الفلسيطينة مثل مصر، وستبقى مصر تؤثر وتتأثر بهذا الصراع، والمسألة بشكل عام هي مسألة مصرية، تخص مصر أكثر من بقية البلاد، وهي حجر الأساس بالقضية.

موضحًا أن فلسطين كانت تسمى بـ فلسطين الانتدابية حتى عام 1967، وذلك لوقوع الأراضي الفلسطينية تحت الانتداب البريطاني، وفلسطين بحدودها الحالية لم تكن قائمة قبل عام 1919، ولكن بعد التقسيم بعد الحرب العالمية الأولى وقعت اتفاقية سايكس بيكو ومن خلالها تم تقسيم الشرق الأوسط بين فرنسا وبريطانيا.

وأن فلسطين بحدودها الحالية هي فلسطين الانتدابية، وكان يسكنها آنذاك أغلبية فلسطينية، ولم يكن بها أغلبية يهودية من حيث السكان أو الأراضي التي يقومون عليها، وفي عام 1946 تم عمل مؤتمر بالقاهرة برئاسة بايدن وزير الخارجية البريطانية في ذلك الوقت وبحضور وزراء الخارجية العرب، وأعلن في هذا المؤتمر أن بريطانيا لم تعد قادرة على حل المسألة الفلسطينية لأن اليهود تحالفوا مع أمريكا وعليه سنحيل القضية الفلسطينية للأمم المتحدة ويتم رفع الانتداب البريطاني عن فلسطين، وبالفعل تحولت القضية كلها إلى الأمم المتحدة، وهذا ما أجمع عليه العالم بأن القضية الفلسطينية مسألة دولية تُحل دوليًا، لا يمكن حلها إقيلميًا.

وفي نوفمبر عام 1947 صدر القرار 181 الذي يقضي بأن الحل الأفضل هو تقسيم فلسطين إلى دولتين واحدة يهودية والأخرى فلسطينية، اليهودية كانت لا تتجاوز نسبتها 56% والدولة العربية الباقي منها، والقدس ويافا 1 %، مشيرًا إلى رفض العرب لهذا القرار وعليه لم تنشأ الدولة العربية.

وفي 15 مايو 1948 أعلن ديفيد بن جوريون إقامة الدولة الإسرائيلية، وخرجت 6 جيوش عربية في ذلك الوقت للمواجهة، معتقدين أنهم بهذه المواجهة ستفر القوات الصهيونية ، ولكن ما حدث هو العكس، حيث اكتسب إسرائيل بعد الانتصار في هذه الحرب 14 ألف كيلو متر مربع وأًصبحت مساحتها تبلغ نحو 78% من مساحة الدولة.

مشيرًا إلى أن بن جوريون لم يعلن ضم الضفة الغربية "اليهود والسامرة" ولا القدس وقال كلمته الشهيرة أمام مناحم بيجن "علينا أن نختار من أنتكون مساحتنا كبيرة ونكون أقلية أو تبقى مساحتنا أقل ونبقى أغلبية"، وكان بيجن من المعارضة الإسرائيلية ويحلم بدولة إسرائيل الكبرى التي تضم فلسطين كاملة والأردن، قائلاً: "ضفتين للأردن واحدة لنا والأخرى لنا أيضًا".

وأوضح أن إسرائيل إلى الآن لم ترسم حدودها كدولة، ربما يعاد رسم الحدود مستقبلاً، وإيهود باراك دعا أن يكون لإسرائيل دستور وحدود معروفة، وكانت حدود إسرائيل تسمى بالخط الأخضر الذي تلاشى بعد حرب 67، حيث احتلت غزة والضفة الغربية وسيناء.

وفي مارس 2002 اجتمع العرب في بيروت وقاموا بعمل "المبادرة العربية" التي أكدت بأن كل العرب مستعدين لعمل علاقات كاملة وتعاون مع إسرائيل في حال قبلت إقامة دولة فلسطين على الـ 22 % المتبقية من الأرض، بما فيها الضفة الغربية، القدس الشرقية، قطاع غزة، ثم طلبوا من المؤتمر أن يتبنى هو أيضًا المؤتمر الإسلامي ليصبح إجمالي الدول المتفقين على هذه المبادرة هم 174 دولة، وقبل عدد من الإسرائيلين في البداية هذه المبادرة، لكنهم رفضوها فيما بعد، وبقيت هذه المبادرة مطروحة باستمرار كأحد المبادرات المطروحة لحل الصراع العربي الإسرائيلي.

مضيفًا أن كل القمم العربية التي أقيمت في هذا الشأن أكدت على اعترافها بإسرائيل إذا التزمت بحدودها قبل عام 1967، وتبقى القضية الفلسطينية حتى الآن واحدة من أطول الصراعات الإقليمية في العالم ولم يصل فيها العالم إلى حل حتى الآن.

وأردف أن الصراع العربي الإسرائيلي ينعكس على منطقة الشرق الأوسط، وجميع الرؤساء الأمريكيين السابقين تدخلوا في هذه القضية وكانت تتم المفاوضات ونقطع زمن طويل إلى أن تفشل المفاوضات وتعاد وهكذا، إلى أن وصل الرئيس ترامب الذي قام بقلب المعادلة، فبدلاً من التفاوض والوصول إلى نفس الأزمة التاريخية التي يصل إليها المفاوضين في كل مرة، فبدأ بطرح حلول ثم جمع المفاوضين.

وقام ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى إسرائيل وهو أول رئيس أمريكي يقوم باتخاذ هذا القرار، واعتبر أن القدس غير المقدسة عاصمة إسرائيل.