جاد: مؤسسات أممية وضعت مناهج معروفة.. وفتحي: هناك محاولات في فلسطين وتونس

كتب - نعيم يوسف

على الرغم من المحاولات التي يخوضها بعض الأطباء المتخصصين في مجال الثقافة الجنسية لشرحها من خلال قنوات الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، إلا أن هذه المحاولات تجد مقاومة شديدة في وقت ينتشر فيه الأفلام الإباحية بشكل واسع، ما يضطر الكثير من الأطفال والشباب في العالم العربي إلى اللجوء لهذه الأفلام للحصول على المعلومات التي يريدونها.
الثقافة ليست على ما يرام
قالت الدكتورة علياء جاد، طبيبة متخصصة في التعليم الصحي، إن الثقافة الجنسية في المجتمعات العربية ليست على ما يرام، ويحصل الأفراد على معلوماتهم من الانترنت، وأغلب هذه المصادر هي الأفلام الإباحية، لافتة إلى أنها تميل إلى وجود دور للمؤسسات العلمية في الأول، وبعدها إذا حدثت مشاكل قد نلجأ إلى المؤسسات الدينية.
 
مناهج موضوعة
وأضافت "جاد"، في لقاء مع برنامج "في فلك الممنوع"، المذاع على قناة "فرانس 24"، الفضائية، أنه ليس شرطًا أن نخترع العجلة من البداية، وهناك مؤسسات أممية وضعت منهجًا معروفًا يمكن أن نأخذه وندرسه للأطفال، مشددة على أن الأمر له أبعاد أخرى مثل معامل التلميذ لزميلته، وأيضا الثقة في نفسه، وهذه كلها تعتبر تربية جنسية.
 
دراسة في الولايات المتحدة
ولفتت إلى أن إحدى الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية، وجدت أن الأطفال الذين يحصلون على تربية جنسية سليمة، هم أقل ممارسة للعلاقات خارج إطار الزواج عن الشباب الذين يفهمون الجنس عيبًا وحرامًا، لأنهم يعلمون جيدًا أنهم قد يصابون بفيروسات ضارة جدًا.
 
ثقافة ضئيلة
أما خالد فتحي، دكتور متخصص في الطب النسائي في كلية الرباط، فقد قال إن الثقافة الجنسية عند الشباب العربي، والأطفال العربي ضئيلة جدًا، ومازال الجميع مطالبا ببذل المزيد من الجهد في هذا الأمر، ولكن يلاحظ أن الحديث حول أهمية التربية الجنسية خرج من دائرة الممنوع، لافتا إلى بعض التجارب في الدول العربية مثل تونس وفلسطين، اللتان تحاولان تخطي موانع التربية الجنسية للأطفال.
 
من يربي أطفالنا؟
وشدد "فتحي" على أن الثقافة الجنسية والتربية الجنسية للأطفال أصبحت ضرورة لأنه إذا لم نربي أطفالنا سوف يقوم الانترنت بتربيتهم، مشيرا إلى أن هناك مشكلة في هوية من يقوم بالتربية الجنسية، وهل تقوم بها المؤسسات الدينية أو التعليمية، أو الأهل، مؤكدًا على ضرورة ألا يقتصر الأمر على المؤسسات الدينية فقط، لافتًا إلى أن التربية الجنسية موجودة في تعاليم الأديان، مؤيدًا أن تتدخل المؤسسات الدينية في هذا الأمر.
الأمر خطير في هذه الحالة
نزار رمال، الناشط السياسي والاجتماعي اللبناني وخاصة التربية الإنجابية، أن هناك دراسة تمت في سلطنة عمان وجدوا أن الشباب والأطفال يعلمون المعلومات والثقافة الجنسية من أقرانهم، لافتا إلى أن الأمر قد يكون خطيرًا في هذه الحالة.
 
ما بين الأخلاق والعلم والدين
وأشار "رمال"، إلى أن هناك خلط بين ما يخص الأخلاق، والعلم، والدين، مشددًا على أن المبدأ الأساسي هو مبدأ الحقوق، لافتا إلى أنه من حق الأطفال في سن 12 عامًا، أن يحصلوا على معلومات جنسية صحيحة، من مصدر موثوق، مشددًا على أن مبدأ الحقوق لم يطبق، لافتا إلى أنه في المجال العام يمكن الحديث عن السلوكيات التي تشكل خطرًا على حياته، أو السلوكيات التي لا تمثل خطرا على حياة المتلقي، أما ما يقول الدين فهو يعتبر أمر خاص، يمكن الحديث فيه فيما بعد.
 
وشدد على أن الأطفال قد يجدون أنفسهم مضطرون للحصول على معلومات من رجال الدين فقط، مثل المعلومات عن الطهارة وغيرها، ولكن رجل الدين لا يفهم في العلم، موضحا أن الأطفال الموجودين في المدارس الخاصة الكبيرة يوجد لديهم معرفة جنسية، علمية من خلال التدريس، وهذا للأسف يوجد نوعًا من التمييز بين الطلاب في لبنان.