كتب - محرر الأقباط متحدون
نتناول اليوم موضوع جدلي ألا و هو " الزواج المدني " ، حيث يرتبط البعض " بفتاة / رجل " من ثقافة و جنسية و دين آخر و ثقافة أخري ، و يثقون في أن الحب ينتصر على أي اختلاف ، في المقابل يصر البعض على الارتباط " بفتاة / رجل " من بلده و دينه. ، و يستعرض هنا برنامج " جعفر توك " علي شاشة " دويتش فيله DW " ، موضوع الزواج المختلط بين مختلف الثقافات و الأديان ، متسائلاً ما المانع من الارتباط بأشخاص من ثقافات و جنسيات أخرى ؟ ، من خلال معرفة بعض آراء المشاركين و منهم :
حيث قال " محمد طنطاوي " طالب مصري في ألمانيا : " لدي مشكلة مع الدين ، فأريد أن يكون أولادي ، ولا بد من وجود اتفاق مسبقاً بين الطرفين حول العديد من الأمور من بينها ديانة الأطفال ، و أري أن زواجي من فتاة ألمانية ليس مناسباً لي ، حيث أن التفاهم و التعامل فالحياة العملية سيخلق كثيراً من المشاكل في حياتنا اليومية ، فالثقافة و الأسلوب مختلفان ، لكن الفتاة الألمانية شخصيتها لا تسمح لها بوجود شخصية متحكمة و يجب أن يكون القرار لي في النهاية ، فهناك اختلاف كبير بين الشخصية القوية و الشخصية المتحكمة ، من خلال تجربتي ، فالشباب يخافون دائماً من الفتيات " .
و أكمل : " ما جعلني أرتبط بزوجتي الفلسطينية ، هو الثقافة و الأكل ، لأن الألمان لديهم أنواع معينة في الطعام ، و أنا لا أتحمل هذا ، فأنا مقتنع بالآيات القرآنية التي تنص علي قوامة الرجال ، و تجربتي الشخصية هي الأساس ، لأني رأيت الكثير من أصدقائي يتزوجون من فتيات ألمانية ، و الزوجات غير ناجحة " .
و قالت " نورا شرقاوي " لاجئة فلسطينية في ألمانيا : " أنا فتاة مسلمة ، ولا أقبل الزواج من خارج ديانتي ، و يهمني التواصل بيننا من نفس اللغة و الثقافة ، لأني أضع الدين في قائمة أولوياتي ، حيث أن أهلي لن يقبلوا زواجي من غير المسلم ، فأهلي مهمين جداً بالنسبة لي ، و لكوني أحب الاختلاف ، تزوجت من شاب مصري ، حيث تعرفت علي زوجي من خلال فيديوهاته التعليمية عن الدراسة في ألمانيا ، و أحب أهلي زوجي ، لكن اشترطوا أن أكمل دراستي ، و قررنا الخطوبة لنبني مستقبلنا معاً من البداية ، حيث نتعامل مع بعضنا و نختلف في بعض الأمور ، لكن نصل في النهاية إلي قرار مبني علي قناعة " .
و قال " محمد أبو زينة " فلسطيني متزوج من فتاة أستونية : " ليس لدي مشكلة أن أتزوج من خارج ديانتي أو ثقافتي ، فالدين الإسلامي لا يمنع ذلك ، و بطبيعة الحال أنا اتفهم وجهة النظر الغربية الأوروبية عن المسلمين من وسائل الإعلام ، و كان من واجبي أن أغير لها فكرتي ، و نحن نعمل معاً في مجال الدعاية الرقمية ، و نصور فيديوهات علي موقع " اليوتيوب " ، و أنا أعتقد أن الحب أقوي من الدين ، فالدولة التي نعيش بها تتيح لنا الحرية الدينية ، و نحن نعتمد في حياتنا علي النقاش ، فالثقافة التي نشأنا عليها ليست كلها صحيحة ، فهناك الكثير من حالات الطلاق في فلسطين نظراً لوجود ثقافة الزواج التقليدي " .
و أشار : " عند وصولي إلي ألمانيا وقت كان عمري 26 ، و عندما رأيت الكثير من التعامل مع الفتاة التي أحبها ، رأيت أنه يسمح لي أن أشارك زوجتي في أمور كثيرة ، عكس ما تعلمناه في الصغر " .
و قالت " والدة محمد " : " أنا سعيدة بزواج ابني من كاتيا ، و اعتبرها كابنة لي " .
بينما قالت " كاترين تسمبالجوك " فتاة أستونية متزوجة من شاب فلسطيني : " تزوجت من شاب عربي ، و أنا مسيحية الديانة ، ولا يهمني إذا كان الشخص من دين أخر ، و تعرفت علي ديانته ، و أعلم أن أولادي سيكونون مثل زوجي عرب ، و قبلت بذلك ، و منذ البداية اعتقدت أنه شاب أسباني ، و تبين لي أنه شاب فلسطيني مسلم ، حيث كان عمري 19 عام وقتها ، و الكثير من الناس في بلدي يعتقدون أن الدين الإسلامي دين " إرهابي " فكان من الصعب إقناع جدي و جدتي ، حيث لديهم الكثير من الشكوك تجاهه " .
و أضافت : " أخفيت عن أهلي أني أسكن معه ، لكن بعد مقابلة والدي و والدتي لهم ، اقتنعا به ، و وافقا علي الزواج في عام 2014 ، لكن حفل الزفاف أقيم عام 2018 لحين تدبير مصاريفه ، و قمت بزيارة مدينة " رام الله " عدة مرات ، و أنا قررت اعتناق الإسلام ، رغم عدم إجباره لي ، لكنه رحب في حال وافقت ، فقناعتي جاءت من بحث و قراءة في القرآن ، و رأيت العديد من المعلومات علي شبكة الإنترنت ، و الذي تغير عن رؤية أهلي وقتها ، أني كنت صغيرة السن ، و لم تكن لدي العديد من المعلومات ، فأهلي لم يكونوا يذهبا بانتظام إلي الكنيسة ، حيث مع مرور الوقت تتغير أفكاري ، و عن الحياة اليومية بيننا فأنا أستطيع طبخ أكلات فلسطينية مثل " المقلوبة " .
كما قالت " حنان الراحل " سيدة مغربية متزوجة من إسباني : " تزوجت من زوجي مانويل منذ 4 سنوات ، لأنه هو من بادر بالتعبير عن حبه لي ، فالحب لا يحتاج لغة ، حيث أن التعامل و الصفات الحسنة و الأخلاق جعلتني أتقرب منه ، و اشترطت عليه تغيير ديانته للإسلام ، لأني إنسانة مؤمنة بديني و مقتنعة به جداً ، و في حال رفضه تغيير دينه ما كنت أتقبل الزواج منه ، لأني لا أريد أن يصبح أولادي مسيحيين ، مبررة أن زوجها من بلد متقدم ، ليس كما هو الحال في وطني الأم " المغرب " ، فالتربية لدينا أهم ما نملكه ، و انزعجت كثيراً لرفض والدته لي ، و أتمني في المستقبل أن تتبدل العلاقة مع حماتي ، فأنا أحترم رأيها ، لأنها تشبثت بديانتها مثل ما فعلت أنا ، و أنا أعلم أن سبب الرفض لم يكن لشخصي ، بل كان بسبب جذوري العربية ، و هي حتى الآن لم تعلم أنه غير ديانته " .
و تابعت : " أحاول الآن أن تكون العلاقة مع حماتي جيدة ، و أن تكبر ابنتي في ظل حب جدتها ، و أطالب بالتسامح بين مختلف الديانات " .
و قال " مانويل سانشيز باييز " إسباني متزوج من مغربية : " اخترت زوجتي حنان ، لأنها جميلة و أعجبتني جدا ً، فالحب هو من جعلني أتخطي كل تلك الحواجز ، و قررت تغيير ديانتي ، لأتزوج من حبيبتي ، فكان الأمر بالنسبة لي سهل و ليس صعب ، فلا توجد لدي مشاكل ، فأني لم أكن أذهب للكنيسة بانتظام ، رغم رفض أمي لزواجي من مسلمة ، لكني استطاعت التغلب علي تلك المشكلة ، بالوصول إلي حل وسط ، و قررت ترك منزل والدتي ، و ذهبت إلي منزل ريفي ، و لكن الصعوبة التي واجهتها كانت لحظة الاختيار بين أمي و حبيبتي ، رغم أني أعمل مزارع في ميراث أهلي " .
و اختتم : " أحب زوجتي جداً و لذلك اخترتي ، و لدي ابنة معكي ، فالهم بمثابة الكنز بالنسبة لي " .