كتب - محرر الأقباط متحدون
تساءل الكثيرون حول مدي فعالية دور " جامعة الدول العربية " في التواجد بالمشهد الدولي ، خاصةً بعد إقرار الرئيس الأمريكي " دونالد ترامب " رؤيته الخاصة بالسلام في منطقة الشرق الأوسط أو فيما يعرف إعلامياً بـ " صفقة القرن " بين الفلسطينيين و الإسرائيليين .
بدوره أوضح السفير " حسام زكي " الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية خلال لقاؤه في برنامج " نيوز ميكر " علي شاشة " روسيا اليوم " قائلاً : " الوضع الحالي للوطن العربي بشكل كبير مظلم ، و هذا ليس مبرر لفقدان الأمل ، فهناك الكثير من الدول بالمنطقة تعرضت لعمليات الإرهاب و السقوط ، و هناك دول نجحت في التصدي لمثل هذه الهجمات ، فالإحباط سهل جدا ًأن يصاب كونك مواطن عربي تحلم بالتطور و التجديد و العمالة و الرفاهية ، رغم وجود العديد من المجتمعات العربية الناجحة مثل دول الخليج " .
و قال " زكي " : " في الواقع خطة الرئيس ترامب ، رغم إعدادها علي مدار سنتين ، و عدم استشارة الجانب الفلسطيني ، و تهميشهم نتيجة قرارات أحادية مثل " وقف الدعم لمنظمة الإغاثة ، و إعلان مدينة القدس عاصمة لإسرائيل " ، و استشارة الجانب الإسرائيلي ، فبالطبع إسرائيل لديها مصلحة في الحفاظ علي الوضع القائم الحالي ، بعدم الوصول إلي حل الدولتين ، أو علي الأقل الاعتراف بدولة فلسطين " .
و كشف " زكي " : " المبادرة العربية للسلام راعت بكل وضوح حقوق الشعب الفلسطيني ، و حقه في استعادة الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967 ، حيث تطرقت لملف اللاجئين و المستوطنات و فرض السيادة الفلسطينية الكاملة علي أراضيها ، و هناك الكثير من الدول العربية التي تقف بجوار المشروع العربي للسلام ، فالجامعة العربية لم تسحب المبادرة أو تنتقص منها أو تحاول التغيير في بعض نصوصها ، التي تري ضرورة تنازل إسرائيل في بعض الأمور ، فهذه المبادرة موجودة و مازالت حية عكس ما يشاع في وسائل الإعلام " .
و أبدي " زكي " رأيه في خطة السلام الأمريكية : " في الواقع هي راعت حقوق إسرائيل إلي حد بعيد ، و بالتالي هي مجحفة للجانب الفلسطيني ، و للأسف الانقسام الداخلي الفلسطيني يؤثر بشكل كبير في نظرة المجتمع الدولي للجانب الفلسطيني ، و هي ببساطة توافق مصالح بين " ترامب " و " نتنياهو " .
و أكمل " زكي " : " الاجتماع العربي الطارئ هو في غاية الأهمية ، لإيضاح الصورة العرب بأنهم دعاة سلام و وئام و ليس راغبين في الحرب ، فالتهديدات الخارجية للأمة العربية سواء من " إيران أو تركيا " هي مرحلة في غاية الخطورة ، و السيد الأمين العام " أحمد أبو الغيط " يضع الأمن القومي العربي كأولوية قصوى له ، من أجل الوقوف ضد التحركات الإقليمية المضادة " .
و أضاف الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية : " القضية الفلسطينية تضررت كثيراً ، لأن كل ما ينادي بالحقوق السياسية يعتبر صوته ضائع وسط الضجيج المسيطر بالقوة العسكرية ، فالجماعة العربية علي مدار عمرها تدعم الإرادات العربية السياسية ، فهي ترتكز علي العمل السياسي و الدبلوماسي ، فلا يمكن سؤالنا عن الوضع العراقي أو اللبناني لأنها أوضاع داخلية شهدت مظاهرات للشعوب و احتجاجات ، لكن الملف " الليبي و السوري " هم في قمة جداول أعمالنا ، لأننا نعمل علي تهدئة الأوضاع للوضع الليبي الشائك ، حيث تهدد بشكل واضح أمن الدول العربية المجاورة ، و لن نريد أن تتورط المنطقة في المزيد من حالة عدم الاستقرار " .
و اختتم قائلاً : " هدفنا هو قطع دورة الحرب و المواجهات العسكرية للأزمات الإقليمية ، لأن الأمور لا تسير علي حسب أهواء الرأي العام ، و عودة سوريا مرة أخري لجامعة الدول العربية ليست بالأمر الهين " .