بقلم: أحمد الأسواني
لم يفاجئنى طلب بعض السلفيين فى البرلمان بحجب المواقع الأباحيه لأنى اعلم تفكيرهؤلاء الناس وان شاغلهم الأساسى هو الجنس والمرأه ولكن الذى
أزعجنى فعلا هو أن يعلن بعض النواب الذين نحسبهم من التيار الليبرالى أنهم مع حجب المواقع الأباحيه فى مغازلة لجمهور التيار السلفى
بالطبع لسنا من دعاة الأباحيه أو الجنس ولكن هل نعلم ماهو تعريف الأباحيه عند التيارالدينى ؟ من يتابع ادبيات وتصريحات هذه الجماعات والأحزاب سيجد أنهم فى غالبيتهم يعتبرون ان المرأه التى لاترتدى النقاب هى سافره وهى عاصيه لأنها تكشف وجههااما من تكشف وجههاوشعرها فهى عندهم عاريه ومتبرجه وبعضهم يعتبرها مخالفه للشرع والدين بل استمعنا لأحد مرشحى الرئاسه يعلن أنه فى حالة فوزه سيفرض الحجاب على الجميع حتى المسيحيات لأن شعر المرأه ووجهها هو فتنه وعوره يجب سترها لذلك فعندما يعلنون انهم سيحجبون المواقع الأباحيه فهم لايقصدون فقط المواقع الجنسيه ولكن اى مواقع تعرض صور نساء بلا حجاب يمكن ان تدخل ضمن هذه الفئه ويتم حجبها


ودعونالاننسى ان غالبية هذا التيار يعتبر أدب نجيب محفوظ واحسان عبد القدوس وأدباء كثيرين كبار هو من الأدب الأباحى اى ان ادب هؤلاء الكتاب العظام سيدخل تحت هذا البند وسيتم منعه واعتباره من الممنوعات وكذلك معظم الأفلام المصريه والمسلسلات الدراميه لاحتوائها على مناظر سيدات سافرات ومن وجهة نظرهذا التيار هن عاريات لذلك سيتم حرق كل الأفلام والمسلسلات التى تم انتاجها من قبل تحت بند منع الأباحيه
هذا القرار لن يفيد أحدا الا منتجى وصانعى الأسطوانات الجنسيه الذين سيعيشون عصرهم الذهبى ليواجهون الطلب الذى سيتزايد لأن كمانعلم جميعا الممنوع مرغوب


ولمن يعتقدون ان هذا المنع هو من الأخلاق الكريمه يجب ان يعلموا ان اى دوله تحجب المواقع الجنسيه سرعان ماتزحف لحجب المواقع المعارضه للسلطه كما حدث فى ايران والسعوديه وغيرهم ولايمكن ان نحافظ على الأخلاق بالمنع ولكن بغرس القيم الجميله والأيجابيه ليكون المنع من الأنسان وليس بواسطة اى سلطه مهما كانت فهى لن تبحث الا عن مصالحها فقط والله اعلم.