حكاية الأصدقاء الخمسة.. سهرة واحدة أضاعت مستقبل كريم وشناوي وأحمد
أمام أصدقائهما، لا يعتبر كريم مقتولا، ولا محمد الشهير بالشناوي قاتلا، كلاهما في نظر "الجروب" صديقين، خسر الأول عمره، وخسر الثاني مستقبله، وبقيت لجروب الأصدقاء أحزان لا تنتهي على الفقيدين، من بقي على قيد الحياة ومن غادرها.

مشاعر كثيرة مختلطة ومضطربة، يمر بها جروب "الأندرإيدج"، شباب لم يزد عمر أكبرهم عن 16 عاما، وقفوا أمام النيابة قبل أيام لحكي تفاصيل واقعة القتل، التي شهدها منزل أحمد سامح في الزمالك، حيث اعتاد الأصدقاء الخمسة اللقاء، دون أن يدروا أن الجمعة 31 يناير سيشهد نهاية هذا اللقاء إلى الأبد، وأن أحدهم سيصير ضحية، وسيبقى الآخرون في خانة المتهمين، حتى وإن أخلت النيابة سبيل بعضهم.

(صورة تجمع القتيل كريم هشام وصديقه أحمد سامح)

حملة لدعم المتهم بزيارته والترحم على الضحية بأداء العمرة والصدقة
حملة لدعم الصديق المتهم، والترحم على الصديق الضحية، انطلقت بين شباب في عمر 15-17 سنة، هم أصدقاء كريم هشام مروة ميمي'>نجل المذيعة مروة ميمي، الذي لقي مصرعه في منزل صديقه أحمد برصاصة استقرت في رأسه، من مسدس والد أحمد، خلال لعب الأصدقاء بالمسدس.. الحملة توزعت على أكثر من اتجاه، بدأت بالدعاء لكريم الضحية، تداولها الأصدقاء في ما بينهم، وكانت سببا في أداء 11 عمرة للفقيد كريم، فيما خصص الباقون حساب تبرعات باسم كريم في مركز مجدي يعقوب للقلب بأسوان، ووزعوا مصاحف باسمه للترحم عليه، وختموا القرآن 10 مرات على روح صديقهم، ووجهوا دعمهم للصديق المتهم بزيارته في محبسه، والشد من أزره والدعاء له، وزيارة أسرتي الضحية والمتهم.

(صورة تجمع كريم هشام وصديقه محمد خالد الشهير بشناوي)

كريم اتقتل برصاص أحمد وعلى يد الشناوي
كواليس جديدة تظهر على لسان الأصدقاء، حيث روت مصادر خاصة لـ"الوطن" تفاصيل الليلة المشؤومة، وعلاقة الأصدقاء الخمسة "كريم هشام، محمد خالد الشهير بشناوي، عبدالله المهدي، أحمد سامح، شهاب سامح"، والتي بدأت منذ سنوات الدراسة الأولى في إحدى مدارس الدقي الشهيرة، واستمرت رغم تفرقهم بعد الإعدادية في عدد من المدارس، حيث اعتاد الأصدقاء الالتقاء في منزل أحمد وشقيقه شهاب بالزمالك، إذ إنه الأقرب إلى مدرستهم.

نهاية صداقة من الابتدائي إلى الثانوي في ليلة واحدة

في الليلة المشؤومة، التقى الأربعة في منزل أحمد، دب الملل إلى جلستهم، بعدما استنفزوا كل سبل الترفيه، تفتق ذهن أحمد صاحب المنزل لاستعراض مسدس والده، أحضره من غرفة نوم الوالد، لعرضه أمام أصدقائه، وهو يروي لهم كيف كان يتابع والده وهو ينظف المسدس ويعمره بالطلقات.. انبهر الأصدقاء بالمسدس وعرضوا تبادله فيما بينهم والتصوير معه، لكن أحمد حذرهم "خدوا بالكم بابا لسه معمره بالرصاص.. حاسبوا لا تطلع رصاصة منه"، تحذيره جعلهم يتوخون الحذر، ودفعهم لمحاولة إفراغ الطلقات في مكان مفتوح، المقترحات شملت بلكونة الشقة والرووف أعلى العقار، لكنهم خشوا من صوت الرصاص وانزعاج الجيران، أو أن تصيب الرصاصة أحد المارين صدفة، حينها عرض محمد خالد الشهير بشناوي تنظيف المسدس.

تحول مفاجئ للموقف، من هزل إلى جد، أمسك شناوي بالمسدس وطارد كريم، خشي كريم من تطور الموقف فدخل لإحدى الغرف للاختباء مما وصفه بـ"الهزار السخيف"، وقف كريم خلف الباب لمنع الشناوي من الدخول وملاحقته، لكن شناوي تمادى في الهزار، دفع الباب بقوة على كريم وخلال الدفعة خرجت الرصاصة بالخطأ من المسدس الذي يحمله شناوي لتستقر في رأس كريم، محدثة فتحتي دخول وخروج في رأس الشاب الصغير.

(صورة تجمع الأصدقاء الـ 5)

صوت الرصاصة وحده لم يكن ليزعج أهالي العقار، قدر ما هالهم حالة الصراخ التي انطلقت في شقة جارهم، ودفعتهم للاتصال بالأم، التي حضرت مفزوعة لتفاجأ بكريم غارقا في دمائه، وطفليها شهاب وأحمد في حالة رعب وقد لطخت الدماء ملابسيهما، ورابعهم شناوي ممسكا بمسدس زوجها، وخامسهم مهدي مصابًا بحالة هيستريا.

(صورة تجمع كريم بأصدقائه)

يومان بين التحقيقات والحبس، قضاهما أحمد ووالده سامح وشقيقه شهاب وصديقاه شناوي وعبدالله، قبل أن يتم إخلاء سبيل الأب بكفالة 10 آلاف جنيه، وإخلاء سبيل عبدالله وشهاب، فيما تم التحفظ على الثنائي شناوي وأحمد.

(صورة تجمع كريم بأصدقائه في مراحل سنية مختلفه)

ومازالت التحقيقات سارية في القضية التي تشاركت أطرافها أدوار الجاني والمجني عليه.. لم يبق لأم القتيل المذيعة مروة ميمي سوى ابنتها الوحيدة، ولم يبق لأم المتهم سواء توأمته وابنتها الكبرى، ولم يبق لصاحبة البيت سبيل سوى مغادرته، والبحث عن مسكن آخر لا تفوح منه رائحة الدماء، ولا يحفظ ذكرى جريمة بشعة، مازال ابنها وزوجها متهمين فيها.