المعارضون يبحثون عن طريقة لإنهاء "المجزرة" السورية

 

وفِي تعليق على الوضع الحالي، قال كمال اللبواني المعارض والمعتقل السوري السابق في تصريحات لـ "إيلاف" إن "المجتمع الدولي لا يهتم بمأساة الشعب السوري، ولا يتذكر الجرائم التي ترتكب بحقه إلا عندما يبحث عن ورقة ضغط على النظام وحلفائه المتمسكين به والمتذرعين بشرعية وجودهم في سوريا بموافقة السلطة (الشرعية) في البلاد".

 

وأشار الى أن هذه الورقة الضاغطة لم تتحول حتى الآن الى إجراءات فعلية تحاسبه عليها.

 

وعبّر اللبواني عن أسفه من استمرار المجزرة السورية دون رد فعل يساوي الفعل لانه "حتى قرار قيصر بقي كورقة ضغط يمكن للرئيس الأميركي ان يوقفها متى شاء، مع أن هكذا جريمة لا يجب أن يتوانى أحد عن ملاحقة مرتكبيها حتى النهاية، فإيقاف العقوبات قبل القصاص من المجرم يعني خيانة للضحايا.

 

وأكد اللبواني أن الطرف الأميركي يريد فقط من النظام أن يطلب من الإيراني الخروج من سوريا، لأنه كما أعلن لا يهتم بالمنطقة ولا يتدخل إلا بحدود حفظ أمن اسرائىل، والخطر الوحيد المتبقي على أمنها بعد دمار سوريا وهلاك شعبها وجيشها نظاما ومعارضة هو فقط تحولها الى منصة ايرانية كجنوب لبنان. لذلك هو لا يعترض على الوجود الروسي، ولا حتى التركي ولا أي نوع من الاحتلال، والتطرق للضحايا والشعب هو مجرد تجارة سياسية تنتهي عندما يتحقق الربح".

 

وحول اهتمام واشنطن بملف إدلب وتصريحات مسؤوليها حول هذا الملف اعتبر اللبواني انه "نوع من الضغط على روسيا التي تنكرت مرارا لوعودها بإخراج الإيراني من سوريا، ودعم أميركا الظاهري للتدخل التركي يقع ايضا في هذا السياق حيث لا تريد أميركا لروسيا أن تمسك بكل أوراق سوريا قبل التأكد من خروج الإيراني".

 

لكنه رأى أن السياسة الأميركية العامة هي أن سوريا والعراق والمنطقة كلها رمال متحركة ومستنقع يجب الخروج منه، وهي "تدعو الى تشكيل ناتو إقليمي لملء الفراغ الذي سيحدثه خروجها، لكي لا تستفيد روسيا ومن ورائها الصين من هذا الخروج".

 

أما عن مؤتمر برلين الذي تمت الدعوة له كمؤتمر وطني وكحل يستعيد القرار السوري ويقدم وجهة نظر الشعب في مستقبل سوريا ودستورها، فأجاب اللبواني أن "ظاهر الدعوة جيد ومغري".

 

لكنه أضاف أن "البحث في الوثائق يبين أنها مطابقة لمشروع هيئة التنسيق الوطني، التي تنشط داخل سوريا، وسقف مطالبها هو الحوار مع النظام لإجراء إصلاحات".

 

واعتبر أن هذا يتنافى مع ما جرى طيلة عشر سنوات "حيث يقوم النظام برفض فكرة الحل السياسي ويستمر في حله الأمني، ويستعين بجيوش الاحتلال، فهو قد رهن وجوده وبقاءه بفناء سوريا وتهجير شعبها".

 

ورأى اللبواني أن فكرة أن "الحل السياسي هو الحل الوحيد وأن الأدوات السلمية هي فقط الوسيلة للنضال ، فهي تصطدم بتجبر النظام وعنفه وتحتاج للقوة لاجبار النظام على القبول بالحل السياسي، فإذا توفرت هذه القوة فلماذا الحوار، وليس إسقاط النظام المجرم وقيام سلطة انتقالية، وإذا لم تتوفر فالحوار لا معنى له سوى الخضوع لجبروت قوة النظام، وهذا يعني ضمنا التعويل على التدخل الدولي الذي تنتقده الوثيقة في مقدمتها التي تقول إن الحل سوري سوري، أي أن الوثيقة تفتقد للمنطق المتماسك في طرحها ولا تحمل عمليا سوى تبرير الاستسلام للنظام الذي وضع وجوده على نقيض وجود الشعب السوري والوطن السوري".

 

وحول كتابة وثيقة وطنية دستورية واضحة ومستقلة، فاعتبر اللبواني أن هذا تسابق ومنافسة مع اللجنة الدستورية، ومع ذلك لفت الى انه لم تكن مشكلة سوريا هي الورقة أو الوثيقة بل السلطة التي تطبق أي وثيقة وأي دستور.

 

وقال "طالما لم تحسم مسألة السلطة فلا معنى لأي دستور أو عقد وطني، وطالما أن المؤتمر لا ينوي العمل لتنظيم قدرات الشعب السوري ولا يهتم باستعمالها فهو لا يملك أي فرصة لتحقيق رغباته التي تتطلب أولا قوة فعلية لا يمكن البحث عنها إلا في الشعب الذي بقي خارج إطار رؤية منظمي المشروع، المستعجلون لاعتلاء القمة الوطنية من دون وجود قاعدة".

 

وردًا على سؤال حول ما المطلوب، أجاب باختصار هو البحث عن أفضل الطرق "لتشكيل حركة وطنية سورية تنظم الجهود وتستثمر قدرات كل السوريين في كل مكان للعمل معا على هدف جامع هو استعادة الوطن السوري لشعب سوريا، وهذا عمل تنظيمي متعب يحتاج الى أكثر بكثير من عقد مؤتمر استعراضي ينتهي ببيان وصورة لمنصة تحمل اسم وطني".

 

ولكن النقيب وائل الخطيب عضو اللجنة التأسيسية للمؤتمر قال لـ "إيلاف" أنه "من دلالات العمل الوطني ان هناك من يعمل وهناك من ينتقد وهناك من يصحح وهناك من يشارك وهذا كله أمر ايجابي".

 

ووصف المؤتمر بأنه "اول حالة وطنية حقيقية يمر بها الشعب السوري و اول مؤتمر سوري وطني بحت دون فرض خارجي او إملاءات وبأيدي سورية سورية لنعطي المساحة فقط للسوريين".

 

وقال "سأتحدث من وجهة نظر انسان سوري ومن شخص يعيش في المخيمات وينتمي الى الأرض السورية وينطلق من عمق الألم السوري وعانى كما عانى جميع السوريين وأراد المشاركة في الحل الذي يجب أن يكون سوريا بعيدا عن أي تدخلات".

 

وأشار إلى أن المؤتمر الوطني باختصار "بني على قواعد مصلحة الوطن والمواطن السوري".

 

وقال الخطيب نريد ترميم ما تم إفساده عبر سنوات لان ضياع القرار الوطني كان بسبب خبث بعض المعارضين الذين جعلوا "المواطن السوري والحالة السورية سلعة للتجارة و للمتاجرة وللاستهلاك".

 

وردا على سؤال حول الهدف من المؤتمر أجاب ارتأينا منذ العام 2017 "نحن مجموعة من الشعب السوري بين عسكري وسياسي ومثقف، بعد أن قرأنا الواقع، أنه لابد من ايجاد مؤتمر وطني لنبنيه بأيدي سورية سورية دون تدخل دولي ودون شروط ودون إقصاء الا العمل لمصلحة الشعب السوري الذي عانى خلال سنوات لانه لم يتم النظر الى مصلحته أولا وأخيرا ونهدف الى ترميم الجسور واعادة بناء الثقة وإبعاد شبح التقسيم ومحاسبة النظام وكل من تورط بالدماء".

 

ورأى أن "كل هذا يمكن أن يتم و أن هذا ليس مستحيلا ولابد من جمع الجميع بمعنى الجميع المعارضين للمؤتمر والمؤيدين له".

 

وانتهى الخطيب الى التأكيد والتفاؤل "نحن نمر بحالة صحية وسقف المؤتمر هو سقف مطالب الشعب السوري وطموحه بعيدا عن الأجندات وسينعقد المؤتمر وينجح لانهاء المقتلة بجهود جميع المخلصين الذين يؤمنون بذلك".