هاني صبري المحامي
مجلس الشيوخ الأمريكي يبرئ الرئيس، دونالد ترامب، من التهمتين المواجهتين إليه من مجلس النواب بإساءة استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونجرس ، لينهي محاولة عزله من منصبه ليسدل الستار تماما عن هذه القضية التي أثارت إنقساماً في الولايات المتحدة ، وتكهنات الكثيرين في دول العالم.
الجدير بالذكر أنه وفقاً للدستور الأمريكي وبالتحديد الفقرة الثالثة من المادة الثانية، إن قضية العزل ترسل برمتها إلى مجلس الشيوخ، إذ ينص الدستور على أن " لمجلس الشيوخ وحده سلطة إجراء محاكمة في جميع تهم المسؤولين. وعندما ينعقد مجلس الشيوخ لذلك الغرض، يقسم جميع أعضائه باليمين أو بالإقرار. وعندما تتم محاكمة رئيس الولايات المتحدة، يرأس رئيس القضاة الجلسات: ولا يجوز إدانة أي شخص بدون موافقة ثلثي الأعضاء الحاضرين".
وقد صوت مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، ضد تهم الموجهة لترامب باستغلال السلطة وعرقلة عمل الكونجرس. ، وصوت جميع الديمقراطيون في مجلس الشيوخ بإدانة ترامب في التهمتين الموجهتين إليه، وإنضم إليهم سيناتور جمهوري واحد هو ميت رومني في التهمة الأولى ليصبح أول سيناتور في تاريخ الولايات المتحدة يصوت لإقالة رئيس ينتمي إلى نفس حزبه ، لتأتي براءة ترامب بأغلبية 52 صوتاً مقابل 48 صوتاً. أما في الثانية فجاءت البراءة بأغلبية 53 صوتا مقابل 47 بعد أن صوت جميع الجمهوريين لصالح البراءة.
ويعتبر حكم البراءة بمثابة الفصل الأخير وانهاء محاولة إقالة الرئيس ترامب بشكل رسمي من محاكمة العزل الحزبية التي استمرت أربعة أشهر، التي أدت إلى اشتعال التوترات الحزبية بين الجمهوريين و الديمقراطيين وكشفت عن حدة الانقسامات والصراعات التي تنذر بالخطر ويمكن أن تؤثر علي مستقبل أمريكا.
وفِي تقديري الشخصي كان من المستبعد أن يدان الرئيس في المجلس الذي يسيطر حزبه الجمهوري على الأغلبية فيه بـ53 مقعداً من أصل مائة عضو ، خصوصاً أن الإدانة تحتاج لموافقة ثلثي الأعضاء، أي 67 سيناتور. وهذا ما توقعته وأكدته في مقال نشر لنا منذ حوالي شهرين وقلت أن الديمقراطيين لن يستطيعوا عزل ترامب.
وأن فشل الديمقراطيون في عزل ترامب بمثابة هزيمة سياسية لهم، وأنهم يخدمونه وسيكون ترامب في شهر نوفمبر القادم، أول رئيس أمريكي يدخل انتخابات رئاسية بعد محاكمته في مجلس الشيوخ بهدف عزله، وسوف يصور نفسه كضحية من أجل كسب قاعدة شعبية خلال المعترك الانتخابي المقبل ، ومن ثم يصبح أوفر حظاً في الفوز بالانتخابات الرئاسية القادمة. وتشير إستطلاعات الرأي إلي زيادة شعبيته ، وقد أظهر أحدث إستطلاع للرأي أعده معهد جالوب أن ترامب نال نسبة 49% من التأييد وهو أعلى مستوى يسجله منذ وصوله إلى السلطة.
وأخيراً علينا الانتظار لشهر نوفمبر القادم ليقول الناخبين الأمريكيين رأيهم حول ما إذا كان الرئيس الذي تمت محاكمته سيحصل على فترة ولاية ثانية أم لا ، وآري أن يكتفي ترامب بفترة رئاسية واحدة ليضع اسمه بين أفضل من تولي رئاسة أمريكا من الناحية الاقتصادية لما حققه نمو إقتصادي كبير ، وكل الإحتمالات واردة في الانتخابات.