سليمان شفيق
والاعلام الغربي يصفها ب "سلام اللصوص"!!
بعد ان رفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء الماضي الستار عن خطته للسلام، التي وضعها جاريد كوشنر، مستشاره وصهره، والتي جاءت في 80 صفحة، طرحت من خلالها الإدارة الأمريكية رؤيتها لإحلال السلام في الشرق الأوسط، لكن اغلب المجللين يؤكدون علي فشل تلك الصفقة ، وذكر الخبير في مركز أبحاث مجلس العلاقات الخارجية، ستيفن كوك في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية أن الفلسطينيين رفضوا الخطة رفضا قاطعا، وكذلك فعل المستوطنون الإسرائيليون الذين يعارضون أي شكل من أشكال السيادة الفلسطينية"، معتبرا أن "هذا لا يدعم قضية السلام بأي حال من الأحوال".
وقالت ميشيل دون، الباحثة في برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي لوكالة الأنباء الفرنسية إن "التنسيق تم مع طرف واحد، ويبدو أن له هدفا سياسيا أوحد: مساعدة نتانياهو في معركته السياسية-القضائية وتعزيز الدعم لترامب في صفوف الناخبين المؤيدين لإسرائيل".
اختيار دونالد ترامب لتوقيت الإعلان عن خطته للسلام حساس جدا وكان يريد ان يؤكد للعالم انه متخطي محاولات الديمقراطيين لعزلة ،أما نتانياهو، فهو يواجه انتخابات مفصلية في بلاده بحلول شهر مارس المقبل لذا يرى المحللون أن ترامب قد ألقى بطوق النجاة لنتانياهو لكي ينقذ نفسه وصديقه.
عاصمة فلسطين في القدس الشرقية أم شرق القدس؟
أثناء طرح الخطة وردت بعض المتناقضات التي تناولها المحللون ووردت في وكالة رويترز، منها اقتراح ترامب إقامة دولة فلسطينية، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي تحدث فقط عن "سيادة فلسطينية محدودة ومشروطة". ومن المعروف أن القوميين المتطرفين في حكومة نتانياهو يرفضون فكرة قيام دولة فلسطينية رفضا تاما.
قبيل أن يعلن ترامب عن خطته، ذكرت وكالة رويترز نقلا عن مسؤول في البيت الأبيض أن الخطة تطرح "تصور قيام عاصمة فلسطينية في القدس الشرقية"، غير أن ترامب استخدم لفظ "شرق القدس". أما بالنسبة لنتانياهو، فالعاصمة الفلسطينية المقترحة هي قرية أبو ديس الواقعة في الضفة الغربية إلى الشرق مباشرة مع الحدود البلدية الإسرائيلية لمدينة القدس. لكن الفلسطينيين يشددون على أن القدس الشرقية عاصمة لهم بما في ذلك المدينة القديمة الواقعة في قلبها وتضم الحرم القدسي ومقدسات مسيحية ويهودية. ووعد ترامب بأن تكون أراضي فلسطين "الجديدة" متصلة بفضل شبكة نقل "حديثة وفعالة"، بما في ذلك قطار فائق السرعة يربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في واشنطن أن المشروع الأمريكي سيمنح إسرائيل السيادة على غور الأردن. وتابع "أن خطط كثيرة مارست ضغوطا على إسرائيل للانسحاب من أراض حيوية مثل غور الأردن. لكن أنتم، سيدي الرئيس، تعترفون بأنه يجب أن تكون لإسرائيل سيادة على غور الأردن وعلى مناطق استراتيجية أخرى في يهودا والسامرة الضفة الغربية". وأكد أن إسرائيل "يجب أن تحظى بالسيادة على مناطق" تتيح لها الدفاع عن نفسها."
ويرى روبرت ساتلوف، الخبير في "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" في تغريدة على تويتر أنه: "من الواقعي القول إن غور الأردن يجب أن يكون الحاجز الأمني لإسرائيل. ومن الواقعي القول إنه لا ينبغي إجبار آلاف الإسرائيليين في الضفة الغربية على المغادرة".
واعتبر ساتلوف في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية أن إدارة ترامب انطلقت من هذه المبادئ "الواقعية" لتلبي كل المطالب الإسرائيلية.
وفي رأي ميشيل دون، الباحثة في برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي إنه "إذا كان هناك شيء واحد فقط يجب تذكره، فهو أن هذه الخطة تجعل الحدود الشرقية لإسرائيل في غور الأردن. كل الأمور المتبقية هي تفاصيل. كل ما تقدمه الخطة للفلسطينيين هو مؤقت ومشروط وبعيد زمنيا وبالتالي لا يمكن تحقيقه على الأرجح".
لكن وكالة رويترز أوردت أن الإسرائيليين سرعان ما هونوا من شأن أي احتمال لموافقتهم على تجميد النشاط الاستيطاني، وذلك بعد أن أثارت قرارات تجميد مماثلة في السابق غضب المستوطنين من الحكومة. وقال مسؤول إسرائيلي كبير مشترطا عدم نشر اسمه، "لا يوجد تجميد" بشكل قاطع.
دولة فلسطينية منزوعة السلاح:
مساحة الدولة الفلسطينية الموعودة في خطة ترامب هي أصغر بكثير من مساحة الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967 والتي يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها، في حين أن العاصمة الفلسطينية ستكون بموجب الخطة في إحدى ضواحي القدس الشرقية في حين أنهم يريدون القدس الشرقية بأسرها عاصمة لهم.
كذلك فإن الدولة الفلسطينية الموعودة، بموجب "رؤية السلام" الأمريكية، يجب أن تكون "منزوعة السلاح" وهي لن ترى النور إلا بعد أن يعترف الفلسطينيون بيهودية الدولة الإسرائيلية. والدولة المنزوعة السلاح تعني تخلي حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة عن أسلحتها، وهو شرط يصعب تحقيقه في ظل سيطرة حماس على غزة.
وفي وقت الإعلان عن الخطة لم يتطرق الرئيس الأمريكي للمقترح الذي سبق وكشفت عنه واشنطن في يونيو الماضي فيما يخص الجانب الاقتصادي من الخطة والذي يقضي باستثمار نحو خمسين مليار دولار في الأراضي الفلسطينية والدول العربية المجاورة على مدى عشر سنوات. لكن تفاصيل هذا الشق تبقى موضع تكهنات.
لوريون لوجور: سلام اللصوص:
كل ذلك ادي الي اتهام الاعلام لترامب بأغتيال عملية السلام ، حيث نشرت صحيفة" لوريون لوجور" على الغلاف صورة الرئيس الأمريكي ورئيس الحكومة الإسرائيلية خلال مؤتمرهما الصحفي في البيت الأبيض عند إعلانهما للخطة الأمريكية، وكتبت الصحيفة:" سلام اللصوص"، قالت الصحيفة أخيرا وبدون مفاجأة. تمخض الجبل فولد فأرا شريرا. الخطة الأمريكية أعطت امتيازات كبيرة لإسرائيل وتجاهلت الفلسطينيين ولم تستجب لأي مطلب من مطالبهم بل راهنت فقط على المساعدات المالية. أشارت الصحيفة إلى صعوبة الحملات الانتخابية والمتاعب القضائية التي يواجهها كل من ترمب ونتانياهو أمام رأيهما العام الداخلي.
هذه النقطة لم يُغفلها الرسام البريطاني ستيف بيل في صحيفة ذي غارديان. صور الرسام المسؤولين الأمريكي والإسرائيلي وهما يحاولان تجنب السجن بإبرامهما صفقة القرن.