هاني لبيب
قبول الاختلاف، والتنوع، والتعدد، والتسامح، ونبذ العنف، ووقف استخدام مفردات خطاب الكراهية، أبرز محاور فعاليات «التجمع الإعلامى العربى من أجل الأخوة الإنسانية»، وقد أُقيم مؤخرًا في العاصمة الإماراتية أبوظبى، وشاركتُ فيه بصحبة حوالى 200 إعلامى، يمثلون مختلف الدول العربية، تحت رعاية مجلس الحكماء المسلمين، واحتفالًا بمرور عام على صدور «وثيقة الأخوة الإنسانية» المُوقَّعة من الشيخ أحمد الطيب والبابا فرانسيس.
وقد انتهى «التجمّع الإعلامى..» بإصدار مبادئ العمل الإعلامى من أجل الأخوة الإنسانية تحت عنوان «مدونة العشرين» كأساس للانطلاق إلى تناول إعلامى يتّسق مع الأخوة الإنسانية في مجملها على مستوى العالم، وأرى من الأهمية تسجيل بعض المقترحات:
أولًا: الإعداد لعقد سلسلة ورش عمل متتالية لرفع مهارات الصحفيين والإعلاميين، وتمكينهم من تناول المصطلحات والمفاهيم بدقة لا تؤثر بشكل سلبى على الأخوة الإنسانية، وذلك من خلال استعراض نماذج عملية وجيدة على المستوى الصحفى والإعلامى.
ثانيًا: عقد لقاءات دورية للكتّاب بشكل عام، ولكتّاب الأعمدة بشكل خاص، ومناقشة الأفكار والمصطلحات، وتحديثها باستمرار لنشر الاتجاهات الإيجابية في دعم الأخوة الإنسانية.
ثالثًا: رفع قدرات الصحفيين والإعلاميين والمراسلين في استعراض القضايا والمشكلات والأزمات والتوترات، وعرض ما يحدث على الأرض بواقعية، بعيدًا عن اتجاهاتهم الشخصية ومرجعياتهم الفكرية، وبعيدًا، كذلك، عن تصدير ونشر أفكار مُعلَّبة وسابقة التجهيز للتفخيم في توجّهات شخصية، أو لشيطنة ما يقوم به بعض المنافسين، ونشر حالة من الانقسام والتشرذم في المجتمع.
رابعًا: هناك أهمية للعمل على إعداد دليل للمصطلحات والمفاهيم ذات الصلة بخطاب التمييز والتهميش والاستبعاد والإقصاء، والحث على عدم استخدامها، وتقديم معالجات صحفية وإعلامية جديدة لتناول الأزمات والتوترات ذات العلاقة بالأديان.
خامسًا: ضبط معايير مهنية في اختيار الحضور المشاركين في اللقاءات المرتقبة القادمة، بحيث تكون أكثر دقة لتحقيق أكبر استفادة وتأثير في نجاح نشر مبادئ «مدونة العشرين».. بشكل منفصل للكتّاب، ولرؤساء التحرير، وللصحفيين، وللإعلاميين، وللمراسلين.
انتهت جلسات التجمع الإعلامى العربى بالتوقيع على «مدونة العشرين» للعمل الإعلامى من أجل الأخوة الإنسانية، ومنها ما يجب التركيز عليه بشكل مكثف، مثل قبول الاختلاف وتعزيز المواطنة والاندماج والعيش المشترك، ونبذ الخطابات التي تهدد مبدأ حرية الاعتقاد واحترام التعدد والتنوع الفكرى، وعدم نشر أو ترويج أي خطاب للكراهية، وتجنب أي محتوى إعلامى محوره المقارنات بين الأديان والعقائد والمذاهب أو الطعن فيها وازدراؤها، والابتعاد عن استخدام المصطلحات التي يرى أصحاب الديانات والأعراق والأجناس المقصودون بها أنها تمثل إساءة لهم وحطًا من شأنهم، وكذلك تأكيد حرمة الدم بغض النظر عن الدين أو الجنس أو العرق أو اللون، وعدم ترويج الخطابات التي تبرر القتل، ومواجهة الصور النمطية المسيئة التي يحاول البعض ترويجها وترسيخها عن فئات من البشر بسبب معتقداتهم أو أنواعهم أو أشكالهم أو أعراقهم، وتشجيع المحتوى الإعلامى الإنسانى لإبراز التجارب الإيجابية المتعلقة بقيم الحوار والتسامح والمساواة ونشر الأخوة الإنسانية.
نقطة ومن أول السطر ..
ربط الكتّاب والصحفيين والإعلاميين بالمفاهيم السامية للأخوة الإنسانية.. يحتاج إلى حالة استمرارية، تدعمها قوانين فعّالة تجرّم نشر خطاب الكراهية والعنف والتعصب والتمييز.
نقلا عن المصرى اليوم