باحث: عقد القمة أمر واقعي.. وآخر: خيال لن يحدث ومواقف السعودية واضحة
كتب - نعيم يوسف
انتشرت خلال الأيام الماضية تسريبات بدأتها صحيفة "إسرائيل هيوم"، الإسرائيلية، والمحسوبة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تفيد بأن هناك لقاءً يتم ترتيبه بين ولي عهد السعودية، الأمير محمد بن سلمان، وعدد من قادة الدول العربية، و"نتنياهو"، في القاهرة أو المنامة بالبحرين، حيث يقود وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، اتصالات مكثفة مع قادة الدول العربية بهذا الصدد، وقد اقترحت الأردن أن تحضر السلطة الفلسطينية في اللقاء.
اجتماعات مع العرب
وقال إيلي نيسان، محلل سياسي، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يعقد اجتماعات من حين لآخر مع بعض الزعماء العرب، الذين لا يرغبون في نشر هذه الاجتماعات، وهناك مساعي أمريكية من قبل وزير الخارجية الأمريكية لعقد قمة بين "نتنياهو"، وعدد من الزعماء العرب، سواء ف القاهرة أو في البحرين، لافتا إلى أن "نتنياهو" يرغب في عقد هذه القمة قبل الانتخابات الإسرائيلية ليربح التأييد من الشعب الإسرائيلي، ويبرهن أنه قادرًا على إدارة شؤون الدولة على أعلى مستوى في العالم.
ما بين الخيال والحقيقة
وأضاف "نيسان"، في تصريحات تلفزيونية مع قناة روسيا اليوم، أن ما نشرته الصحيفة الإسرائيلية ليس خيال كما يقول البعض، ولكنه الواقع الذي يحدث حاليا، مشيرا إلى أن العرب لم يرفضوا صفقة القرن، ولكنهم قالوا إنهم سوف ينظرون فيها، موضحا أن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني تسبب في إرغام الدول العربية على رفض الصفقة، ولكن هذا التناقض مع مواقف بعض الدول التي طلبت من السلطة الفلسطينية النظر في هذه الاقتراحات.
سيناريو خيالي
أما سالم اليامي، كاتب وباحث، فقد قال إن المصدر الوحيد الذي تحدث عن هذا السيناريو العميق في الخيال، هو طرف واحد وهي صحيفة "إسرائيل هيوم"، وأيًا كان قربها من رئيس الوزراء الإسرائيلي فهي مصدر أحادي، مشيرا إلى أن الجهات الأخرى التي نقلت عنها هي جهات ضعيفة، لافتا إلى أن الجانب الإسرائيلي يرغب في تصوير العرب على أنهم يهرولون للتواصل مع إسرائيل.
العرب لا يدعمون صفقة القرن
ولفت "اليامي" في لقاء مع نفس القناة، إلى أن القيادة في السعودية ومصر والإمارات لا تدعم "صفقة القرن"، وهناك بعض الجهات الأحادية تحاول الترويج لشائعات مثل هذه، مشيرا إلى أن إسرائيل تعرف جيدًا الدور السعودي، والرياض تضع على الطاولة مبادرة التطبيع مقابل عودة الحقوق الفلسطينية الضائعة.
ما الذي سيتغير؟
وأوضح الكاتب والباحث أن المهم ليس هو عقد القمة بين العرب وإسرائيل، ولكن المهم ما بعد هذا اللقاء، وما سيتغير في شكل القضية الفلسطينية، والمواقف العربية منها، مشددًا على أن السعودية تقف وراء الحقوق الفلسطينية، والرياض ترى أن الوثيقة التي طرحتها عام 2002، وتنص على التطبيع مقابل الحقوق الفلسطينية هي الحل للقضية.
أمريكا تسوق لإسرائيل
في السياق، قال عريب الرنتاوي، الباحث السياسي، إن هناك رغبة من الولايات المتحدة لتسويق نتنياهو في إسرائيل قبل الانتخابات، ولكن الجزء الثاني من الخبر وهو موافقة القادة العرب، أمر مشكوك فيه، لافتا إلى أن هناك مؤتمرات أعلنت بوضوح عن رفض صفقة القرن.
وأشار " الرنتاوي" إلى أن هناك رغبة لدى بعض الدول العربية لإقامة علاقات مع إسرائيل، ولكن في الخفاء، موضحا أن العلاقات الخفية شيء، وتنظيم مؤتمرًا علنيًا مستفزًا أمرًا أخر، لافتا إلى أنه على سبيل المثال فإن لقاء عبدالفتاح البرهان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأيام الماضية أثار غضب السودانيين، وخرجوا جميعا في الشوارع لرفض ذلك.
الأجواء لا تسمح
ولفت الباحث السياسي في تصريحات للقناة، إلى أن الأجواء الحالية لا تسمح بعقد قمة هدفها الأول والأخير التقاط الصور، لأن نتنياهو لن يتزحزح في طلباته، ولا يوجد مصلحة لابن سلمان والسيسي، وبن زايد في تلميع نتنياهو داخل إسرائيل، وهو مطارد بقضايا الرشوة والفساد داخل بلاده، مشددًا على أن الولايات المتحدة تضغط على الدول العربية ومنها السودان، وتعمل الحكومة الأمريكية كـ"سمسار صغير" لدى حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل.