كانت دقات الساعة تشير إلى الثامنة صباحا حينما وصلت سيدة ترتدي النقاب إلى مكان السوق في شارع العشرين بفيصل، ووقفت لمدة أمام سنترال "حدوته فون"، أثار مشهدها المريب وحركاتها الغريبة سخرية بعض الجيران، لكن لم يصل الأمر لحد الشك في هويتها.

بعد مدة من وقوفها تحركت المنتقبة ودخلت السنترال، وهناك قابلت "على بخيت"، صاحب السنترال، بادرها بسؤال عن طلبها لكنها لم ترد، وفجأة أخرجت سلاحا أبيض من طيات ملابسها وذبحت الشاب صاحب الـ18 عاما، لم تدم دهشة الضحية كثيرا بعدما أزيح النقاب وكشف عن هوية "أيمن" (البائع المتجول)، والذي تشاجر مع صاحب السنترال الأسبوع الماضي.

"أيمن دخل بالنقاب وقفل باب السنترال وبعدها ذبح علي"
يقول أحد الجيران، إنه فوجئ أثناء عودته بصحبة أطفاله من المدرسة بأن باب السنترال مغلق، لكنه ظن أنه أمر عادي، لكن ما هي إلا لحظات حتى شاهد من خلف الزجاج رجلا يرتدي ملابس نسائية ملطخة بالدماء، فتوجه على الفور بصحبة عم "علي" (سباك)، ليكسروا الباب ويتفقدوا الأمر.

يقول الجار، إنه استعان بآلة حادة لكسر الزجاج، وفور دخولهم السنترال شاهدوا "أيمن" البائع المتجول يرتدي ملابس النساء وعليها أثار الدماء، وفور دخولهما قال الجاني "الحرامي هرب"، لكن رد أحد الجيران بعد دخولهم لتفقد الأمر أن "أيمن" فقط هو من دخل المحل، ليفاجئ الجميع بـ"علي"، يخرج مترنحا من السنترال، ويسقط على الأرض غارقا في دمائه.

حينها تدخل "طه فاروق"، صاحب محل مجاور للسنترال، فاستعان بملاءة بيضاء ودثر بها المجني عليه، لكن جرحه كان يبدو عميقا حتى أن "تفاحة أدم" خرجت من عنقه وعروقه تفجرت بالدماء، ويقول "طه" إنه حمل الشاب بمساعدة سائق توكتوك، وتوجهوا لمستشفى أمان المجاورة، لكن عند وصولهم اكتشفوا عدم وجود أطباء بها، فتحركوا في اتجاه مستشفى بولاق الدكرور.

وأضاف، أنه أثناء تواجدهم في التوكتوك وجد أطراف المجني عليه مجمدة، فتأكد أن الأمر الإلهي قد نفذ، وأنه تابع رحلته للمستشفى وفور دخولهم أخبرهم أحد الأطباء أنه سيجري له إسعافات أولية فقط، وسيتوجب نقله لمستشفى القصر العيني بعدها، لكنه ما إن بدأ الكشف الطبي على الشاب الذبيح حتى أخبرهم بأنه فارق الحياة تماما.

أما جارة المتهم في العقار، فتقول إنها فوجئت بمقتل الشاب علي يد "أيمن"، فهما تشاجرا قبل الحادث بأسبوع، بسبب قيام "أيمن" بوضع بضاعته أمام محل المجني عليه، فطالبه الأخير بالتحرك والابتعاد عن واجهة المحله، لكن "أيمن" قرر أن ينتقم منه، وعاد هذه المرة متنكرا في زي حريمي وذبح الشاب.

عن الجاني قالت الجارة، إنه معروف بالمنطقة، فهو يأتي كل أسبوع يفترش الأرض ليبيع بضاعته، وكذلك تأتي والدته و3 من بناته بصحبته، كلا منهم يساعده في عمله.

أما الشاب القتيل فهو من سكان المنطقة يعمل في سنترال والده، ويقيم في عقار الأسرة الموروث عن جده، ومعروف في المنطقة بحسن الخلق والأدب الجم، وتقول "مهما كان الخلاف مش مستاهل إنه يدبح شاب لسة بيبدأ حياته".

وتصف السيدة مشهد الشارع، بأنه كان مزدحما لغاية، وتجمع عشرات الأهالي حول السنترال، وتمكنوا من الإمساك بأيمن، لولا وصول الشرطة بمدرعتين للسيطرة على الموقف لفتك أهل القتيل بالقاتل، لكن الشرطة تمكنت من القبض عليه قبل أن يقع تحت يد عائلة "علي".

كانت النيابة العامة في جنوب الجيزة، أمرت بحبس بائع متجول، 4 أيام على ذمة التحقيقات، لاتهامه بقتل عامل بسنترال في منطقة فيصل.

جاء في التحقيقات، أن خلافا نشب بين عامل في سنترال بفيصل، وبائع متجول، بسبب قيام الأخير بافتراش بضاعته أمام السنترال، ما دفع البائع للتنكر في ملابس نسائية واقتحام السنترال وذبح الشاب، وتمكن الأهالي من القبض على المتهم وتسليمه لقوات الأمن.



الاهالي يتجمعون بعد ان تمكنوا من القبض على القاتل