أعلنت الساعة السكانية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء وصول عدد سكان مصر بالداخل إلى 100 مليون نسمة، فيما زاد عدد المصريين في الداخل مليون طفل في أقل من 7 شهور، حيث ارتفع العدد من 99 مليون نسمة يوم الإثنين الموافق 22 يوليو 2019 إلى 100 مليون اليوم 11 فبراير 2020، ولهذا احتلت مصر المركز 14 عالميا من حيث عدد السكان بعد الزيادة الأخيرة، وسجلت القاهرة أكبر المحافظات من حيث عدد السكان بنحو 9.9 مليون نسمة، وبعدها الجيزة 9.1 مليون نسمة، والشرقية 7.5 مليون نسمة.
مخاطر مستقبلية
ومن المتوقع أن يزيد عدد السكان في مصر إلى 192 مليون نسمة بحلول عام 2052 في حالة استمرار وتيرة الزيادة السكانية الحالية، ولكن في حال كثفت مصر جهودها للحد من المشكلة السكانية سيصل عدد السكان إلى 143 مليون نسمة في ذات العام.
مبادرة التضامن
وعلي الرغم من إطلاق وزارة التضامن الاجتماعى حملة «اتنين كفاية»، لدعوة الأسر للاكتفاء بإنجاب طفلين، اتّخذ شباب فى بداية حياتهم الزوجية قرارًا أكثر تحدّيًا، رافعين شعار «طفل واحد كفاية»، لتنشئته بشكل سليم، وتوفير جميع احتياجاته، بعد معدلات الزيادة السكانية.
رأي الأزواج
كشفت أسماء محمد، أنها اتفقت مع زوجها علي عدم الإنجاب مرة أخرى، رغم حبها الشديدة للأطفال "ظروف الحياة صعبة إحنا متجوزين في شقة إيجار بـ 2000جنيه، وإحنا الاتنين مرتباتنا لا تتعدى الـ 5 آلاف جنيه، وبالتالي يادوب بنقدر نعيش بالمبلغ دا، وصعب جدا أننا نجيب طفل تاني نعذبه معانا، ومش هنقدر نعلمه او نأكله كويس".
نفقات الطفل
"الطفل الواحد لوحده مصروف بيت من أدوية ولبن صناعي ولبس، ومن حقه علينا اننا نوفر له احتياجاته، ومينفعش نفكر في طفل تاني وإلا هنضطر نعيش بالديون".. تتابع.
قلة الأجور
فيما تحكي ميادة حسين، ربة منزل، أنها فكرت في الاكتفاء بطفلها، رغم أن عمره تجاوز الخمس سنوات "لما فكرت في تكاليف الدراسة اللي بتعدي الـ 20 ألف في مدرسة لغات متوسطة المستوي، بالاضافة لبقيةأحتياجته، أصبح من الصعب أن نفكر في إنجاب طفل آخر "أنا لا أعمل وزوجي راتبه لا يتعدي الـ 4 الاف جنيه، ونضطر أننا نعمل جمعيات عشان نقدر نوفر متطلبات المدرسة، ويادوب بنقدر، وبالتالي أصبح من الصعب أنجاب طفل آخر".
مساؤي القرار
"طبعا بيزعل لان وحيد، ولكن بتغلب علي دا بعلاقاته بزملائه وأقاربه، وأنه صاحبي وبلعب معاه وأذاكر معاه، عشان ميحسش بالوحدة".. تتابع ميادة.
فيما أوضحت "عانينا من أنانية الأهل، كان كل همهم العزوة والولاد الكتير وفى الآخر مقدرناش نوصل لدرجات عالية من التعليم والتأهيل لسوق الشغل".
تأثير الأهل
فيما كشف محمد فتحي، أنه لم يعلن لأهله عن نيته الاكتفاء بطفل واحد "بقالي أكثر من 4 أعوام، وكل شوية مش هنفرح بأخ تاني لابنك، وحرام أنه لوحده، ولكن فكرت أن حرام أن أجيب طفل ومقدرش أعلمه أو ألبسه كويس ولو تعب مقدرش أعالجه".
موضحا "أسعار السكن والأكل والخدمات والتعليم والمواصلات كله غالي، إلا المرتبات زي ما هي، ولهذا أنا مقتنع بقراري، بالأخص أننا من محدودي الدخل، وحرام نجيب أطفال كتير نظلمهم في الدنيا".
متوسط الدخل
في تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بلغ متوسط دخل الأسرة السنوي 36 ألف جنيه، أي 3 آلاف شهريًا (170 دولارا).
قرار الصين
وكانت الصين، من أولى الدول التى طبقت قرار الطفل الواحد، أكثر من ثلاثة عقود، وتم التراجع عنه مؤخرا، لتسمح بإنجاب طفلين لكل عائلة، وبمصر هناك مشروع "ربط استحقاق الدعم الحكومى بتنظيم الأسرة" قدمته النائبة غادة عجمى، ووقع عليه قرابة 200 عضو، وهو يهدف لربط دعم الدولة لطفلين فقط، وما زال قيد الدراسة.
فيما أوضح الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية، أن الزيادة السكانية تتسبب فى ضغط على الدولة، وتتسبب فى زيادة الفقر والبطالة والزحام فى الشوارع، وعدم كفاءة مرافق الدولة، وتهدر صحة الأمهات والأسرة المصرية بسبب غلاء الأسعار وضيق الحالة المعيشية.
معونات ودعم
ويضيف: "المواطن المصرى بعد إنجاب أطفال لا يستطيع تحمل مسئوليتهم، يبدأ البحث عن المعونات والدعم، وقد يضطر البعض أن يلقى بأطفاله فى الشارع، أو أن يخرج لنا أطفال شوارع وإرهابيين يكونون عالة على المجتمع".
اتجاه حديث
وتشير منال فكري، التي تعمل معالجا أسريا، إلى أن اتجاه الشباب حديثي الزواج إلى فكرة إنجاب طفل واحد، إما بسبب الظروف المادية، أو رغبة في الطموح والعمل، وهو اتجاه الشباب المتعلم، ولكن الريف المصري والصعيد، مازال يواجه مشاكل كثرة الإنجاب والعزوة، والزاوج المبكر.