كتب - أحمد المختار
بعد مؤشرات إيجابية على حدوث انفراجة في الأزمة الخليجية عكسها فتح قناة للحوار بين " الدوحة و الرياض " ، و حصول اتفاق على المبادئ الأساسية ، كشفت مصادر دبلوماسية غربية عن فشل المحادثات و انهيارها بسبب تمسك " الرياض " بحصول تغيير جوهري في مواقف " قطر " و بالأخص في سياستها الخارجية ، فيما طالبت " الدوحة " حسب ذات المصادر الدبلوماسية بإعادة حرية انتقال مواطنيها إلى الدول الأخرى و فتح المجال الجوي أمام طائراتها ، و إعادة فتح الحدود البرية مع " السعودية " .
فما حقيقة التسريبات ؟ وما فرص استئناف المحادثات بين الجانبين ؟ وما مدى سعي الولايات المتحدة لإنهاء الأزمة الخليجية ؟ ، كان ذلك محور نقاش حلقة برنامج " بالتفاصيل " مع الإعلامي " محمد بن علي " علي شاشة " روسيا اليوم " حيث استضاف كل من :
الأكاديمي و المحلل السياسي الدكتور " خالد باطرفي " من جدة ، و الذي قال : " كل المؤشرات الإيجابية التي سبقت القمة الخليجية الأخيرة في الرياض ، باءت بالفشل ، رغم مساعي دولة " الكويت " ، و إصرار أمير " قطر " علي عدم الحضور ، و سافر إلي " أفريقيا " ، بل و ذهب لحضور قمة في " كوالالمبور " وصفت بأنها تعادي " السعودية " ، و هذا يدل علي تمسك " قطر " بسياساتها الداعمة للجماعات الإرهابية كـ " الإخوان و المسلمون و داعش و جبهة النصرة " ، و هو الأمر الذي أدي إلي فشل تلك المساعي " .
و تابع " الجماعات الإرهابية المدعومة من قطر تستهدف الدول العربية جميعاً ، بجانب استضافة الدوحة لجهاديين من السعودية ، و منحهم الجنسية ، و أيضاً استقبال قيادات من الحرس الثوري الإيراني ، و التعاون مع العدو التركي ، فالمقاطعة العربية أدت بشكل واضح إلي تقليل العمليات الإرهابية بشكل واضح " .
و كشف : " قطر وطدت علاقتها مع حزب الله و الحوثي و داعش و الحشد الشعبي و حزب الشيطان و تمويلهم بالكثير من الملايين ، فالمقاطعة جاءت بعد تلك الأفعال ، و طالما لم تغير " قطر " من نهجها ، لن يتغير شيء ، فقطر تستضيف مكاتب " حركة طالبان " و جبهة النصرة و فتح الشام ، و ميليشيات إيرانية ، و تعزيتهم لإيران في موت " قاسم سليماني " و تسميته بـ " شهيد القدس " ، و الدعوة من الحوار لا مانع لها .
و استطرد : " كل الشواهد و كل وسائل الإعلام تعلم أن قطر هي منصة للإرهابيين في المنطقة " .
فيما قال الدكتور " علي الهيل "أستاذ الإعلام السياسي من الدوحة : " أولاً ذهاب الأمير " تميم " إلي القمة الخليجية في الرياض ، لم يكن منطقياً و طبيعياً ، نظراً للحصار المفروض عليها من دول الحصار الخليجية بجانب " مصر " ، فقطر ليست مسئولة عن فشل الأزمة الخليجية ، رغم وساطة دولة " الكويت " ، فالكل يعلم أن تصريحات السيد " عادل الجبير " وزير الدولة السعودي للشئون الخارجية ، التي تتضمن اتهامات كثيرة مكررة ، بتمويل دولة " قطر " للإرهاب ، و هناك سبب أخر أن دولة " قطر " تصر بشكل حازم علي سيادتها الوطنية ، كأي دولة في العالم " .
و أكد : " السعودية هي من طلبت الوساطة من الكويت للنقاش مع قطر بشأن طلباتها ، فالسعودية الآن لديها سمعة سيئة في اليمن ، و قتل الصحفي " خاشقجي " ، فالرياض بحاجة لتجميل صورتها ، فالسعودية لا مصداقية لها ، لأنها هي نفسها من تمول الإرهاب ، و التقارب مع إيران هو نتيجة طبيعية لفرض الحصار علينا " .
من جانبه قال " مايكل معلوف " مستشار سابق بالبنتاجون من واشنطن : " الولايات المتحدة تريد إنهاء الأزمة الخليجية ، لأن أسباب الشقاق بين الدول العربية المعارضة لـ " قطر " تنظر دائماً للولايات المتحدة باعتبارها الضامن الوحيد ضد التهديدات " الإيرانية " ، فالمسئولين السعوديين أرادوا أن يحصلوا علي ضمانات " قطرية " و فرض شروطهم ، و يراها البعض انتقاص من سيادة " قطر " ، فاتهام " قطر " بدعم الإرهاب هو مزحة ، لأن " السعودية " في السابق مولت الكثير من الجماعات الإرهابية " .
و أضاف : " التعاون الإيراني القطري في الناحية التجارية ، و السعودية هي السبب في ذلك ، بسبب حصارها لقطر ، و مصلحة الولايات المتحدة ترغب في التعامل مع قطر ، مما يجعلها تعمل بعمق كبير في الشرق الأوسط ، و من المهم أن تبقي متورطة في النزاعات هناك ، فالولايات المتحدة لماذا أعطت السعوديين " المعلومات الإستخبارية " حول اليمن ، و أيضاً تريد تقليل النفوذ " الروسي و الصيني " ، فالمصالح الجيو إستراتيجية ، تقتضي الكثير من الصراعات ، و لن تحل الأزمة حالياً " .