يقوم أبطال الأفلام السينمائية في الظروف الحرجة عادة بصب المشروبات الكحولية مباشرة على الجرح. ولكن هل يجب فعل ذلك في حياتنا اليومية؟

 
تجيب عن هذا السؤال الدكتورة إيرينا يارتسيفا، اخصائية في الطب العام، وتقول، تنتشر على نطاق واسع فكرة استخدام الكحول في تطهير وتعقيم الجروح.
 
مشيرة إلى أن هذه الفكرة مبنية على أساس أن كحول الأثيل هو مكون أساسي في المشروبات الكحولية مثل الفودكا والويسكي وغيرها من المشروبات المحتوية على نسبة عالية من الكحول. ولكن هذا كان واسع الانتشار في القرن الماضي.
 
وتقول، "عندما يستخدم الناس هذه المشروبات في تطهير الجروح، فإنهم يفعلون ذلك اعتمادا على وجود الكحول فيها. من هذه الناحية هم محقون، حيث أن أي مادة محتوية على الكحول تعتبر مادة مطهرة. ولكن من ناحية ثانية، هذه المشروبات تسبب جفاف الجلد. لذلك يتجنب الأطباء حاليا استخدام المواد المطهرة التي أساسها الكحول في تطهير الجروح، لعدم فائدتها للجلد. لأنه في المنطقة التي استخدمت فيها هذه المطهرات لا تنمو البكتيريا، التي تساعد على استعادة التوازن الطبيعي والتئام الجرح".
 
وتضيف، عند الضرورة فقط يمكن استخدام المشروبات الكحولية في تطهير حواف الجرح ومحيطه. ولكن ليس جميعها، لأن بعضها وخاصة الملونة منها قد تسبب الحساسية، ما يفاقم الحالة أكثر. أما لتنظيف الجرح نفسه، فيمكن استخدام المطهرات الطبية، وعند عدم توفرها يمكن غسل الجرح عند الحاجة بالماء النقي فقط. "عند عدم توفر أي مادة مطهرة يجب تنظيف المنطقة المحيطة بالجرح فقط، ولا ينصح بصب الكحول أو مشروب كحولي على الجرح مباشرة، لأن هذا مؤلم جدا ويؤدي إلى تضرر الأوعية الدموية، ما ينجم عنه تأخر التئام الجرح".