"لؤي سعيد": "الإسكندرية" مدينة الحضارة والثقافة ينهش جسدها دعاوى التشدد والطائفية
كتبت: ميرفت عياد
مدينة "الإسكندرية" الجميلة عروس البحر المتوسط، التي أنشأها "الإسكندر الأكبر" عام 332 ق.م، وضمت بين جنباتها إحدى عجائب الدنيا السبع وهي "منارة الإسكندرية".. تلك المدينة ذات الثقل الحضاري والثقافي والعالمي ينهش جسدها الجميل دعاوى التشدد والتعصب ورفض الآخر والتنكيل به، وأحداث طائفية وتهجير واعتداء على الأبرياء، وهو ما يعود بالذاكرة إلى بداية التبشير بالمسيحية في "مصر". والسؤال: لماذا اختار مار "مرقس" الإسكندرية بالذات ليطيل البقاء فيها، وليعتبرها من أهم محطات كرازته وتبشيره بالمسيحية؟
التبشير بالعقيدة الجديدة
أجاب عن هذا السؤال الدكتور "لؤي سعيد"- مدير برنامج الدراسات القبطية التابع لمكتبة "الإسكندرية"- في تصريح خاص لـ"الأقباط متحدون" قائلاً: "إن إحدى برديات البهنسا بالمنيا تذكر في رسالة بعث بها ابن إلى أبيه ".. إذا لم تصحبنى معك إلى الإسكندرية فلن أكتب لك، ولن أكلمك أبدًا.."، مشيرًا إلى أن هذا يؤكِّد القيمة الكبيرة لمدينة "الإسكندرية" التي كانت العاصمة الإدارية والثقافية لـ"مصر"، والمركز التجاري العالمي، وذات البهاء والعظمة. وكانت المدينة وقت مجيء "مرقس" الرسول تضم خليطًا معقدًا من العقائد والفلسفات اليونانية والعلوم والثقافات المختلفة، وهذا كان بمثابة تحديًا للتبشير بأي عقيدة جديدة، إلا أن النجاح في هذا كان يكسب تلك العقيدة الترويج لها.
مدرسة الإسكندرية
وأشار "سعيد" إلى أن التقليد المسيحي يذكر العديد من أعمال القديس مار "مرقس" كاروز الديار المصرية في "الإسكندرية"، منها سيامة الإسكافي "إنيانوس" أسقفًا باعتباره أول المؤمنين، وتأسيس مدرسة لاهوتية إكليريكية لمواجهة مدرسة الإسكندرية الوثنية الشهيرة التي نادت بالأفلاطونية الحديثة، وتأسيس كنيسة "الإسكندرية" التي أصبحت مقرًا للبطريرك فحمل لقب "بابا الإسكندرية" حتى اليوم، لافتًا إلى آن آباء مدرسة "الإسكندرية" اللاهوتية أصبحوا مسؤولين عن صياغة اللاهوت الأرثوذكسي الرسمي.
آثار مار "مرقس" في "ليبيا"
وعن آثار "مرقس" الرسول في "ليبيا"، أوضح "سعيد" أن هناك عدة اكتشافات أثرية في منطقة "الجبل الأخضر" بـ"ليبيا" ترجِّح فرضية أن هذه الأماكن كانت تمثل مقار التجمعات المسيحية الرئيسية في "ليبيا" منذ وقت مبكر، وخاصةً في عصر القديس "مرقس"، ومن هذه الآثار رسومات صهريج خيدرا الصخرية، التي تمثل مجموعات تحمل صلبانًا كأنها عملية صلب جماعي، واكتشاف مقار محفورة في واجهة صخرية في منطقة تسمى "وادي مرقس" تضم شواهد أثرية مثل صهاريج رومانية لحفظ المياه، وبقايا رأس أسد.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :