د. مينا ملاك عازر
توقفنا المقال السابق منتظرين لنعرف رد فعل الزوج على نصيحة صديقه وتوبيخه على ما فعله في حق زوجته، والآن نحن مع باقي القصة.
"حزن الزوج، وحس بضعف شديد، ولام نفسه على ما فعله، فأتصل بها ليخبرها أنه لغى الغداء مع أصحابه فيريد أن يتغدى معها، لكنها لا تجيب على الهاتف. قال لعلها مشغولة في تحضير الطعام ولم تسمع الهاتف، عاد الى المنزل مسرعاً رن الجرس ولكنها لم تفتح الباب، بحث عن مفاتيحه لكنه نسي أنه لم يأخذها عندما خرج في الصباح بسبب الغضب، وفجأة رن هاتفه وكان المتصل اخو زوجته، أنها أﺗﺼﻠﺖ بأخيها ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺣﺴﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺨﻴﺮ ﻟﻴأﺧﺬﻫﺎ إﻟﻰ ﺍلمستشفى " ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ أﺧﻮﻫﺎ : ﻧﺤﻦ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺍلمستشفى بزوجتك ممكن تيجي؟
" ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻭﺻﻮﺗﻪ ﺍﻟﺒﺎﻛﻲ ﻳﺼﺮﺥ، ﻛﺎﺩ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻗﻠﺐ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺃﺻﺎﺑﻬﺎ ﻣﻜﺮﻭﻩ ﻗﺪ ﺃﺭﻫﻘﺖ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺮ، ﺃﻭﻗﻒ ﺗﺎﻛﺴﻲ ﻭﺫﻫﺐ إﻟﻰ ﺍلمستشفى، ﻭﺟﺪ ﻛﻞ أﻫﻠﻬﺎ ﻫﻨﺎﻙ، ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ﺑﺎﺩِ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ، ظﻦ ﺑأﻧﻬﻢ ﺳﻴﻘﺎﺑﻠﻮﻧﻪ ﺑﻐﻀﺐ، ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺷﻜﺘﻪ إﻟﻴﻬﻢ، ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻞ، ﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﺑﻘﻲ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﺎ ﺳﻴﻘﻮﻟﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ، ﺑﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﺳﺎﻋﺎت، ﺧﺮﺝ إﻟﻴﻬﻢ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻣﻄﺄﻃﺊ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺑﺒﺎﻟﻎ ﺍﻟﺤزﻦ ﻭﺍﻷﺳﻰ: ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺮﺣﻤﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺿﻌﻴﻔﺎً ﺟﺪﺍً ﺭﺑﻤﺎ ﺣزﻧﺖ ﺑﺸﺪﺓ، ﻭﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺐ ﺿﻌﻒ ﻗﻠﺒﻬﺎ، ﺟﺎﺀﺕ إﻟﻴﻨﺎ ﻣﺘﺄﺧﺮﺓ، ﻓﻘﺪ ﺳﺒﻘﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻴة، ﺍﻟﺒﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻜﻢ، ﺑﻜﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﻘﻬﺮ ﻭأﻟﻢ، ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ، ﻓﺎﻟﻤﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﻛﺒﺮ ﻟﻨﺪﻣﻪ ﻭﻟﻮﻣﻪ ﻟﻨﻔسه ﺗﻢ ﺩﻓﻨﻬﺎ، ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺰﻭﺝ إﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺣﻴﻦ ﻣﻦ أﺧﻲ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻴﺔ، ﻣﻔﺘﺎﺣﻪ ﻫﻮ ﻭﻣﻔﺘﺎﺣﻬﺎ، ﺩﺧﻞ إﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻓﻮﺟﺪ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﻣﻐﻄﺎﺓ، ﻧﺰﻉ ﺍﻟﻐﻄﺎﺀ ﻓﻮﺟﺪ ﺍﺷﻬﻰ ﺍﻷﻃﺒﺎﻕ ﻭﺃﺟﻤﻠﻬﺎ، ﻭﺭﺃﻯ ﻭﺭﻗﺔ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺜﻼﺟﺔ، ﻓﺘﺤﻬﺎ ﻓﻮﺟﺪ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺏ " ﺣﺒﻴﺒﻲ، ﺁﺳﻔﺔ آسفه ﻷﻧﻲ ﺍﺭﺩﺕ ﻣﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﺨﻮﻥ ﻋﺎﺩﺍﺕ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﻣﺠﺘﻤﻌﻚ، ﺁﺳﻔﺔ ﻷﻧﻲ ﻃﻤﻌﺖُ ﻓﻲ أﻥ ﺗﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﺗﺤﺠﺮ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻚ، ﻭأﻥ ﺗُﺴﻤﻌﻨﻲ ﻗﻠﻴﻼً ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻐﺰﻝ، ﺃﻥ ﺗﻌﺎﻧﻘﻨﻲ ﻭﺗﻘﻮل ﻟﻲ ﺑﺄﻧك ﺗﺤﺒﻨﻲ، ﺃﻥ ﻻ ﺗﻐﺴﻞ ﻭﺟﻬﻚ ﻣﻦ ﺧﺮﺑﺸﺎﺗﻲ المضحكة، ﻓﺘﻀﺤﻚ زملاء ﺍﻟﻌﻤﻞ هكذا، ﻭﻻ ﻳﻬﻤﻨﻲ ﺳﺨﺮﻳﺔ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣني، سامحني ﻷﻧﻲ أﺭﺩﺕُ ﻣﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﻌﺎﻣﻠﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻋﻘﻠﻲ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﻲ ﻭﻗﻠﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺯﺍﻝ ﺻﻐﻴﺮﺍً ﻟﻢ ﻳﻜﺒﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﺣﺒﻴﺒﻲ ﺃﻋﺪﻙ ﺃﻧﻲ ﻟﻦ ﺃﺣﺰﻧﻚ ﺃﻭ ﺃﻏﻀﺒﻚ، ولن اكرر ذلك ﺑﻌﺪ اليوم ﺍﺑﺪﺍً وإلى الأبد، ﺃﻋﺪﻙ، ﺃﺣﺒﻚ، والملتقي نصيباً.
ﻧﻈﺮ إﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﻭﺑﻌﺜﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ، ﻭﺟلس ﺃﺭﺿﺎ ﻳﺒﻜﻲ ﺑﺼﺮﺍﺥ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻠﺖ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ؟ ﻗﺘﻠﺘﻚ ﺑﻴﺪﻱ، ﺳﺎﻣﺤﻴﻨﻲ .. سأكتب لأشباه الرجال بأن المرأة هي روح لا جسد، وهي عقل لا جهل وهي رحمة لا ضعف وهي أمانة لا إهانة يارب ﻭﻓﻖ ﺑﻴﻦ ﺍلأﺯﻭﺍﺝ ﻭأﺟﻌﻞ المحبة والسعادة ﺑﻴﻨﻬﻢ .
هذه القصة قرأتها، أردت أن أنقلها لكم في عيد الحب، لعل يحول الله كل أيامنا عيد للحب، نحب بعضنا البعض، نقدم الكرامة بعضنا البعض، ونعيش الحياة مستمتعين بعضنا البعض، فهي لا يجب أن تعاش إلا هكذا.
المختصر المفيد يا ليتنا نفهم ضرورة التغيير قبل فوات الأوان.