بقلم : مجدى شحاته
قرات قصة واقعية من كتاب " الانتصار على الظلام " للكاتب " نيل أندرسون " توضح قوة الايمان بقدرة الله ، قصة حركت مشاعرى وعواطفى بشدة ، لذا رأيت ان انقلها بتصرف لكم كما هى : منذ حوالى 60 عاما ، فى احدى ضواحى " ماشفيل " فى ولاية " تينسى " الامريكية ، ولدت الطفلة ( ويلما رودولف ) وكانت تعانى من مشكلات صحية ضخمة تسببت فى شللها ، شلل كامل .
نشأت الطفلة المشلولة وسط عائلة مسيحية رائعة . فى الوقت الذى كان اخوتها يتمتعون بالجرى واللعب فى الخارج بينما كانت هى فى الداخل سجينة جهاز تقويم الساقين . كان أبواها يأخذانها بانتظام من أجل العلاج الطبيعى ، ولكن فرصة الفتاة الصغيرة فى الشفاء كانت ضعيفة جدا .
كانت دائما تسأل والديه : " هل سأستطيع يوما ما بالجرى و اللعب مثل باقى الاولاد ؟ " . وفى احدى المرات تكلم معها والدها عن قدرة الله فى فعل المعجزات فقال لها " باحبيبتى عليك ان تؤمنى فقط ، ان آمنتى بالمسيح الشافى الذى كان يشفى المرضى ويخلق ويقيم الموتى ، سيجعلك تمشين " . أخذت الفتاة نصيحة والديها بجدية واهتمام وبدأت تؤمن بان يسوع سيشفيها ويجعلها تمشى .
وبدون علم الاطباء أو والديها ، كانت تتدرب بمساعدة أخوتها على المشى بدون جهاز التقويم . فى عيد ميلادها الثانى عشر ، أدهشت الجميع حين خلعت جهاز التقوييم أثناء واحدة من زيارتها للطبيب الذى يباشر علاجها ومشت عد خطوات فى عيادة الطبيب بدون أى مساعدة من أحد .
ومنذ ذلك اليوم لم تلبس جهاز التقويم مرة اخرى .
وبدأت الفتاة الصغيرة منذ ذلك الوقت ، التطلع نحو أهداف أكثر وأبعد من مجرد قدرتها الى المشى !! فكان هدفها الثانى ان تلعب كرة السلة . استمرت فى ممارسة ايمانها وحماسها وتدريب رجلاها الغير كاملتا النمو .
وذهبت مع اختها الكبرى للألتحاق بفريق كرة السلة فى مدرستها . أختار المدرب اختها ، وقال للفتاة انها لا تصلح للعب .
كان والدها رجلا محبا حكيما ، فقال للمدرب : " بناتى فريق مكتمل ، ان أردت اختيار واحدة يجب ان تأخذ الاخرى ايضا " فضمها المدرب الى الفريق رغما عنه من باب المجاملة للأب ، لانه كان يعتقد ان ويما غير قادرة على العدو او الجرى بسرعة حتى يمكنها ممارسة رياضة كرة السلة .
وطلبت الفتاة من المدرب ان يعطيها 10 دقائق من التدريب الاضافى ، ووافق المدرب وهو على مضض .
لم يمض وقتا طويلا حتى بدا تصميمها للجميع واضحا ، وأظهرت شجاعة ومهارات رياضية عالية ، وأصبحت واحدة من أفضل اللاعبات فى فريق كرة السلة !! . تأهل فريقها لبطولة الولاية لكرة السلة ولاحظ أحد المدربين امكانيتها المميزة فى سرعة الجرى بالكرة ، وسألها ان كانت قد اشتركت فى سباق للعدو من قبل .
قالت انها لم تقم بذلك من قبل .
شجعها على خوض التجربة وبدأت تتدرب على رياضة العدو ... وبدأت تفوز فى السباقات وحصلت على جائزة فى بطولة الولاية للجرى!! وعندما بلغت السادسة عشر من عمرها كانت واحدة من أفضل العدائين فى الولايات الامريكية .
والامر المدهش للغاية انه تم اختيارها للاشتركت فى الأولمبياد فى استراليا ، وحصلت على الميدالية البرونزية منهية سباق ال400 متر تتابع .
ولم تكتف بما حققته ، لكنها تدربت بجدية لمدة أربع سنوات أخرى وتأهلت للمشاركة فى أولمبياد روما عام 1960 وهناك فازت " ويلما رودولف " بسباق 100 متر ، كذلك 200 متر عدو سريع . وحققت الفوز فى سباق 400 متر تتابع محققة أرقاما قياسية عالمية .
وتوجت عامها بالحصول على جائزة أبرز رياضية فى الولايات المتحدة الامريكية . قصة " ويلما رودولف " الواقعية تؤكد ان الايمان بقدرة الله الخالق قادر كل القدرة بفعل المعجزات و هو بالفعل العامل الرئيسى الذى يمكن الانسان من الارتفاع فوق العوائق التى تبدو مستحيلة . وان الايمان عامل لاغنى عنه فى حياة كل البشر كما جاء فى الرسالة الى العبرانيين " ولكن بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه لانه يجب ان الذى يأتى الى الله يؤمن بانه موجود وانه يجازى الذى يطلبونه ( عب 11 : 6 ) .
من المهم ان ندرك ونعرف ان اللة ليس مديون لنا ولا نستطيع اجباره . ولا توجد طريقة يمكنك بها صياغة صلاة تجبر او تحث بها الله على العمل لصالحك . ان كان الله قد أعلن أمرا ما ، صدقه ببساطة وايمان ، وعش بحسب ما هو حق . ان لم يقله الله فلا يوجد أى مقدار من الايمان يمكنه لن يجعل هذا الامر حقا . ايمانى لا يجعل كلمة الله حقيقة ، لكن لأن كلمته هى الحقيقة لذلك أؤمن بها كل الايمان .