مؤمن سلام: سلامة موسى لم يكن ليبراليا.. وكان مؤمنًا بالحرية
كتب - نعيم يوسف
ناقش الكاتب والمفكر مؤمن سلام، أفكار الكاتب والمصلح الراحل سلامة موسى في أحد مقاطع الفيديو التي تم نشرها على الانترنت، واستعرض خلالها شخصيته وأفكاره وعيوبها ومميزاتها.
من هو سلامة موسى؟
يُذكر أن سلامة موسى، ولد سنة 1887، في قرية بهنباي وهي تبعُدْ سبعةْ كيلو متراتْ عن مدينة الزقازيق بمصر، لأب مسيحي يعمل موظفا بالحكومة، ويعتبر مصلحًا من طلائع النهضة المصرية، وهو رائد الاشتراكية المصرية ومن أول المروّجين لأفكارها، وعرف عنه اهتمامه الواسع بالثقافة، واقتناعه الراسخ بالفكر كضامن للتقدم والرخاء.
وانتمى سلامة موسى لمجموعة من المثقفين المصريين، منهم أحمد لطفي السيد، الذي نادى بتبسيط اللغة العربية وقواعد نحوها والاعتراف بالعامية المصرية، وكانت حجتهم أن اللغة العربية لم تتغير لأجيال، وأن معظم المصريين أميون، مما دعا موسى وآخرين للمطالبة بالكتابة بالعامية، وتتلمذ على يديه نجيب محفوظ الذي يؤثر عنه قوله له "عندك موهبة كبيرة، ولكن مقالاتك سيئة" الأمر الذي دفع نجيب محفوظ إلى العناية في انتقاء مواضيعه.
الأفكار التنويرية في مصر
وأوضح "سلام"، أن الأفكار التنويرية في مصر ليست دخيلة أو جديدة، ولكن عمرها 150 عامًا، وأنتجت لنا ثورة 1919، لافتا إلى أنه تم وأدها بسبب ثورة الضباط الأحرار عام 1952، مشددًا على أنه حتى الآن تعتبر الأفكار التنويرية الحداثية جديدة في المجتمع، بسبب أننا مجتمعات متخلفة فإنه مازالت أفكار التنويريين مثل فرح أنطون، وسلامة موسى، يعتبرها البعض جديدة على المجتمع، ونحتاجها، بالإضافة إلى أنه للأسف حاليًا لا يوجد تنويريين في المجتمعات العربية.
مبدأين للتنوير
وشدد الكاتب على أن هناك مبدأين يجب وضعهما في الاعتبار عند الحديث عن التنوير، وهما الحرية وأنه لا سلطان على العقل إلا العقل، لافتًا إلى أن التجديد الديني لا يعتبر تنويرا لأنه مازال يعتبر داخل إطار الدين، مؤكدا على أهمية لكن يجب ترك العقل يبحث بحرية، ولا يجب أن يكون هناك بعضا من الناس يزعمون أنهم تنويريين ولكن يدعمون الاستبداد في نفس الوقت، مؤكدا على أن "التنويري مش داخل خناقة مع الدين، والعقيدة أنا مالي، كما يقول المثل "اعبد حجر ولكن لا تلقني به".
سلامة موسى والأديان
وتابع، أن سلامة موسى كان حاد جدا ضد الأديان، وإلحاده شبه معلن وصريح، ويرى أن الأديان تعتبر عائقا للتطور وأنها أفيون للشعوب، وهو كان ضد التقليد، حتى تقليد الفلاسفة مثل أفلاطون وسقراط.
ولفت إلى أنه لأسباب سياسية تم عمل "كهنوت" في الإسلام، وأصبح الجميع يسألون عن كل تفاصيل حياتهم، وتم قصر المسألة في الحديث.
وأوضح أنه رغم تأثر سلامة موسى بـ"نيتشا" و"دارون" كان غير خاضعا لهم، وكان يرى إصلاحيا يرغب في تطوير وإصلاح المجتمعات من خلال التنوير ونشر الأفكار، وليس عمل ثورة لفرض التنوير على الناس، وهذا نوعًا من إيمانه بالحرية.
مصر.. والعرب.. والجنسيات الأخرى
وشدد على أن مصر كانت في فترة ما تقبل جميع الآخرين من الجنسيات المختلفة، ولكن بعد ما سُمي بـ"القومية العربية" انغلقت حتى أمام العرب أنفسهم، وأصبح الحصول على الجنسية المصرية حتى السودانيين والفلسطينيين، مؤكدا على أنه لا يوجد أي رموز عربية إذا تم استثناء الرموز الإسلامية منها.
عيوب أفكار سلامة موسى
وأشار إلى أنه من عيوب "موسى"، فكرة الهوية المفتوحة، خاصة عندما قال نرفض العرب ويجب أن نتجه إلى أوروبا، وهذا ما يمكن أن نُطلق عليه الهوية المفتوحة، وأيضا من عيوبه أنه دعا إلى توحيد العرب من خلال اللغة، لافتا إلى أن دعوته للتوجه إلى أوروبا لم تكن دعوته بمفرده بل أيضا مفكرون آخرون دعوا لذلك مثل طه حسين.
ليس ليبراليا
وأكد على أن سلامة موسى لم يكن ليبراليا ولم يقل أنه ليبراليا ولكن يمكن أن نقول عنه أنه اشتراكي فابي، ويمكن أن نطلق على أفكاره أنها "اشتراكية ديمقراطية"، ولذلك كان مع فكرة الحرية.