الأقباط متحدون | أوقفوا هذه المسرحية الهزلية قبل أن تحترق "مصر" وتخرب تمامًا
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:٥٩ | الأحد ١١ مارس ٢٠١٢ | ٢ برمهات ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٩٦ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد
طباعة الصفحة
فهرس مساحة رأي
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
١٠ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

أوقفوا هذه المسرحية الهزلية قبل أن تحترق "مصر" وتخرب تمامًا

الأحد ١١ مارس ٢٠١٢ - ٢٤: ٠٥ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 



بقلم: صبحي فؤاد
أُصبت بحالة غثيان وقرف عندما قرأت صباح اليوم خبرًا في إحدى الصحف المصرية يقول إن واحدًا من أصحاب الذقون المرشحين لرئاسة الجمهورية، صرَّح بأنه طالب العلماء والشيوخ بجدول زمني لتطبيق الشريعة الإسلامية، وذلك عندما سألوه عن برنامجه الانتخابي وما الذي سيقدِّمه إلى المرشحين لكى يعطوه أصواتهم.

يأتي هذا التصريح المزعج الغريب من هذا الرجل السلفي الذي أصبح مفروضًا فرضًا على وسائل الإعلام المصرية والمرئية والمقروءة من جهات أمنية في الوقت الذي ارتفعت فيه نسبة البطالة إلى ما يقرب من 50 في المائة، وزاد العجز في الميزانية العامة للدولة بدرجة مخيفة، وبلغت نسبة التضخم 200 في المائة، وتقلَّص الرصيد الاحتياطي من العملة الأجنبية إلى حوالي عشرة مليارات فقط لهروب السياح والمستثمرين العرب والأجانب وتهريب البلايين إلى خارج "مصر" لفقدان الثقة والاستقرار.

لقد كنت أتصوَّر أن يخرج هذا الرجل بطلعته البهية لكي يقول لنا إنه طلب من الخبراء والعلماء وأصحاب العلم والمعرفة والخبرة داخل وخارج "مصر" جدولاً زمنيًا لإنهاء أزمة البطالة أو الإسكان أو توفير العلاج ووسائل المواصلات وحل مشكلة العنوسة وزيادة النسل، وغيرها من الأمور التي تهم المواطن المصري.

وكنت أتوقَّع من واحد مثله يريد أن يكون رئيسًا لـ"مصر" أن يطلب جدولاً زمنيًا لإعادة الأمن والأمان لمدن وشوارع "مصر"، وإعادة السياحة والسياح من جديد، ودفع عجلة الإنتاج لكي تقلّل البلد من حجم مستورداتها واعتمادها الكامل على الخارج، ولكني أبدًا لم أكن أتوقّع أن يغمض عينيه تمامًا عن كل مشاكل المصريين كما لو أنها انتهت تمامًا على يد العسكر وصارت "مصر" بفضلهم وجهودهم الجبارة جنة الله على الأرض ودولة بلا فقر أو عاطلين أو أطفال شوارع أو فساد.

بالذمة ما هذا التهريج والعبث والاسخفاف بمشاعر الناس وأحاسيسهم وعقولهم؟.. وإلى متى يستمر اللعب والمتاجرة بالإسلام والشريعة ومحاولة العزف على مشاعر المصري المسلم البسيط لاقناعه أن تطبيق الشريعة الإسلامية وحدودها هي الحل السحري والأكيد لكل مشاكله العديدة التي يواجهها يوميًا بصبر عجيب، رغم أن الواقع والتجارب التي مرت بها دول مثل "السودان" و"الصومال" و"أفغانستان" و"باكستان" وقطاع "غزة" وغيرهم تثبت تمامًا العكس، وأن الخلط بين الدين والسياسة يؤدي في النهاية إلى الكوارث والخراب!!.

والعجيب والمدهش في أمر هذا المرشَّح الرئاسي أو غيره من أصحاب الذقون الذين يتاجرون بالإسلام ويتمسحون في تعاليمه، أن غالبيتهم من الأثرياء، رغم أنهم لا شغلة أو مشغلة لهم سوى الفتاوى وتحليل الحرام وتحريم الحلال، وهناك واحد منهم يعد من أغنى أغنياء المسلمين، ويمتلك عدة مليارات، ويجهزه العسكر والإخوان حاليًا لكي يكون رئيس وزراء "مصر" القادم.

كذلك نجد غالبيتهم يعيشون في قصور مثل قصور "ألف ليلة وليلة" محاطة بالأسوار العالية وكاميرات المراقبة وفرق الحراسة الخاصة، ولا نجدهم يركبون سوى أغلى السيارات، ولا يأكلون سوى في المطاعم الفاخرة، بينما الملايين من أبناء الشعب المصري نجدهم يعيشون وسط المقابر مع الأموات أو في الشوارع أو الشقق الصغيرة المخنوقة، ولا يملكون من مال أو طعام سوى ما يكفي يومهم.

بصراحة، إن ما يحدث في "مصر" منذ رحيل الرئيس السابق وإلى الآن أشبه بالمسرحيات الهزلية السخيفة التي كنا نقوم بتأليفها وإخراجها وتمثيلها ونحن أطفال صغار لتسلية بقية أطفال الفصل أو المدرسة، ولكن الفرق أننا كنا أبرياء أنقياء مثل الملائكة نهدف إلى إسعاد الآخرين وإمتاعهم ووضع ضحكة أو بسمة على وجوههم، أما هم- وأقصد العسكر والأمن وقيادات الدولة في "مصر"- فللأسف لا براءة أو نقاء في قرارتهم أو أفعالهم أو تصريحاتهم، ولا افتراض حسن النية عند اختيارهم لشخصيات معينة (مثل أبو العبس) لإلهاء الرأي العام وإشغال الناس بالقضايا الجانبية التافهة وإدخالهم في صراعات فيما بينهم مثلما كان يفعل "مبارك" و"السادات" بالحرف الواحد، رغم أن شباب ثورة 25 يناير 2011 قاموا بثورتهم وضحوا بأرواحهم لوضع نهاية لهذا العبث ووقف هذا التهريج وبناء وطن جديد متحضر متسامح يحترم حقوق الإنسان وقيم العمل والإنتاج وحرية العبادة والفرد.

ولكن للأسف، يبدو أن العسكر مصرون على الاستمرار إلى النهاية في مسرحيتهم الهزلية التي أعطوا دور البطولة فيها لأعضاء حزب الإخوان المسلمين وسلفيين أمن الداخلية حتى تنتهى بوضع رئيس "طرطور"- لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم ولا يعترض- في منصب رئيس الجمهورية، لكي لا يحاسبهم على أخطائهم وجرائمهم، وفي نفس الوقت لا يكون معاديًا للتيار الإسلامي المتشدّد؛ تحقيقًا لرغبة ماما "أمريكا"، لكي تتحوَّل "مصر" على أياديهم الطاهرة النظيفة إلى "سودان" أو "صومال" أخرى قريبًا.

وأخيرًا، لا أجد ما أقوله أو أضيفه بعد أن أصبح الكلام لا فائدة منه والكتابة عن الأوضاع في "مصر" لا تغيِّر شيئًا على الإطلاق، سوى هذا النداء القصير الذي أريد توجيهه إلى المشير "طنطاوي" والفريق "عنان" وبقية قيادات الجيش المصري:
أوقفوا هذه المسرحية الهزلية من فضلكم قبل أن تحترق "مصر" وتتمزَّق وتخرب تمامًا ويموت الملايين من أبنائها جوعًا وعطشًا.. اتقوا الله في وطنكم وشعبكم، وخذوا العظة مما حدث للرئيس السابق "مبارك" وحكام "ليبيا" و"اليمن" و"تونس" و"العراق" إذا كنتم حقًا تريدون الخير لبلدكم ولأنفسكم أيضًا.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :