الأقباط متحدون | رسالة إلى القمص متياس نصر منقريوس
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٤٢ | الاثنين ١٢ مارس ٢٠١٢ | ٣ برمهات ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٩٧ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

رسالة إلى القمص متياس نصر منقريوس

الاثنين ١٢ مارس ٢٠١٢ - ٥٢: ٠٨ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم: حنان بديع ساويرس 
بمناسبة عيد سيامتك الخامس والعشرين " اليوبيل الفضى" والذى يوافق 6 مارس أرسل لك هذه الرسالة بالأصالة عن نفسى وبالنيابة عن أبنائك ومُحبيك كباقة حب وعِرفاناً بالجميل عن رحلة عطاءك وكفاحك من أجل إعلاء صوت الحق فأهدى لك هذه الرسالة ولكل أحبائك ممن يعرفونك جيداً أولمن لايعرفونك شخصياً لكن ربما يعرفونك من كِتاباتك ويحبونك أيضاً حتى لو لم يرونك وجهاً لوجه لذلك سأبدأ بتعريف قرائى الأعزاء الذين لا يعرفون عنك الكثير من هو أبونا متياس نصر؟ .
 
* أبونا هو من الآباء الكهنة المعروفين بولعهم ومحبتهم الشديدة للخدمة فخدم بكنيسته بالمطرية سنوات طويلة ثم خدم بزرابى عزبة النخل إلى أن دعاه الرب كاهناً على كنيسة العذراء والبابا كيرلس عام 1987 والآن هو ملاك كنيسة مارمرقس بعزبة النخل أى " كاهناً بها" وهو رئيس تحرير جريدة الكتيبة الطيبية والتى أسسها فى فى يوليو 2004 وقد أطلق عليها هذا الأسم تيمُناً بالشهيد موريس " قائد الكتيبة الطيبية" بالجيش الرومانى ،وبالمناسبة فأن أبونا متياس أسمه بالميلاد "موريس" على أسم هذا الشهيد البطل .
 فنعلم أن أبونا من أبرز قادة إعتصامات ماسبيروا المُتتالية فلم يُفارق مخيلتى  مارواه لى عندما حاورته بعد أحداث ماسبيروا الدامية وكيف كان جنود الجيش المصرى يُطاردونه ويُلاحقونه وكأنه من جنود جيش الأعداء وواجب عليهم تصفيته وكيف كان هجومهم ملئ بالشراسة والحقد مُرددين " هاتوا الكافر دا" لولا عناية السماء الحامية له والتى وظفت له بعض الأحباء المُسلمين لمُساعدته ونجاته بأعجوبة من موت مُحقق على أيدى هؤلاء الجنود  .
 
فمُنذ سنوات وحينها كنت من قراء جريدة الكتيبة الطيبية وكنت لا أعرف أبونا متياس معرفة شخصية وهذا قبل أن يشاء الرب وأكتب معه بالجريدة ، لكننى فى الحقيقة عرفته قبل أن أراه فعرفته من خلال كِتاباته الجريئة والتى كانت بمثابة صوت الحق الذى يمر على الآذان فتسمعه أملاً فى أن يصل للضمائر فيؤرقُها بعد أن كان صوت الأقباط مكتوماً بداخلهم وتأوهاتهم وصراخاتهم المُدوية لا يسمعها أحد وكأننا نتكلم فى وسط فضاء واسع عندما نصرخ فيه لا نسمع سوى رنين أصداء أصواتنا ، فقد كانت خطوة إنشاء جريدة لتكون وعاءاً إعلامياً يتحدث عن مشاكل الأقباط والتى كانت بطبيعة الحال مُعتم عليها إعلامياً عن قصد بل كان يحدث كثيراً أن تُنشر أكاذيب ضد الكنيسة ورجالتها بل يصل الأمر أحياناً لإختلاق قصص ونسبها للكنيسة ، ووقتئذ لم تكن هناك صحيفة مسيحية تقوم بالرد على مثل هذه  الإدعاءات والإفتراءات، وحتى بعض الصحف القبطية الورقية التى كانت متواجدة حينئذ لم يكن لديها القسط  الكافِ من الجُرأة والشجاعة لُتعلن ما يحدث للأقباط من تمييز وإنتهاكات وإهدار لحقوقهم المشروعة أو تتحدث بصوتهم أو عنهم بخلاف صحيفة وطنى وهى حقاً صحيفة قبطية وكانت تفعل ما بوسعها لكن فى نِطاق مُعين لم تخرج عن إطاره.
 
فكانت تتحدث عن مشاكل الأقباط ولكن فى حدود مُعينة وبشكل عام ، وربما بعد ذلك أى بعد إصدار جريدة "الكتيبة الطيبية" أن تكون توجهت بعض الصحف للكتابة فى مشاكل الأقباط ولكن لم يكون بنفس وضوح وصراحة الكتيبة التى أنشأها أبونا متياس ، وتعِد فكرة الجريدة بمثابة البذرة المُشجعة لتأسيس الكثير من الصُحف الإليكترونية القبطية التى تتحدث عن مشاكل الأقباط  بشفافية ، لذا كان هذا العمل الإيجابى والفريد من نوعه ولاسيما وقتها كان مُثيراً للإعجاب بهذا الكاهن الذى قام بتبنى المُشكلة القبطية رغم خطورة الموقف بالنسبة له ولا سيما أنه كاهن ولم نعتاد من رجال الكهنوت أن يكون لديهم حماساً لمثل هذه الأنواع من الخدمة بل تعودنا دائماً أن تكون خدمتهم روحية بحتة فأقول أن خلال الأزمنة الماضية قد أتت لنا الكنيسة  بكثير من الرُعاة الروحانيين والذين وصلوا إلى مراتب روحية عالية ولكن قلما نجد ولا سيما فى العصر الحديث كاهناً يتمتع بعدة مواهب أمتزجت ببعضها لتكون حصيلتها هذا الكاهن الذى إن صح التعبير فى أن نَصِفه بالكاهن "المُناضل" وهذا اللقب يستحقه عن جدارة وهذا لعدة أسباب الا وهى: 
 
1- إهتمامه وولعه بالخدمة ومحبته الشديدة لها وإعطاؤه لها كل وقته مُنذ ما يقرب من أكثر من ربع قرن من الزمان فلم يبخل بمجهوده أو صحته فى سبيل خدمته المُتنوعة فأعرف جيداً أنه فى كثير من الأحيان كان يضغط على نفسه وينزل للخدمة حتى فى أوقات مرضه أو وهو فى حالة إرهاق شديدة ، كما أعلم أيضاً المحبة الشديدة التى يكِنها شعبه له لأنه يُحب ويحترم الكبير والصغيرولم يرفض طلباً لقاصديه، بل يهتم بالجميع دون إستثناء ويحث تلاميذه وأبنائه الروحيين على القوة والشجاعة وأن لايخشون أحداً طالما أنهم أصحاب حقوق .
 
2- قد خص الرب أبونا بأن يجعله سبباً فى بناء مايقرب من عشرة كنائس وكان يعمل فى بناءها بيده بدون تعالًِ أوكبرياء ولا سيما أنه تخرج فى كلية الهندسة قسم عمارة ويمتلك الكثير من المهارات فى الفن والموسيقى فيعزف العود والكمان بخلاف اللغات التى يتقنها ولا سيما اللغة اليونانية والقبطية  .        

3- إهتمامه بالتعليم والتوعية وهذا ظهر جلياً فى إصداه لكتب مُتنوعة وكثيرة فبخلاف الكتب الطقسية والروحية ، أصدر لنا كتب عديدة تشهد على نضال الشعب القبطى وتشهد على وجود أقباط لهم أدوار رئيسية فى الحروب التى مرت بمصر ومنها مثلاً كتاب " القبط صراع من أجل البقاء"ويتحدث عن نضال الشعب القبطى بداية من الغزو العربى وكتاب " الجيش القبطى الوطنى" وفيه يقوم بتسليط الضوء على فترة أتهموا فيها الأقباط بالخيانة وتوضيح كيف كان الأقباط فى هذه الفترة أكثر إنتماءاً لمصر وهذا بجانب إصداره لكتب توضح وجود أبطال أقباط تم تجاهلهم تاريخياً رغم أدوارهم الرئيسية فى الحروب وحركة يوليو مثل الملازم أول واصف لطفى حنين واللواء فريد عبد الله جورجى وهم من ضباط حركة يوليو والذى لا يعرف أحد عنهم شيئاً وهذا على سبيل المثال وليس الحصر،  فربما لولا تركيزك  يا أبى على مثل هؤلاء الأبطال ما كنا عرفنا يوماً ما أن هناك ضباط مسيحيون فى هذه المعارك المصيرية التى مرت بمصر وهذا بسبب التجاهل المُتعمد للأقباط فى كل مناحى الحياة ولا سيما التعمد فى وضع مناهج دراسية تخلو من الحُقبة القبطية وتخلو من كل ما يمس الأقباط بأى صلة فذكرتنى يا أبى بالبابا كيرلس الرابع الشهير بأبى الإصلاح وهو من الشخصيات التى أحبها كثيراً مما له من دور لايُنسى فى الإصلاح والتعليم فهو أول من جاء بمطبعة للكتب فى مصر بعد المطبعة الأميرى لطبع الكُتب الكنسية .
 
وأنت يا أبى أتيت لنا بأول مطبوعة فى مصر تتحدث بقوة وصدق عن مشاكل الشعب القبطى بدون تجميل أوتزيين أو حتى مُبالغة وهذا فى وقت لم نرى فيه شئ مثل هذا من قبل ولا أبالغ إن قلت أنك تستحق لقب رائد الصحيفة القبطية الثلاثية الأبعاد " وهى الدفاعية التوعوية التاريخية" لما تحمله الجريدة من أمور دفاعية تواجه الأكاذيب والإفتراءات وتوضيح الحقائق ، وأيضاً توعية الشعب القبطى بأمور لم يُدركها أويهتم بها من قبل مثل التوعية بضرورة مُشاركة الشباب فى الحياة السياسية ، وكيفية معرفتهم لحقوقهم كمواطنين مصريين أصلاء وتلبية ما عليهم من واجبات ، وأيضاً ماعرفناه على يديك من الناحية التاريخية  ، وربما كان الكثير منا يجهله الا وهو دور الأقباط فى مصر على مدار التاريخ الذى يتم تجاهله إعلامياً وبمناهج التعليم المُختلفة بل التشويه المُتعمد لكل ما هو قبطى وبالطبع هذا لم يعجُب كثيرين مما لا يهمهم الشأن القبطى أو ممن مصلحتهم أن تُطمس حقوق الأقباط وممن لا يُريدون أن يكون لهم شأن أوصوت يصرخ مُندداً بالظلم والقهر والقمع وأعرف أيضاً أن كثيرون ممن يُريدون إسكات صوت الحق يقومون بالهجوم المُستمر عليك وتوجيه الإتهامات والألفاظ الغير لائقة فلا غرابة فى ذلك فهذا دائماً أسلوب الضُعفاء والجُهلاء والذى لا يوجد لديهم أى منطق أوحُجة مُقنعة ولا يُجيدون لغة الحوار فيكون سلاحهم التهديد والوعيد والسب والقذف فى محاولة منهم لإخراس صوت الحق..
 
ورغم ذلك لم تأبه بهم بل قُمت بالإستمرار فى عملك بنفس النشاط والعزيمة وأتذكر جيداً عندما قُمت بسؤالك فى حوار لى معك  بماذا يُقابل أبونا متياس إنتقادات بعض المُتعصبين والكارهين لصوت الحق ؟ فأجبتنى على الفور قائلاً أننى أحبهم جميعاً لكن لا أحب أفعالهم وقلت لى أيضاً أن الرب يسوع علمنا أن نحب الخُطاة ولكن نكره الخطية ونحب المُجرمين لأنهم ضحايا المُجتمع ولكن نكره الجريمة فأنا أحب المُتعصبين ولكن أكره التعصب وبهذا تمثلت بالسيد المسيح الذى غفر لصالبيه والذى قال لنا أحبوا أعدائكم باركوا لاعينكم.
 
4- لا ننسى لك أبداً الإحتفالات الكبيرة التى كُنت ومازلت تُقيمها فى ذكرى الشهداء الجُدد مثل شهداء الكشح ونجع حمادى والقديسين وماسبيروا وتكون إحتفالات رائعة ومهيبة وهى لافتة جميلة ورقيقة منك وفريدة من نوعها حتى لا ننسى شهدائنا ونذكرهم كنوع من والوفاء وإحياءاً لذكراهم .
ختاماً يا أبى أتمنى لك الصحة والعافية والحيوية والنشاط الدائم " فيتجدد مثل النسر شبابك" وتدوم لنا رعايتك الأبوية وعطفك وحنانك والذين هم من صفاتك الرئيسية التى تُضاف للمواهب الذى حباك الله بها و الذى سبق وقمت بسردها فى السطور الماضية  والتى لمستها بنفسى فى شخصك عندما عرفتك عن مقربة وهذا لتكتمل صورتك لى والتى كنت لا أعرف سوى جزءاً منها عندما كنت من قرائك فقط وأردت أن أقوم بتوضيحها ليدركها أيضاً أحبائك الذين لايعرفونك إلا من خلال قراءتهم لك 
فرجاءاً يا أبى أن تستمر فى نضالك وفيما بدأت فيه فنحن ننتظر منك المزيد من الخدمة سواء الروحية كأب كاهن أو خدمتك النضالية فأمامك الكثير والكثير ونحن وراءك ونتبعك ونفخر بك وبعملك المؤيد من الرب وكما قال الرب فى الكتاب المقدس " إذا أرضت الرب طُرق إنسان جعل أعدائه يُسالمونه "  
وآخيراً أقدم لك أرق التهانى بحلول عيد سيامتك والذى يوافق هذا العام اليوبيل الفضى لرسامتك فيعطيك الرب العُمر المديد لتحتفل أيضاً باليوبيل الذهبى والماسى والمئوى.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :