الأقباط متحدون | اسألوا "مصر".. ماذا تريد في دستورها الجديد"؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٦:٣٨ | الثلاثاء ١٣ مارس ٢٠١٢ | ٤ برمهات ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٩٨ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

اسألوا "مصر".. ماذا تريد في دستورها الجديد"؟

الثلاثاء ١٣ مارس ٢٠١٢ - ٢٥: ٠٥ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 


بقلم : د. عدلي أنيس
الكل يتحدَّث عن الدستور، ما بين شد وجذب، ولقد بدأت مظاهر الاستقطاب والأنانية في تكوين لجنة المائة، فالأحزاب الدينية تريد معظم أعضاء اللجنة من مجلسي الشعب والشورى، أي من أعضائها، والمرأة تريد تمثيل 50 % في اللجنة، والأقباط يريدون 15 %، والنقابات، والأقليات الأخرى، و... وغيرهم. والواقع أن هذا المشهد أقرب إلى مشهد الأم التي جلست بين أبنائها تسمعهم وهم يتجادلون ويختلفون حول نوع الهدية التي يريدون تقديمها إليها، الكل يحبونها ويقدرونها، ولكنهم اختلفوا ونسوا في خضام ذلك أن يسألوا الأم عما تريد أو تفضّل. ومن ثم، لو أننا تخيَّلنا أننا نطرح هذا السؤال على "مصر" حول دستورها الجديد "ماذا تريدي يا مصر في دستورك الجديد"؟ فجميعنا راحلون وستبقى "مصر"، وربما يمكننا أن نتخيَّل بعض إجاباتها في السطور التالية.

أولاً- أريد الحفاظ على وحدتي وعدم تقسيمي، فمنذ أن قام "مينا" بتوحيدي حاول الكثيرون أن يغزونني ويقسمونني، ولكن أبنائي منعوا ذلك، ومنهم "منتوحتب" عام 2065 ق.م، و"كامس"، و"أحمس"، وغيرهم، وأخيرًا أبنائي في معركة التحرير 1973. فليكن إذن انتمائكم لي وليس لأي دولة أو تيار أو فكر آخر، أريدكم مصريين أولاً وقبل كل شئ.

ثانيًا- حافظوا على الحريات ولا تجعلوا بي سجونًا أو مني سجنًا كبيرًا لكبتها. لا أحب أن تُسلب حرية أي من أبنائي، ولا أحب أن يحجر بعضهم على بعض، أو يسجن بعضهم البعض ليسلب حريته. وأقصد بحديثي الحرية المسؤولة لا الحرية الفوضوية، وأحب لأبنائي أن يكونوا أحرارًا في اختيار عقيدتهم وإقامة شعائرها وبناء دور العبادة، ولا تنسوا أن أول دعوة للتوحيد في العالم ظهرت على أرضي ونادى بها "أخناتون" ولدي.

ثالثًا- اهتموا بالتعليم ما بقيتم، وأنفقوا عليه بسخاء ما استطعتم، فالتعليم هو بناء الإنسان المصري، فالبناء في الإنسان أعظم من كل بنايات العالم الشاهقة الارتفاع، فالتعليم هو الركيزة التي يمكن بها أن تتقدَّموا وتجعلوني في مقدمة الدول.. ألا تخجلوا من أن تبقى أمكم في نهايات الصفوف وأذيالها؟ فهل نسيتم أن على أرضي أُنشئت أولى المدارس في العالم عندما قام "أمنحوتب الثالث" ببناء بيوت الحياة "المدارس" لنشر التعليم والفنون التشكيلية والتطبيقية؟..

رابعًا- حقِّقوا العدالة الاجتماعية بينكم، فكلكم أولادي، وأحبكم بنفس القدر، ولا أريد أن أرى بين أولادي الجائع الفقير. أريدكم جميعًا يدًا واحدة من أجل زيادة الدخل القومي ورفع مستوى معيشتكم، ولا مانع من وجود تفاوت بين الأجور، ولكن مع وضع سقف للعليا منها وقاعدة للدنيا. اعملوا اليوم كما فعل أبنائي في القرن السادس قبل الميلاد، حيث قام "أمنحتب الأول" بإصدار قانونًا لمنع السخرة ووضع المعايير العادلة للأجور والحوافز، ولذلك لُقِّب بالعادل.

خامسًا- لا تظلموا بناتي، ولا يجب أن تقلِّلوا من دورهن، فلا يمكن أن تنسوا دور المرأة في الأسرة والمجتمع على مدار التاريخ، بداية من العصر الفرعوني وحتى الوقت المعاصر، فهل نسيتم دور المرأة في الدفاع عن "مصر" في كل المحافل حتى العسكري منها، ومثال ذلك دور الملكة "إياح حتب الأولى" زوجة الملك "سقنن رع"، تلك الملكة التي عاشت حياة طويلة حافلة بالعطاء، فقد دبَّرت شئوني عندما كانت واصية على ابنها "كامس" بعد وفاة زوجها، وكذلك على "أحمس" في بداية حكمه، وشاركت في قيادة بعد الحملات ضد الهكسوس، وعثر على نياشين وأوسمة عسكرية في تابوتها. وتاريخي ملئ بنماذج كهذه، ومنها "حتشبسوت" و"نفرتيتي" زوجة "أخناتون" التي وقفت إلى جوار زوجها أثناء قيامه بالإصلاحات الاجتماعية والدينية، ومنهن العديدات أثناء العصر البطلمي والروماني والقبطي والإسلامي. لذلك أوصيكم ببناتي خيرًا.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :