الأقباط متحدون | عن الكنيسة وشعبها اليوم من إنجيل مرقس الرسول "الأربعاء" للأسبوع الرابع من الصوم الكبير
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٢:٣٦ | الاربعاء ١٤ مارس ٢٠١٢ | ٥ برمهات ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٩٩ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

عن الكنيسة وشعبها اليوم من إنجيل مرقس الرسول "الأربعاء" للأسبوع الرابع من الصوم الكبير

الاربعاء ١٤ مارس ٢٠١٢ - ٠٠: ٠٨ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

من كتاب : صوم يونان والصوم الكبير ...للقمص متي المسكين
يوم اربعاء من الاسبوع الرابع  (مر35:4 – الخ)
( وقال لهم فى ذلك اليوم لما كان المساء :( لنجتز  الى العبر)  فصرفوا الجمع واخذوه كما كان فى السفينه وكانت معه ايضا سفن اخرى صغيره فحدث نوء ريح عظيم فكانت الامواج تضرب الى السفينه حتى صارت تمتلئ . وكان هو فى المؤخره على وساده نائما. فايقظوه وقالوا له : ( يامعلم ايما يهمك اننا نهلك؟) فقام وانتهر الريح ، وقال للبحر : ( اسكت! ابكم!) فسكنت الريح وصار هدوء عظيم وقال لهم : ( ما بالكم خائفين هكذا؟ كيف لا ايمان لكم ؟) فخافوا خوفوا عظيما ، وقالوا بعضهم لبعض : ( من هو هذا ؟ فان الريح ايضا والبحر يطيعانه ! )
تفسيــــــــــــــــــر

انجيل هذا يوم الاربعاء يختص بالكنيسه وبالنفس البشريه ، واية اليوم هى : ( وكان هو فى المؤخره على وساده نائما).
قصة هذه الحادثه مذكوره فى الثلاثة اناجيل وفى كل انجيل يضيف ايه او يصف لمسه فيزدها جمالا ، ساعلق على بعض الفقرات بقدر الامكان .
لما كان المساء : دائما فى الانجيل عندما نقرأ المساء ، انتبه فان النور سيغيب ، وان ضيقا سيـأتى.
لنجتاز الى العبر : لم يصبق للمسيح ان قالها ، ما معناها هنا ؟ ايكون قصده عبور محيط العالم الى الشاطئ الاخر؟ ولما دخل السفينه تبعه تلاميذه :  السفينه هى الكنيسه ، لا بد ان يدخل هو اولا ويعد لنفسه مكانا فيها ثم بعد ذلك تدخل الكنيسه وراءه.
وفيما هم سائرون نام : فقد كانت الريح هادئه والجو معندلا .
كان هو فى المؤخره على وساده نائما : امعقول ان ينام الرب هكذا ؟
فحدث نوء عظيم : ولا زال نائما ، واذا اضطراب عظيم قد حدث فى البحر: ولا زال نائما ( وكانت الامواج تضرب الى السفينه: ولا زال نائما . مستحيل ان شخص ينام فى مثل هذه الامواج التى تضرب السفينه وتعطيها.
(( وكانوا يمتلئون ماء )) لقد دخل الماء السفينه ، وهو مازال نائما .
(( وصاروا فى خطر ))  ولا زال نائما .  فايقظوه قائلين يامعلم: (( يامعلم ، اما يهمك اننا نهلك ؟ ! )) هل معقول ان نهلك والرب موجود ؟
(( فقام وانتهر الريح ، وقال للبحر اسكت! ابكم!)) المسيح الغى قوانينه التى وضعها هو.
(( فسكنت الريح وصار هدوء عظيم وقال لهم : ما بالكم خائفين ، كيف لا ايمان لكم؟ وقالوا بعضهم لبعض : من هذا فان الريح والبحر ايضا يطيعانه )). مع العلم ان هذه المعجزه اصعب بكثير  من ان يخلق الريح ويخلق البحر.
قلنا ان انجيل هذا اليوم يتجه نحو الكنيسه ، ولو رجعنا للقراءات ، ستحدون ان الكنيسه كانت فى ضيق عظيم ، فقد قاموا على يعقوب اخى الرب وقتلوه ، وهذا الانجيل اشاره سريه لحال الكنيسه فى عبورها محيط العالم بليله الطويل لتلاطمها الامواج وتحدق بها المخاطر من كل جانب وتترصدها اهوال وراء اهوال ، اجيال وراء اجيال ، ثــــــــــم الملاحون فيها تأخذهم المظاهر فيفزعون اذ يرون الغرق قد اطبق عليهم ،  والمسيح كما هو .
فى قصة هذا اليوم نحن نتكلم عن الكنيسه ، وليس عن المركب ، وان كنا سنرجع اليها من حين الى اخر.
قصه اليوم هى قصه مبسطه للغايه لتاريخ الكنيسه واهوال الزمان الذى صدمها وصدمته. كان المسيح نائما على وساده لا توقذه زعازع الدنيا ولا كان اضطراب العالم يقلقه ، ولم يزعجه تهديدات الهلاك الذى احاط بالكنيسيه،.  ولكن فقط همسة صراخ بالاستغاثه ايقظته فى الحال طلب النجده اقامه ودفعه الى المقدمه لينتهر ويصير سلام .
المسيح النائـــــــــــــــــم  
تعبير سرى عميق . نحن سبق وعرفنا مسيح الكلمه ، الخالق  الفعال فى الخليقه ، الذى يقيم الخليقه بالكلمه ، ويضبط حركتها  ويحكم مسيرتها ، الذى الكل يتحرك ويوجد به . عرفنا المسيح الماسك باعنة الكون ، مجراته ونجومه وكواكبه ، الحركه كلها تاتمر به ، ولكن لم نعرف بعد شيئا عن المسيح النائم . مسيح الهدوء هو نائم عندك ، نائم فى مركبك . ليتك تحس به معى اليوم ، لان هذا ما يعوزك . هذا هو المسيح النائم ، مسيح السكون الأبدى الذى انطلقت منه اول حركة الخلق ، وبقي كما هو مسيح السكون ، مسيح الصمت الرهيب . لا تقربه حركة اضطراب ، ولا يدنوا منه قلق ولا يقلقه انزعاج. عندما بدأت الخليقه، بدأت معها الحركه، ومع الحركه بدأ الاضطراب . لان الحركه انبثقت من السكون . السكون اولا والسكون اصل ، ثم الحركه فرع . المسيح هو السكون لا تؤثر فيه افرازات الحركه التى تناطح فينا ، ولكن لا تستطيع ابدا ان تطالـــــه . يبقى المسيح كما كان مركز السلام ورئيسه ، مصدرا للهدوء والراحه. تعالوا الى ياجميع المضطربين والقلقين والمنزعجين ..... تعالوا الى : اهبكم السكون الذى يفوق العقل واعطيكم السلام الذى يفوق كل تصور . امنحكم الراحه التى لا يقربها ضيق  ولا  اضطراب .

الان نعرف سر نومه هادئا على وساده ، انه لا يضطرب ، انه نائم فى مركبك الضعيف بسلطان هدوئه وصمته الذى يفوق العالم وكل اضطراباته . فحينما تضطرب الامور من حولنا، حينما تنقد علينا التجارب  كامواج البحر ، حينما تلطم قاربنا الضعيف وتدخل المياه الى اعماقنا لتكدر صفو حياتنا وتتهدد روحنا بالغرق : فلنا معلم متوسد ايماننا فى المؤخره ، معنا فى ذات القارب ، ويوحى الينا بنومه بالهدوء الذى ينبغى  ان يدخل قلوبنا ولا ينتظر منا الا الاستغاثه. قل ان ضعف ايمانك : انه نائم ولكن مستيقظ ، نائم والهدوء ملء يديه.
نعود للتلاميذ، صرخوا له : ((  اما تبالى اننا نهلك؟!)). والمسيح يقول لهم : كيف تهلكون وانا معكم فى نفس المركب؟! انتم لو هلكتم ساهلك معكم!! لن اترككم تهلكوا ، مستحيل . كيف تهلكون والخلاص معكم فى ذات القارب. هذه مضاده لا يمكن ان تكون .
وهذه القصه مسجله على المسيح كوعد الهى بالنجاه ، كما هى ايضا مسجله لك ولى ايضا .
لقد خدع هذا الاضطراب العظيم التلاميذ ، افزعتهم هذه الظاهره ، اخافتهم هذه الاضطرابات ، افقدتهم الرؤيه ، رأوا  الهلاك ولم يروا المسيح، انشغلوا بالغرق ونسوا انهم مربوطون بطوق النجاه. كيف يأتى الموت من المقدمه والحياه رابضه فى المؤخره؟!!
قال لهم : اين ايمانكم؟ ترجمتها: اين انا منكم.
(( وكان هو فى المؤخره على وساده نائما هذه هى معيار القصه ، ولا بد ان تكون  هى معيار حياتنا فى رحلة العبور عبر المحيط.
صلاة للأب متي المسكين
(( نشكرك يارب،  لانك تعطى شعبك وكنيستك قوى ، كان يتأملها بولس الرسول قائلا :  متقوين بكل قوة المسيح يسوع ، كل قوه .
نحن فى ضعف شديد ولكن هذا لا يخفى عن قلبنا وفكرنا .
نداؤنا اليك انك لا بد ان تقوينا ، لانك وعدت ان قوتك فى الضعف تكمل.
بل لنا ان نفتخر بضعفنا امامك يارب حتى تحل قوتك علينا ، لانه كيف تعطى قوتك للقوى ؟ كيف تعطى حكمتك لحكيم بذاته ؟  او كيف تعطى نعمتك لانسان يشعر انه صاحب نعمه؟
ربنا ، نقف امامك وكاننا لا نملك شيئا ، مع اننا نملكك ونملك كل شئ بك وفيك .
ولكن اجعل هذه رؤيتنا الدائمه التى لا تفارقنا اننا لا شئ ولا نملك شيئا ، مائتين بالحق،
وان كنا نحيا فيك انت وحدك نحيا وبروحك القدوس نحيا،
نحن محسوبون كقذر العالم ووسخ كل شئ ، هذا هو فخرنا ، لاننا بذلك نستطيع ان نلمح ولو من بعيد ذلك الاكليل الذى اعد لنا فى اليوم الاخير .
زدنا ايمانا لكى نستزيد عطية الروح القدس فى هذه الايام ، سنعيش لك وسيكون فرحنا الوحيد بك ، وسيكون امامنا وجاؤنا  الوحيد هو انت ، ويكفينا هذا.))
من كتاب عظات مختارة علي أناجيل القداسات لصوم يونان والصوم الكبير لمثلث الرحمات القمص متي المسكين
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :