كتب – روماني صبري
شهدت مصر في مثل هذا اليوم 27 فبراير من العام الماضي 2019، حادثا بشعا بمحطة مصر، جعل الحزن والمرارة يسكنان قلوب المصريين والملايين في كل بقاع العالم، وذلك بعد أن اصطدم جرار قطار من المحطة برصيف 6 نتيجة إهمال السائق، ما تسبب في انفجار خزان الوقود في القاطرة، ليسفر ذلك عن وقوع العشرات من القتلى والمصابين.
أجساد مشتعلة وأشلاء متناثرة
وبينت الكاميرات معاناة المصريين بعد أن اندلعت بهم النيران التي نتجت عن الاصطدام وصراخهم وذرعهم محيط المكان طولا وعرضا من اجل إطفائهم ، وكذا تناثر أشلاء الضحايا وقيام رجال الحماية المدنية والأمن بجمع الأشلاء من المكان، وفحص الجرار المنفجر من قبل رجال المعمل الجنائي.
الحصيلة الأولى للقتلى والمصابين
قامت قوات الأمن بفرض كردونا أمنيا حول موقع الحادث وأخلت المحطة من الركاب، ونفذ وزير النقل الأسبق، الدكتور هشام عرفات، مع قيادات السكة الحديد، ومحافظ القاهرة، اللواء خالد عبد العال، والمهندس أشرف رسلان، رئيس هيئة السكة الحديد، ونواب لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، جولة تفقدية لمحطة مصر، لمتابعة الحادث، وتم الاستعانة بـ 20 سيارة إسعاف و20 سيارة إطفاء لإخماد الحريق الضخم، وكشفت وزارة الصحة وقتها الحصيلة الأولى للقتلى والمصابين وبلغت 24 قتيلا، و50 مصاب، وشرعت قامت قوات الأمن بإخلاء مباني محطة مصر بالكامل، وأعلنت الحكومة وقف الحركة داخل المحطة حتى إخماد الحريق.
وليد مرضي الشجاع
ورغم بشاعة الحادث إلا انه لم يخلو من القصص الإنسانية والبطولية، حيث سجلت كاميرات المراقبة الدور البطولي الذي قام به وليد مرضي، احد العاملين في الشركة الوطنية لعربات النقل، وهو يقوم بإطفاء الناس الذين اندلعت في أجسادهم النيران ، عقب اصطدام القاطرة بالرصيف ، ما جعل احدهم يحضنه بعدما نجح في إطفاءه ، كما تمكن كل من محمد عبد الرحمن ، ومحمد ذئب ، من عمال الأكشاك بالمحطة من إطفاء عدد كبير من المواطنين ، بواسطة جراكن المياه التي كانت معهم بالأكشاك.
قصص ضحايا تفطر القلب
وحصد الحادث روح كل من نادية صبور، رئيس سابق نادي روتاري صن رايز، ووسام حنفي، رئيس نادي روتاري جولدن رايدرز، اللتين كانتا عائدتين من أسوان بعد مشاركتهما في افتتاح مستشفى روتاري مصر العائم في أسوان، ووزعتا كراسي متحركة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة .
وروى سامح رشدي ، بائع بالمكتبة القريبة من موقع الحادث :" اكتر مشهد مؤلم شفته في الحادث هو سيدة النيران كلت شكلها مبقاش فيها رموش حتى .. فضلت تقول موتوني مش عايزة أعيش ، وفضلت تستغيث بالموجودين وتقولهم عندي ولد وبنت أطفال أرجوكم دوروا عليهم"، أما الطفلة "راوية"، البالغة من العمر 6 أعوام ، فكانت برفقة جدتها وقت وقوع الحادث، للعودة إلى منزلهما في محافظة الشرقية، فأظهرتها تسجيلات الكاميرات والنيران تلتهم ملابسها، وفي مقطع فيديو ثان ظهرت الطفلة وهي تذرف الدمع قائلة :"عايزة تيتة ."
مجلس الوزراء يقبل استقالة عرفات
وقبل مجلس الوزراء استقالة وزير النقل هشام عرفات بعد ساعات من الحادث، واصدر رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ، بيانا قال فيه :": إن الحكومة وجهت بضرورة تشكيل لجنة فنية على أعلى درجة بجانب التحقيقات التي ستجريها النيابة، بهدف تحديد المسؤول ومحاسبة أي مخطئ حساب عسير.
ودفعت الحكومة 80 ألف جنيه (حوالي 4000 دولار أمريكي) لكل حالة وفاة أو عجز كلي، وصرفت 25 ألف جنيه لكل مصاب.
رسالة السيسي للمصريين
وبعث الرئيس عبد الفتاح السيسي، التعازي لأسر ضحايا حادث محطة مصر، متمنيا للمصابين خالص الشفاء، وأعلن قبل انطلاق المؤتمر الصحفي مع نظيره الألباني بقصر الاتحادية: كلفت للحكومة بالتوجه على الفور إلى موقع الحادث ومحاسبة المتسببين فيه، بعد إجراء التحقيقات اللازم ورعاية المصابين".