كثيرا ما تتردد أقاويل حول تعنت الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك مع الإعلام، وأنه كان عصرا ديكتاتوريا لا يوجد فيه صوت للمعارضة، وأن من يعارض كان مصيره السجن أو عدم الظهور على الشاشة من جديد، لكن الإعلامية منى الحسينى كان لها رأى آخر، حيث كشفت عن كيف كان يتعامل الرئيس مبارك مع الإعلام المعارض، خاصة لو كان إيجابيا.
«الله يرحمه إذا كان الشعب افتقده رئيسا فأنا افتقدته أبا» بتلك الكلمات أعربت الإعلامية منى الحسينى عن حزنها على رحيل الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك.
وأضافت: «لا تتخيلين مدى حزنى الشديد على رحيله، ولم أعرف أى رئيس قبله فمنذ أن فتحت عينى على هذه الدنيا وجدته رئيسا أمامي، وكنت مرتبطة به للغاية كرئيس دولة، وأعتز به للغاية على المستوى الشخصى انتماءً وولاءً، أما فترة حكم الإخوان المتأسلمين فهى أسوأ فترة عاشتها مصر، وكنت أشعر بأن البلد سرقت، وأكبر صدمة عشتها في حياتى يوم تولى الإخوان الحكم، وأول مرة في حياتى أجرب اللطم على الوجه، فلطمت بانهيار وقتها».
وأشارت إلى أنها عندما خاضت الحياة العملية قدمت الكثير من البرامج السياسية للرأى والرأى الآخر والمعارضة الإيجابية، وأنه تحدث معها عدة مرات في الهاتف وكانت مفاجأة كبيرة لها وقت ذاك، حيث اتصل بها في إحدى المرات وقال: «أنا حسنى مبارك يا منى».
وتابعت: عندما هاجمت المحامى منتصر الزيات في أديس أبابا على الشاشة آنذاك وقلت له كيف تكون محاميًا لهم، وهم يريدون اغتيال رئيس بلدك؟ ومن لم ليس له كبير يشترى له كبير، اتصل على مبارك وقال لى «ألف شكر يا مني».
أما المرة الثانية التى اتصل بى فيها مبارك، فتتعلق بلقائى مع وزير الإسكان عندما هاجمته على توزيع الأراضى بالمحبة وأن إجراء قرعة يكون مجرد شكل، فأشاد مبارك بي، وقال: «أتمنى أن كل الإعلاميين يسيرون على خطى منى الحسيني، وهذا النوع من المعارضة واجب على الإعلامى أن يكون بهذا الشكل، وعاود الاتصال بى وأشاد بما فعلته، وكان آخر اتصال بيننا، عندما افتتحت قناة العاصمة الفضائية، حيث تحدث معى على الهاتف، وشجعنى وأشاد بى وبالتجربة الجديدة التى أخوضها».
وأضافت: «أنا تعرضت لحروب شديدة للغاية من النظام السابق، ومنهم رجل أعمال في عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ولا أريد أن أذكر وأيضا لأنه توفى، وهو كان يدعى القوة، لكنه في الحقيقة كان عكس ذلك تمامًا، وبعدما عرضت ملفه بالكامل في برنامجى، وأكدت أنه استولى على العديد من أراضى الدولة، وقام ببيعها لأكثر من شخصية سياسية وأشخاص من الحزب الوطنى، وبعدها تعرضت بالفعل لعديد من محاولات التهديد والرعب والابتزاز، وعندما قدمت برنامج «نأسف للإزعاج» على قناة «دريم»، كان يسلط الضوء على نظام مبارك كله ويهاجمه، وكان الرئيس محمد حسنى مبارك معجبا ببرنامجى للغاية ويشاهده بشكل دائم، لأنه كان يريد أن يعرف الفساد وصل إلى أين، وطلب منى آنذاك أن أستمر في فتح تلك الملفات، رغم أننى كنت أهاجم نظامه وقال مبارك في أحد حواراته أتمنى أن تكون كل البرامج بمصداقية منى الحسينى، ولهذا فإن رجال نظام مبارك كانوا يخافون منى، وهددونى بالقتل وأولادى، وفوجئت بأن أحدهم رفع ٨ قضايا ضدي، وأرسل لى أشخاصا بأن أتنازل ضده، ولكنى رفضت، وكانت بينى وبينه المحاكم والقضاء لمدة طويلة، ولم أحصل على حكم البراءة إلا بعد عام واحد، والحمد لله على كل ما حدث، ولكن أريد أن أقول إن قضية الأراضى المنهوبة قضيتي، وإذا لم أستكملها في برنامج تليفزيوني، فأنا أعلنها صراحة إنى معى مستندات، ولن أسكت ولن أحنى رقبتى في التراب».