بعد حياة صاخبة إعلاميا لعدة عقود حيث شغل المنصب الأرقى في البلاد، وسكن قصورها، سطر فيها صفحات عدة بالتاريخ ستظل حية رغم وفاته أول أمس، شيع جثمان الرئيس الأسبق الراحل محمد حسني مبارك إلى مثواه الأخير، قبل ساعات، في جنازة عسكرية ضخمة، بحضور أعداد كبيرة من المواطنين شكلوا حلقة كبيرة لتوديعه بحب.
ودع محبي وأسرة مبارك، الراحل بدفنه في مقابر الأسرة بمنطقة مصر الجديدة، التي باتت الأشهر حاليا، بعد أن تحولت أعين العالم أجمع إليها، وتحديدا شارع "الدكتور عبدالعظيم وزير" الذي يحتضن مقابر "آل مبارك"، و"آل ثابت".
منذ 17 ديسمبر 2015، يحمل ذلك الشارع الذي يقع خلف دار الدفاع الجوى والمتعامد على شارع النزهة، اسم عبدالعظيم وزير، حيث إنه تم بقرار من محافظ القاهرة حينها الدكتور جلال مصطفى سعيد، بتغيير أسماء بعض الشوارع، من بينهم ذلك الشارع تقديرا لدور الراحل في البلاد.
من هو الدكتور عبدالعظيم وزير؟
وجاء ذلك القرار بعد حوالي 7 أشهر من وفاة "وزير"، فى العاصمة الفرنسية باريس بعد خضوعه لعملية قلب مفتوح، حيث شغل عدة مناصب بارزة آخرها توليه لمحافظة القاهرة، من 2005 إلى 2011، وله بصمات واضحة وأفكار للارتقاء بعاصمة البلاد.
وولد الدكتور عبدالعظيم وزير، في عام ١٩٤٥، بمحافظة بني سويف، حيث حصل على شهادة كلية الحقوق لجامعة عين شمس، عام 1966، ثم الدراسات العليا بالقانون العام في 1967 ، وحاز درجة الدكتوراة في القانون الجنائي من جامعة المنصورة عام 1979 .
ووفقا لسيرته الذاتية، انتخب عضوا بمجلس إدارة المعهد الدولي العالي للعلوم الجنائية بصقلية بإيطاليا في ديسمبر 1992 لمدة 12 عاما، كما كان عضوا في مجلس تحرير المجلة الدولية لقانون العقوبات، بالبرازيل في سبتمبر1994، وعضوا في المجلس الأستشارى الدولي لمنع الجريمة بإيطاليا، وانتخب أمينا عاما مساعدا في الجمعية الدولية لقانون العقوبات للمنطقة العربية والأفريقية في أكتوبر 1989 بالنمسا، وعضو مجلس إدارة فى الجمعية المصرية للقانون الجنائى.
له العديد من المؤلفات، أبرزها "دور القضاء في تنفيذ الجزاءات الجنائية - دراسة مقارنة"، و"الشروط المفترضة في الجريمة - دراسة تحليلية تأصيلية" الذي نال عنه جائزة الدولة التشجيعية في القانون الجنائي لعام 1983، فضلا عن أبحاث في القانون الجنائي باللغات العربية والفرنسية.
كما تولي منصب عميد كلية حقوق المنصورة، ثم أصبح محافظا لدمياط ثم محافظة القاهرة، وحاز على العديد من الجوائز أبرزها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1986، قبل وفاته في مايو 2015 بباريس.