بقلم: يوسف سيدهم
رحل عن دنيانا, الثلاثاء الماضي, رئيس مصر الأسبق حسي مبارك وودعته مصر في جنازة رسمية مهيبة تليق بأصالتها وبما قدمه لها من عطاء وإخلاص وبذل سواء أثناء انتمائه لقواتها الجوية التي تولي قيادتها في معركة أكتوبر 1973 أو أثناء شغله منصب نائب الرئيس السادات أو أثناء جلوسه علي مقعد رئيس الجمهورية من 1981 حتي تنحيه عن السلطة انصياعا لإرادة المصريين في انتفاضتهم عام 2011.
وسوف تذكر مصر لحسني مبارك -مثله مثل من سبقوه في منصب رئيس الجمهورية- ما له وما عليه بكل موضوعية وتجرد ووفاء لأن التاريخ الإنساني لا يعرف ملائكة أو شياطين, إنما يسجل بأمانة لكل شخص إيجابياته وسلبياته… لكني أقف عند موقف أخير أحسبه لحسني مبارك وهو أنه عندما حانت ساعة رحيله عن السلطة بعد نحو ثلاثين عاما لم يحاول أن يهرب من الحساب ولم يهرع إلي طائرة تحمله إلي بلد خارج مصر تمنحه الملاذ والأمان.. إنما مكث في بلده ومثل أمام مسارات الحساب والمساءلة شعبيا وإعلاميا وقضائيا حتي حانت ساعة رحيله ليلقي ربه وتودعه بلده.
ووطني إذ تفرد في هذا العدد مساحات خاصة برصد وتسجيل سيرة حسني مبارك وإنجازاته ونجاحاته وإخفاقاته, تتقدم بخالص العزاء لأسرته الصغيرة: السيدة الفاضلة قرينته ونجليه علاء وجمال, سائلة الرب أن يتغمده بوافر رحمته.