د. مينا ملاك عازر
أذكر حينما كان العالم مهدد بفيروس أنفلونزا الخنازير ومن قبله أنفلونزا الطيور جلست مع أحدهم وأكد لي بكل الطرق الممكنة والغير ممكنة العقلانية وغيرها، بأنه لا يوجد هذا الفايروس، وأنه لن يدخل مصر، وأنه وأنه واتهم الحكومة أنها تضحك علينا وتعلل بأمور كثيرة يتهم فيها الحكومة بالتواطؤ علينا.
والآن والحكومة تنفي وجود فيروس كورونا في مصر، يقسم الشعب المصري كله أو أغلبه بأن الفيروس موجود وفتاك وهناك وفيات والحكومة بتداري، ويسألها طب ليه تداري؟ كده والحكومة تحلف لهم ميت أمين إنها ما تعرفش ميرفت أمين، والشعب أبداً، والكوميكس نازلة وطالعة تريقة على الحكومة، وطلعوها أنها بتكذب، إن فرنسا وكندا نفسيهما الدولتين اللي قالتا أن فيه مرضى بالفيروس أتوا به من مصر واسترجعوا لبس الكمامة من وزيرة الصحة وهي بالمناسبة كانت تعمل في قسم مكافحة العدوى بإحدى المستشفيات الهامة في مصر قبل توليها المنصب، المهم الشعب المصري لا يصدق حكومته.
تسألني حضرتك، وأنت داخل من البلكونة بعد ما شربت السيجارة، رأيك إيه في فايروس كورونا؟ ولا لا أقول لك فيه حالات في مصر أقول لك مش عارف، لكني على العموم لا أصدق الحكومات المصرية منذ انتهاء الملكية وحتى لحظتنا، فهم يتنفسون كذباً ويكذبون كما يتنفسون.
اتهامي للحكومة الحالية بالكذب ومن زمن جميع الحكومات التي مرت على مصر ليس لثقتي بأن هناك مرضى وموتى في مصر بسبب الفيروس يعوذ بالله بل لانهم يعدوننا بالرخاء فيسترخي الطبقة العليا التي هم منها، ويعملون لها، ونطحن نحن، وهكذا دأبوا منذ زمن بعيد يكذبون، لذا أن سر عدم ثقتي في حكومتنا اعتيادهم الكذب، وسر راحتي النسبية أن الموضوع فيه منظمة الصحة العالمية، وهم لا يستطيعون الكذب من الآخر، منظمة الصحة العالمية وبياناتها وتواجدها في الموضوع في مصر، وانفتاح السماوات والبيانات التي تصدرها أمثال فرنسا وكندا، وإمكانية تقصي الموضوع وتتبعه ومكافحته هم سر استراحتي قليلاً.
كما أنني أفهم تماماً أن جروبات الواتساب بتاعة ال mammis في المدارس الدولية في مصر مصدر عظيم للشائعات، كما أنه يتعاملون مع فئات تحب أن تصدق البلاء والخطر، وتهول مما لا يستحق التهويل، وتهون مما لا يستحق التهوين، وماشيين بكتالوج غريب وعجيب لنفسهم، تقودهم غريزة حب البقاء والإحساس بالخطر اللي على مزاجهم تنشط وتخمل حسب مزاجهم نحو ولادهم، يعني لو الموضوع محتاج تعب منهم ينفون الخطر، لأنهم عايزين يرتاحوا، ولو مش بإيديهم يقلقوا عشان يهربوا من مسؤوليات بيوتهم، ويفتعلوا موضوع يشغلوا بيه أزواجهم ويملوا وقت فراغهم.
المختصر المفيد الضمان الوحيد بعد الله منظمة الصحة العالمية، وربنا يستر لأننا عندنا وزيرة كانت تعمل بقسم مكافحة العدوى مش بتعرف تلبس الكمامة!