- "محمد زاهر" لـ"مصر تريد": الأقباط وطنيون من الدرجة الأولى ولا يجوز تهميشهم، و"ممدوح رمزي": القضاء مخترق بأصحاب الفكر الوهابي
- الشئون الاجتماعية بـ"الإسكندرية" ترفض مسمَّى "حقوق الإنسان" لجمعية أهلية
- وعجبي على الحب
- نشطاء أقباط يعرضون مآسي اختطاف الفتيات القبطيات بـ"سويسرا"
- استئناف نظر قضية "أبوقرقاص" الطائفية غدًا بـ"بني سويف"
نساء عراقيات يجتهدن لتعلم القراءة والكتابة ويطالبن بالدعم
تكافح الكثير من النساء في العراق من أجل تعلم القراءة والكتابة والتخلص من الامية التي لازمتهن لسنوات طويلة، في وقت يشهد فيه هذا البلد ارتفاعا متزايدا في نسبة الأمية، ووصل عدد الأشخاص الأميين إلى ستة ملايين شخص.
في الوقت الذي أكدت فيه وزارة التربية العراقية هذا الأسبوع ان نسبة الأميين في العراق وصلت الى ستة ملايين أمي، مشيرة الى ان بغداد تتصدر المحافظات بنسبة 2.5 مليون أمي ومن ثم السليمانية وذي قار ، فان أخصائيين ينتقدون الاكتفاء بالإحصاءات والبيانات ، من دون وضع الخطط موضع التطبيق لمكافحة الظاهرة.
ورغم وجود مراكز مفتوحة تابعة لمديريات التربية العامة، فان هذه المراكز تجسد إمكانية ودعم متواضعين أمام العدد الهائل للاميين في العراق .
بين الفتيان والشباب
المشرف التربوي المتقاعد أمين حسن ( 67 سنة ) يرى ان الخطر الداهم الذي يميز العراق عن سواه ، أن الأمية ليست منتشرة بين كبار السن فحسب ، حيث تشترك اغلب المجتمعات في هذه الظاهرة ، لكنها منتشرة بين الفتيان والشباب ممن لم تسعفهم الظروف في الدخول إلى المدرسة .
احمد شكري ( 16 سنة ) يبيع السجائر بين السيارات المتوقفة في الطرقات ، يجهل القراءة والكتابة تماما وقد تبددت أحلامه في الدخول الى المدرسة مع تقدمه في العمر واعتماد عائلته عليه في توفير لقمة العيش.
يقول شكري انه منذ كان صغيرا تعود على البيع في الشوارع حيث تنقل بين عدة أعمال منها العمل في كراجات تصليح السيارات ثم في معامل الطابوق . و يدخن احمد ، على رغم عمره الصغير ، حيث يستهلك علبة سجائر يوميا .
محو الأمية
ومنذ السبعينات كانت هناك جهود حكومية لجعل العراق بلدا بلا أمية ، ونجحت الجهات ذات العلاقة وقتها في التقليل من أعداد الأميين وفق برنامج ( محو الأمية ) الذي كان خطة طموحة أتت ثمارها وقتها . لكن الانتكاسة حدثت منذ الثمانينيات حين اندلعت( 1980 – 1988 )، وخلال فترة الحصار الاقتصادي والحروب والأزمات التي عاشها العراق والتي خلقت نحو 6 ملايين أمي في العراق، وأكثر من 2.5 مليون أمي في محافظة بغداد.
ويعرف الأمي على أنه الشخص الذي تجاوز سن الطفولة من دون أن يتقن القراءة والكتابة والعمليات الحسابية الأربع. لكن هذا التعريف يتجاوز معناه في العراق ، اذ ان نسبة الأمية بين الفتيان والشباب في العراق تجاوزت الحدود المعقولة .
امرأة مكافحة
كريمة حسن ( 50 سنة ) هي امرأة مكافحة . فقبل نحو ثمان سنوات كانت امرأة أمية ، لكنها تمكنت بمساعدة بناتها الطالبات في الجامعة من تعلم القراءة والكتابة . وتقول كريمة أنها تقرأ اليوم القران وتطالع الصحف .
وكانت كريمة قد هاجرت من محافظة ديالى (57 كم شمال بغداد) الى بابل (100 كم جنوب بغداد) بسبب النزاعات المسلحة عام 2005 لكن ذلك لم يحل دون إصرارها على التعلم . وتسعى كريمة التي فقدت زوجها عام 2005 في معركة مسلحة على أطراف ديالى مع عدد من الأرامل الى مخاطبة الجهات المعنية بغية الحصول على دعم لتأسيس مركز لمحو الأمية بعدما وجدت حماسا لدى الكثير من النساء لتعلم القراءة والكتابة .
ويشترك العراق مع الكثير من الدول العربية في ظاهرة الامية ، وبحسب إحصاءات حول وضع الأمية فى العالم العربي فان هناك ما يقرب من ستين مليون أمى منهم 60% من الإناث.
شعب فتي
ويقول المشرف التربوي بكر جابر ان ما يميز العراق هو إن شعبه فتي ، لكن مقابل ذلك فان نسبة كبيرة من الأميين توجد بين أبنائه من صغار السن .
ويشير الباحث التربوي سمير حسن الى ان العراق يخسر اقتصاديا وبشريا من جراء الحجم الكبير لانتشار الأمية .
ويعترف عصام جاسم ( 30 سنة ) ويعمل في النجارة ، ان جهله لفك الحرف جعله إنسانا يائسا . وكان جاسم يتمنى ان يدخل المدرسة لكن قضائه لطفولته في منطقة نائية في ريف محافظة بابل ومن ثم انتقاله مع عائلته بين عدة مدن كسبا للقمة العيش ، اضاع عليه فرصة الدخول الى المدرسة .
ويقول جاسم ان جهله للقراءة والكتابة ادخله في مواقف حرجة وصعبة منها اعتماده على الآخرين في قراءة المعلومات الخاصة بتناول الدواء مثلا او قراءة رسالة معينة .
إلزامية التعليم
لكن الباحث حسن يرى ان سلبيات الأمية لا تقتصر على ذلك بل ان الأمي يعكس جهله على أطفاله وعلى سلوكياته في إنجاز الواجبات الأسرية ..
ويعتقد حسن ان من الأفضل في هذه المرحلة تطبيق جدي لإلزامية التعليم ومعاقبة الوالدين الذين يمنعان أطفالهما من دخول المدارس . ويرى حسن ان إقرار مجلس النواب العام الماضي لقانون محو الأمية لن يجد له تطبيقا على ارض الواقع في ظل غياب الأجندة والأساليب ورصد الميزانية الكافية لإنجاح محو الأمية .
ويجزم حسن ان القانون سيبقى حبرا على ورق ، بسبب غياب البرامج والخطط التي تجعله مثمرا على ارض الواقع .
وتشير المعلمة المتقاعدة كوثر الحجي والتي عملت في برنامج محو الأمية في السبعينات الى ان النسبة الأكبر للامية كانت تتركز بصور خاصة بين المسحوقين والمهمشين وبين ابناء الريف لكنها اليوم تنتشر على نطاق أوسع في المدن وتشمل الكثير من الطبقات الاجتماعية حتى الغنية منها .
وترجع الحجي بعضا من اسباب ذلك الى فترة الحصار الاقتصادي في العراق حيث اغفل الناس الاهتمام بالمدرسة كسبا للقمة العيش ، خصوصا وان بعض الأسر ترى ان التعلم هو رديف الحصول على شهادة التي لم تكن ذات قيمة في تلك الفترة . وتقول : يجب ترشيد الوعي بين الناس في ان التعلم لا يعني الشهادة فقط بل يعني مهارة القراءة والكتابة بغية مواجهة المشاكل بسهولة ويسر ، وان محو الامية حاجة اجتماعية وفكرية قبل ان تكون وسيلة للحصول على الشهادة .
وماجد فضل العامل في منظمات المجتمع المدني في العراق ، يثني على برنامج الأمم المتحدة لمحو الأمية (2003-2012) الذي أطلقته يونسكو .
ويقول ان هذه المشروع يهدف الى تخفيض نسبة الأمية الى النصف بحلول عام 2012 ، لكنه يشير الى الصعوبات التي تكتنف المشروع منها غياب الوعي لدى كثيرين بضرورة محو الامية ، كما ان المشروع يحتاج الى تعاون الجميع لإنجاحه وليس الجهات ذات العلاقة المباشرة .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :