سليمان شفيق
"غسيل الاشخاص وتسليع المناصب
المشهد يشوبه الخطأ ولكن هناك فرق بين الخطأ والخطيئة
والمصالح لن تتحول إلي مبادئ
لكننا نعيش زمن غسيل الأشخاص
وإعادة إنتاج نخب"
منذ ايام كتبت علي صفحتي بالفيس هذا البوست ، وانا اتأمل حالتنا ، ومحاولات كل طرف ان يثبت للاخر ان وجهة نظرة هي الصحيحة ، وكان حادث موت الرئيس الاسبق المخلوع مبارك'> محمد جسني مبارك عنوان مهم لخطابات نخب فيسبكيية ، وبالطبع المصريين يحترمون الموت ، واغلبهم يترحم علي العدو والصديق ، ولكن الرسائل المغلوطة كانت كثيرة ، واخطرها "تسيس" الموت ، ولم يتوقف تسيس موت مبارك علي معارضية بل كان الاوضح في تسيس الحدث واستغلالة مؤيدي مبارك واصحاب المصالح الذين بادروا واعلنوا شعارات مثل "نكسة يناير" عن ثورة 25 يناير ، وحاولوا ارجاع التاريخ الي ما قبل 24 يناير 2011 ، وقرات بعناية اغلب ما كتب في هذا السياق ، وبعيدا عن تقييم الرئيس المخلوع رحمة الله علية ، فأن الدستور المصري يعتبر 25 يناير ثورة ، وبالتأكيد شرعية الحكم الحالي مرتبطة بثورة 25 يناير ، ولكن اصحاب المصالح يتخطون الدستور ، ويقفزون علي التاريخ .
ايضا قام الرئيس عبد الفتاح السيسي مشكورا بالعفو عن الحكم الذي كان يحرم عمل جنازة عسكرية للرئيس ، والسيسي رجل عسكري اصيل وسبق له ان كرم كل العسكريين الذين سبقوة وادوا بطولات للوطن من محمد نجيب ويوسف صديق وحتي الشاذلي وسمي بأسم المشير حسين طنطاوي طريق ومسجد وافرج عن الفريق سامي عنان ، احتراما للعسكرية المصرية والجيش علي عكس الراحل مبارك الذي لم يفعل ذلك مع البطل سعد الدين الشاذلي .
لم يكن مافعلة الرئيس السيسي يحسب لمبارك السياسي بل مبارك العسكري ، ولكن اصحاب المصالح هللوا وكأن الدولة تناقض نفسها ، كثيرين لايدركون ان اغلب حالة الحزن التي حدثت تحمل رسائل سلبية للنظام الحالي ، وكأنهم يقولون :" كانت أيام " ، واعتقد هذا هو حال المصريين تجاة الماضي دائما ، اما عن الجنازة للفقيد فلم تحدث جنازات شعبية في تاريخ مصر اعظم من جنازة مصطفي النحاس 1965 والتي حدثت رغم ان حكم الوفد كان قد انتهي منذ 1950 وخرج خلفة الالاف وقبض علي البعض منهم ، وكذلك جنازة الرئيس جمال عبد الناصر 1970 وخرجت بشكل تلقائي خلفة الملايين .
رحم الله رؤساء مصر عبد الناصر والسادات ومبارك ، ولكن لايجب تسيس الموت والتاريخ لن يعود للخلف .