حمدي رزق
«لا أدرى كَيف ترعرع فى وادينا الطَيب هذا القدر من السَفلة والأوغاد». (من حكم صلاح عبدالصبور).
وآخرتها إهانة الشعب، منكم لله يا بعدا، كيف سوّلت لكم أنفسكم أن تهزأوا وتسخروا وتتمسخروا، تترون فى الوحل، وتنصّبون أنفسكم قيّمين على شعب علّم الأقدمين، من ولاك عليهم أنت وهو وهى؟!.
تعمل فيها واعى وفاهم ومثقف، تعمل فيها ثورى نورى ومسيّس، اعمل عمايلك، اعمل ما بدا لك، ولكن كله إلا الإهانة، هذا شعب كريم العنصرين يا عديم الأصل، هذا شعب فاهم وواع ومسيّس ومثقف، الأمى فيهم يعرف أكثر منك، ويفهم أكثر منك، ومخلص لوطنه بمسافة عنك، حصّلت إهانة الشعب، قبر يلم العفش.
مجرور الصرف الصحى الذى أغرق الصفحات والحوائط الإلكترونية على خلفية تشييع الشعب المصرى الكريم لجثمان مبارك، من فعل أغوات الأغا التركى، من كانوا ولا يزالون يختانون أنفسهم فى المضاجع الإخوانية، يحنون لتقبيل الأيادى بين قدمى المرشد.
من يظنون بالمصريين السوء، يتخيلون أن المصريين على شاكلتهم، المصريون لا يقبلون الأيدى حبًا وطمعًا، لسنا هررة فى حجر المرشد، ولسنا عبيد السمع والطاعة، وقلنا لمرشدهم يومًا لا سمعًا ولا طاعة، وأسقطناه وملأه من فوق المقطم فى يوم مشهود عليه شهود.
طبيعى أن يتجاوز الإخوان، وتجاوزوا كثيرًا فى حق هذا الشعب، بينا وبينهم ثار، ولكن الشاذ الآن أن تجرى إهانة الشعب على ألسنة الشواذ ممن يتحدثون زيفًا وزورًا وبهتانًا باسم الشعب.. للأسف دماء مالحة ووشوش كالحة تطل علينا هازئة من أقبية مسحورة، للأسف طالت ألسنة عقورة واستطالت على الشعب الطيب لأنه عبر عن مكنونه الإنسانى وموروثه الحضارى وهو يودع رئيسه لثلاثة عقود.
الشعب يزدريكم، ويأنِفَ عمالتكم وخيانتكم، وضبطكم مرارًا وأنتم تختانون أنفسكم فى المضاجع الإخوانية، إذا كان هناك عيب وحيد فى هذا الشعب أنه يغفر كثيرًا، وغفر كثيرًا، وتسامح وصبر طويلًا، وطوّل باله على هؤلاء الأوغاد.
الشعب المصرى لمن خبر معدنه الأصيل، شعب أصيل، من الأصالة، شعب يعرف العيبة ويحترم الشيبة، يميز الطيب من الخبيث، ويحب الحب فى أهله، ويأنف الكذابين، ويلفظ المتجبرين، وأسقط فرعون عن عرشه، وأطاح بالجماعة بنفخة من روحه، ولا يزال قابضًا على جمر الوطن، صابرًا محتسبًا.
شعب يضرب الأمثال جميعًا، نموذج ومثال، شعب طيب وجدع وكريم ويسيئه اللئيم، شعب مفطور على الصبر، يضحك من جوّه قلبه وملء شدقيه، ويسخر حتى من ألمه، من قهره وجلاديه، وما الشعب بغافل عنكم لكن يمهلكم إلى حين..
نقلا عن المصرى اليوم