الأب الدكتور أثناسيوس حنين
ألهمنى الفنان أحمد سعد فى فيلم " اللنبى" وهو ظابط تقليد كان قد حل محل ظابط أخر مات فى حادث وتمت عملية زرع مخ أو دماغ جديد لكى يقوم بعمل العقيد مدير السجن ولكنه يحمل ثقافة أولاد البلد ولا يعلم شيئا عن ثقافة النشطاء بل هو خبير فى تعاطى المنشطات !. جأء يوما لزيارة السجن لجنة من حقوق الانسان لتفتش على سلامة معاملة المساجين حسب القواعد الدولية ! سيادة العقيد كان لسة ضارب حجرين ’ حينما دعاه حضرة الصول الى القاء كلمة قال كل شئ وكأنه يحيا معنا أزمة اليونان وأوروبا اليوم أمام الغزو الأدمى مرة والغير الأدمى مرات والأتى من الشرق والذ ى لا علاقة له بشرعة الدول ومنظمات حقوق الانسان والنظام العالمى سواء أكان جديدا أم قديما .
يذكرنا بالغزوات القديمة يوم كان الانسان بدويا يسير فى البيداء وحده .لقد ولى عصر الغزوات الهمجية أيا كانت مسمياتها أو نوايا من يقف أو مبرراتها الحقودة ممن ورائها من نشطاء المنشطات الدوليين. أنها فعلا سياسة "حموم الانسان " فى مياه بحر ايجة وعلى الشواطئ اليونانية فى مشهد تدمى له القلوب من ناحية لأنهم بشر مثلنا خلقهم الله على صورته ومثاله ’ ومن الناحية الأخرى تبعث على التساؤل :هل القضية برمتها هى فعلا قضية حقوق انسان أم "سبوبة" كما يرى مسلسل " الزئبق" ؟ تدوالت الصحف ومواقع التواصل فى بلادنا وغيرها فى الأونة الأخيرة تعبير "النشطاء" وهم أناس تثقلت ضمائرهم بالغيرة على مصير الناس سواء فى بقعة محددة من العالم أو على مستوى كونى ! وأن يدافعوا عن مصير أناس لا يعرفون هم مصيرهم سوى اللقمة والهدمة والفرشة ويدعوا بالصحة لمن يحكمهم ! لدرجة لجؤ نشطاء المنشطات وفياجرا المتاجرة بمصير الناس أنهم كانوا يستوظفون مترجمين لكل فئة تعلمهم وتحفظهم و تترجم لهم ما يجب أن يقولوه أمام البوليس اليونانى!
كذبا بالطبع أو مبالغة !هذا حدث فى اليونان منذ زمن ليس بقليل وأزمة الجزر ليست جديدة بل قديمة وقد خربت ظاهرة الغزو العشوائى السياحة فى الجزر والتى ينتظرها اليونانى الشاطر والاجنبى الذكى لمونة السنة كلها .وظلت الحكومة مترددة فى البحث عن مأرب هؤلاء النشطاء والحقوقيين الى أن أتت رياح وأمواج المتوسط هيكان الرئيس التركى بما لا تشتهيه سفن الانقاذ الفخمة التى يستخدمها النشطاء ليلا ويهيئونها لاستقبال من يأتون من الفقراء الذين دفعوا تحويشة العمر من فقراء العالم الثالث كما يقولونها تأدبا . أثبتت التحقيقات المبدئية ونشرته وسائل الاعلام اليونانية بأن هذا الصمت الحكومى اليونانى وكل أجهزة مخابراته وأمنه لك يكن صمت الجهلاء بل ترقب الأذكياء للعثور على الدلائل ’ ولأن هذه البلاد يحميها القانون فهى لا تلقى الاتهامات على عواهنها بل تحقق وتبحث وتتحقق ’ الى أن اكتشفت الجهات البحثية اليونانية ’ وهذا انجاز كبير حتى لو تأخر كما قال كبار الصحفيين والسياسيين من داخل الحكومة أو من المعارضين . أثبتت التحقيقات ’ نقول ’ بأن " النشطاء " لحماية حقوق الانسان ’ لم يكونوا نشطاء ابرياء ’ بل كانوا يتعاطون المنشطات الدولارية واليوريوهية بشراهة يحسدهم عليها غاسلوا أموال العالم !. كانت هناك شبكة كبيرة من المحامين والأطباء النفسيين والنشطاء على الأرض أى من يستعملون سفن الانقاذ السوبر مودرن وأنهم ’ أى النشطاء ’ كانوا يتفقون مع "مهربى البشر " على الساعة التى يقتربون فيها من شواطئ الجزر اليونانية ’وكانت ليلا واليونانيون نيام ثم يقومون باستقبالهم بانوار سفن الانقاذ الصورية مضائة ’ وحينما تقترب مراكب المهجرين عنوة !من الشاطئ وأغلبها من المطاط ’ يقوم المهرب "بخرم" المركب البلاستيك وهنا تحدث المأساة ومسرحية غرق الأبرياء والذين يكون المهربين مع النشطاء قد البسوهم أفخر سترات انقاذ من الماركات العالمية ’ فتهرع شرطة السواحل اليونانية ببرائة شديدة وعدم خبث ’ والتى تتحرك من دوافع انسانية حقيقية فى دولة قانون وحقوق الانسان كل انسان ’ بلا سؤال عن هويات أو أحزنون ’ لتنقذ الناس وتزودهم بالبطاطين والغذاء والتسكين ومن ثم تبدأ فى تسجيل حالات اللجوء والتى هم منها براء ’ ما عدا بعض الذين خرجوا بوعى من مناطق تسودها الحروب الأهلية فعلا.يساعد فى ذلك المحامون والاطباء النفسيون من حاشية النشطاء والذين يتعاطون بسخاء المنشطات الدولارية ’ هذا لا يلغى وغنى عن الذكر بأنه يوجد نشطاء حقيقيون لا يتعاطون الا منشطات الحب المجانى وأطباء شرفاء ومحامون نزهاء ومهاجرون أصلاء يبحثون فعلا ’ لكل مهاجر حقيقى ’ عن غد أفضل فى بلد يأمنون له ويأمن لهم ويخدمونه وأظن أننى وأمثالى كثيرين من ضمن هؤلاء سواء لجأنا سياحة أو دراسة أو أبداعا أو خلافه .هؤلاء مهاجرون حقيقيون منهم أدباء وكتاب ورجال أعمال عمروا البلاد وخدموا العباد وما يزالون بشرف وكرامة وسخاء تكرم المهاجر وترفع رأس اللاجئ .
لقد زار كاتب هذه السطور العشرات من الموقوفين على ذمة طلب لجوء لا يعلمون فحواه وشروطه بل علمهم من هربهم وشحنهم فى مراكب الموت !ومنهم صبيان لا يتعدون العشرين دفعوا تحويشة عمر اهاليهم لعبور بحر "حموم الانسان"ومنهم من قضى غرقا ومنهم من أصابته الأمراض النفسية .هذا كله يفسر ما يقوم به اليوم الرئيس التركى من ضغوظ على الاوربيين ومنهم اليونانيين بورقة المهاجرين ’ وهى لا تمت بصلة للدوافع الانسانية ’ فبعد تصدى الجيش السورى له ’ وتجميد أجرأأت انضمام تركيا للاتحاد الأوربى وانحياز الروس الى جانب السوريين وهبوط شعبيته فى الداخل وهبوط الليرة التركية وتملل ترامب من عنترياته وأخيرا موقف اليونان الصلب هذه المرة ’ جعله فى حيرة من أمره ! أخيرا تركيا دولة كبيرة وغنية وثقافتها اوربية ’ لم تمحها العنتريات الدينية الساقطة ’وتراثها روحى وشعبها ذكى ومتعلم وبيحبوا اليونان واليونانيين وليس لهم أكماع سوى حسن الجيرة والابداع المشترك ’ يشهد لذلك الكم الهائل للمسلسلات التركية على شاشة التليفزيون اليونانى ! ولنا منه أصدقاء ’واذا الشعب التركى ’ كل يوم ’ أراد الحياة فى ظل عائلة أوروبية راقية سيكون لها سندا وغنى ’ فلابد من أن يستجيب القدر رغم أنف كل أردوغان .