كتب - أحمد المختار
لما نحب نوصف حد بأنه متميز في شغله ، بنقول عليه " موهوب " أو " شاطر " أو " ناجح " ، كلها أوصاف إن شخص ما يقوم بالحاجة المطلوبة منه بكفاءة ، بهذه الكلمات فتح الإعلامي " عمرو عبد الحميد " في برنامجه " رأي عام " علي شاشة " تن " ، باب النقاش مع الدكتور " محمد طه " الاستشاري النفسي ، و سأل : " هل الانتصار للموهبة أم للعمل الجاد ؟ " .
و أجاب الدكتور " محمد طه " : " هناك علم يُسمي علم نفس النجاح ، لأن علم النفس لم يترك مجالاً إلا و تطرق له ، و يختص هذا المجال بالصفات المشترك للأشخاص الناجحين ، و يقوم هذا العلم حول 7 صفات يعتمد عليها الناجحون و منها :
1 - الانفتاح لخوض تجارب جديدة
يجب أن أكون شجاع و جاهز في السعي نحو خوض المخاطرة و التجارب جديدة .
2 - أن يتحمل الشخص مسئولية أفعاله و ليس تحميلها علي الآخرين
في حالة الفشل ، علي الفرد أن ينظر لنواحي التقصير و يعمل علي علاجها ، ولا يلجأ للوم الآخرين .
3 - التخطيط و الالتزام
لدي القدرة و الالتزام بما أريده في المستقبل .
4 - مُدخرين و ليسوا مبذرين
هذه الصفة تندرج ضمن التخطيط للمستقبل ، الاحتفاظ أكثر و مش مُسرف ولا مبذر .
5 - لا يكل ولا يمل
مهما كانت هناك صعوبات ، يفضل الإنسان وراء هدفه لتحقيقه .
6 - بذل مجهود كبير
لا يبخل علي نفسه ولا علي المشروع بأن يبذل أقصي مجهود .
7 - العلاقة بالمال
و هنا لا أقصد حب أو كره المال ، بل العلاقة حيادية مع المال ، فالفلوس وسيلة لأداء ما يريد فعله ، وليست غاية .
و تابع الدكتور / محمد طه قائلاً : " الأشخاص الناجحين دوماً نري تلك الصفات فيهم ، و يرتدوا ملابس بسيطة ، و هذا ما يوضح علاقتهم بالفلوس ، و يتبرعوا بمبالغ ضخمة ، لمساعدة الغير " .
الفرق بين الموهبة و المجهود
و أكد : " الموهبة تُعرف من ناحية علم النفس ، بأنها القدرة و الاستعداد الفطري لفعل الشيء بشكل مناسب ، أما المجهود فهو الطاقة التي أبذلها لتحقيق شيء معين ".
- هناك دراسة شهيرة في عام 2011 تضمنت : " لما يكون عندي موهبة بسيطة و أبذل معاها مجهود كويس جداً ، ستري النتيجة " .
" رونالدو " و " ميسي "
أوضح الدكتور : " البنيان الجسدي لـ " رونالدو " يوضح المجهود المبذول ليصل إلي أي أشياء مُبهرة ، أما " ميسي " لديه موهبة و مجهود أقل " .
محمد صلاح
لديه موهبة ، لكن بجانبها أدي مجهود خرافي جداً ، و تعب و تعلم و ثقل للموهبة و شغلانة كبيرة أوي .
الشطارة
قال " طه " : " الشطارة تُعلمنا الاجتهاد ، و الحظ أفضل مستني " أه لو لعبت يا زهر " ، لكن هذا لا يمنع أن لا أجتهد و أصل للي أنا عاوزه " ، فأنا أتفق أن الجزء الأقل للموهبة و الجزء الأكبر للمجهود .
و أوضح : " الموهبة بجانب التعلم و التطوير و الإصرار ، تصل للنجاح ، و أؤكد : " كلنا عندنا موهبة ، مفيش حد معندهوش موهبة " .
حسن شاكوش و حمو بيكا
أجاب " طه " : " الموضوع ده يحتاج دراسة ، لكن أقدر أقول هم عندهم " موهبةٍ ما " ، أنا أحط الموهبة أكتر في " اللحن " و " التوزيع " لكن لدي ملاحظات كثيرة علي " الكلمات " ، قصة المهرجانات بشكل عام هي فيها موهبة لكن تحتاج لكثير من " الصقل " لكي تظهر بشكل مناسب " .
الموهبة " منحة ربانية أم وراثة ؟ "
أكمل الدكتور : " الاتنين ، لكن احنا بنعرف الكلام ده من خلال الدراسة بشكل علمي ، فالكلام المرتجل و الجزافي لا يفيد " .
- هناك أحد الأشخاص قامة بدراسة " 14 دراسة " حول لاعبي " الشطرنج " ، و هم الذين يمتلكون موهبة كبيرة جداً ، حيث تضمنت : " هناك فروق فردية بنسبة 30% حول ساعات التدريب ، و هي " منحة ربانية " .
- دراسة حول " 500 توأم " : " 80 % من الأذن الموسيقية ، هي موروثة " .
و أكد " طه " : " سن المراهقة هو أكثر سن تظهر فيه الموهبة ، عشان كده الشباب ده بيجرب يغني و ده يلعب كرة ، فهو السن الأكثر ظهوراً للمواهب ، و علي الأب و الأم أن يحاولوا مساعدة أبنائهم ، و يُنصح دائماً للآباء بعدم الإثناء عن الموهبة ، لكن الثناء يكون للمجهود ، فالإطراء علي الموهبة يُفسدها ، لكن الإطراء علي المجهود يُنجحها ، فالموهبة بدون مجهود تصبح غير مُفعلة " .
عمرو دياب
هو ما زال محافظ علي صحته و شكله و أداءه ، و هذا هو سبب تفرده بين الباقيين ، و نري بأنه حدثت مقارنات ما بين العندليب " عبد الحليم حافظ " و " محمد رشدي " و " محمد قنديل " .
أحمد حسام " ميدو "
أضاف " طه " : " اللاعب ميدو في احدي الحوارات جاوب عن الفرق بينه و بين اللاعب / محمد صلاح ، قال : " الفارق كبير إن محمد صلاح اشتغل علي نفسه جامد و تعب و بذل مجهود فظيع و تخطيط فظيع ، و أحييه علي شجاعته و اعترافه " .
بيل جيتس
قام بتأدية " 10.000 " ساعة في البرمجة ، ليصل إلي ما يريد ، و أيضاً الفريق البريطاني " البيتيلز " ، بمعدل " 3 ساعات " في 10 سنين ، و يقال أن هذا الرقم السحري في الوصول إلي النجاح .
نجيب محفوظ
كان من المعروف بأنه يلتزم بالتخطيط جداً و الدقة ، و لذلك الناتج الإبداعي لديه رهيب .
معادلة النجاح
و اختتم : " الموهبة مع المجهود تنتج " مهارة " ، أمام المهارة مع المجهود تنتج " النجاح " .
مشدداً علي أن أكثر ما يدفن الموهبة " التربية الخاطئة - الدراسة الخطأ " .