د. منيا ملاك عازر
حينما يتفق الخليفة العثماني مع مغتصبي القدس، ومهددي المسجد الأقصى، ومدمري القضية الفلسطينية، ومغتصبي الأرض والصهاينة الجدد لكي تركع سوريا، حينها تخفت أصوات الجزيرة وبقايا الأبواق الإعلامية.
عفواً صديقي القارئ، لقد استخدمت بعض من المصطلحات التي دأب مدعي التدين ومبتذلين في حبهم للأوطان وكارهي الآخر، ورافضي التطبيع، منعني حيائي وقناعاتي الإنسانية في ترديد باقي الأوصاف التي دأبوا على ترديدها في كل أبواقهم الإعلامية لكي ينددوا بالعدو الغاشم إسرائيل ومن ورائها ومن معها ومن طبعوا معها، لكن الآن وإسرائيل تساند تركيا وخليفتها العثماني في عملياته في شمال غرب سوريا بضربات موجهة لجنود النظام حيث محافظة القنيطرة ومطار حمص العسكري، لتشتيت جهود الدفاع الجوي السوري بين إسرائيل وهجماتها الغير متوقعة من الجهة المنطلقة منها، وبين تركيا التي تحاول أن تساوم وتبتز العالم الغربي بأثره وأروبا بخاصة بورقة اللاجئين، تلك الورقة التي رفضها الاتحاد الأوربي ومزقها أمام السلطان العثماني، فجعل منه عبرة لمن يعتبر، الاتحاد الأوربي رفض مبررات الإنسانية التي يسوقها أردوغان وتحمل المسؤولية المشتركة خاصة وأنه لم تسبق وأن شاركهم في تلك المسؤولية، وأنت تنفذ عملياتك العسكرية في شمالي سوريا، انتبه صديقي القارئ، أن معظم أعضاء الاتحاد الأوربي وأهمهم من أعضاء في حلف الناتو في حلوقهم غصة مما فعله أردوغان من اجتياحه لشمالي سوريا، ووصوله للتثبيت نقاط مراقبة، وهم على غير علم بما يفعله، أما والآن وأنت تتجرع الضربات الروسية السورية المشتركة ليس لقواتك فحسب، ولكن لميليشيات الإرهابية التي تصرف عليها وتدعمها وتحميها وتدربها، فلا داعي حينها لأن تتشدق بالإنسانية وتترك المهاجرين قل اللاجئين يضغطون على حدود واقتصاد أوروبا، ليس لتنفيذ أحلام مريضة من رجل مريض مثلك في عقله وأحلامه، ويتحمل دافع الضرائب الأوربي ما الطاقة له به، أما لو لم تتدخل في شمالي سوريا أما كان للنظام السوري أن طهر المنطقة من الميليشيات الإرهابية وكانت المسألة بدون هجرات لاجئي سوريا أم أنك لك الرغبة في القصاص من الأكراد الذين يؤرقونك ويضجون مضاجعك، هذا السبب الذي دفعك لأن تخسر رجالك وعتادك وتبادر وتكشف وجهك القبيح في سوريا وليبيا لحماية رجالك الإرهابيين وتنفيذ أحلام استعمارية مختبئة وراء رداء من التدين الشكلي والطمع البين للأسف.
أخيراً، انتبه صديقي القارئ، إلى أن كل الضربات التركية تنفذ تجاه سلاح روسي بين أيدي سورية، وليس رجال روسيا الذين يعتادون توجيه الضربات للجيش التركي وتابعيه وأذنابه من الإرهابيين في صمت وهدوء وسكينة من السلطان العثماني، هنا تكمن القوة الهائلة للروس الذين يستطيعون أن يؤدبوه ويعيدوه لرشده إن فقده في مجال السياسة الخارجية.
المختصر المفيد القوي فيه الأقوى منه.