عبدالمنعم بدوي يحذر حدودنا الجنوبية تمثل تهديد للأمن القومي المصري

 

قال عبد المنعم بدوي مدير عام الرقابة على البنوك بالبنك المركزي المصري والنقيب احتياط بحرب أكتوبر 73، إن الجبهة الشرقية لمصر مثلت تهديد حقيقي على مدار 4 ألف عام من أيام أحمس وحتى الرئيس جمال عبدالناصر.

 

وأضاف: لم يكن هناك تهديد من الجبهة الجنوبية والغربية.. الجبهة الجنوبية جبهة وادي النيل لا تمثل مصدر تهديد بسبب أن المياه كانت تأتي من النيل الأزرق والأبيض بكميات رهيبة ولم تمثل المياه مشكلة، خاصة بوجود اتفاقيات مبرمة بين مصر ودول وادي النيل، ولكن جد جديد بأن مصدر المياه أصبح يمثل خطر حقيقي على مصر.

 

وأوضح أن التطورات بعلوم السدود وتكلفة بناءها والقدرة على التحكم فى المياه رغم كمياتها الكبيرة ورغم اندفاعها سيجعل بناء السدود يتم بكثرة بدول حوض النيل، ضف على ذلك استقلال دول حوض وعدم اعترافها بالاتفاقيات التى ابرمت أثناء استعمارها وطالبت باتفاقيات جديدة بعد الاستقلال.

 

وشدد على أن الحدود الجنوبية لمصر أصبحت مصدر تهديد ومن نوع جديد ليس حدودي بل وجودي يمثل حياة أو موت، والعدو يفصلني عنه مسافة كبيرة.

 

وقال: غير صحيح أن سد النهضة بني بسبب ثورة 25 يناير أو بسبب اجتماع محمد مرسي الذي بث على الهواء أو الاتفاقات التى ابرمها الرئيس السيسي عام 2015، ولكن لان السدود أصبحت مصدر للطاقة تدار بطرق علمية، مؤكدا أن سدود أخري ستبني بدول حوض النيل. 

 

وشدد على أهمية الاهتمام بالأمن القومي المصري لان احتمالات الحرب واردة بشكل كبير وبصورة غير طبيعة.

 

وأكد "بدوي" خلال لقائه ببرنامج قضايا شائكة المذاع على صفحة الأقباط متحدون على فيسبوك ويعده ويقدمه المهندس عزت بولس رئيس تحرير الموقع، أن مصر بلد له تاريخ وخبرة فى القتال منذ 4 ألف عام مسجل على الجدران والمعابد.

 

وتابع: عاصرت انتكاسة 67 نكسة غير طبيعية اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا إلا أن المقاتل المصري بعد 7 سنوات استطاع أن يذهل العالم كله فى حرب أكتوبر 73، مشددا على أن قد نواجه تحديات أو تهديدات ولكننا سنتغلب عليها وواجبي كمقاتل شارك فى حرب أكتوبر 73 أن ننقل خبراتنا وتجاربنا للشباب.

 

وروي عبد المنعم بدوي أنه عقب تخرجه من كلية التجارة عام 1966 التحق بالقوات المسلحة عام 1967 عقب النكسة، مضيفا أن مصر تمتلك كتلة بشرية بلا حدود ولكنها غير منضبطة وغير متعلمة وغير مثقفة بهذه الخصائص هى تخصم مني ولا تفيدني.

 

وتابع: الجيل الذى انتمي إليه حصل علي أرقي تعليم، لقد حصلت على الثانوية العامة عام 1962 من مدرسة الاورومان التى كان بها ملعب ومسرح جمانيزيم وملعب تنس وهاند بول ومعمل فيزيا وكمياء ومحطة أرصاد، كان تعليم منضبط وراقي الأمر نفسه كان بالجامعات، وعقب النكسة تنبهت القيادة السسياسة لكنز تمتلكه وهم الشباب الجامعي، بعكس اعتماد الجيش في 67 للبسطاء والأميين.

 

وأكد أن نسبة الأمية فى مصر كانت ما بين 20: 30% وبناء عليه كانت نفس النسبة بالجيش، فى مقابل أننا نحارب عدو نسبة الأمية لديه صفر. 

 

 

وكشف بدوي عن نقطة مفصلية في حياته العسكرية وهي وقعت في مثل هذا اليوم في 5 مارس عام 1969 عندما وصلنا خبر استشهاد الفريق عبد المنعم رياض، من طراز القادة فى وقتنا مثقف ومتحدث الانجليزية والروسية والفرنسية بطلاقة لديه ثقافة راقية، وهو الرجل الثاني بالجيش. 

 

علما أيضا أن زملائي استشهدوا بالاسماعيلية، مؤكدا أن استشهاد عبدالمنعم رياض وزملائه شكلوا حافز للجنود بالانتقام من العدو الإسرائيلي، وبعد أن كان القتال فى الضفة الشرقية للقنال أصبح بطول الجبهة وبشكل يومي.