الأقباط متحدون | وداعا أبينا البابا شنودة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٠:٢٧ | السبت ١٧ مارس ٢٠١٢ | ٨ برمهات ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٠٢ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

وداعا أبينا البابا شنودة

السبت ١٧ مارس ٢٠١٢ - ٥٦: ٠٩ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم منير بشاى- لوس أنجلوس

عندما رن جرس التليفون، ورفعت السماعة، كان على الناحية المقابلة صديقى الذى كان قد أنهى معى مكالمة منذ أقل من ربع ساعة. وعندما اتصل بى للمرة الثانية، وكان الرجل الشيخ الذى من طبيعته المرح يجهش بالبكاء كالأطفال، لم اكن محتاجا أن يشرح لى لماذا اتصل ولماذا كان يبكى. وأحسست برغبة لم أستطع مقاومتها أن أشاركه البكاء، فقد فقدنا كلينا أبينا، مثل مافقده كل قبطى فى العالم،بل وكل مصرى على أرض مصر.. فقدنا أبينا الروحى قداسة البابا شنودة.
     الاحساس باليتم ليس جديدا على.  فقد فقدت أبى الجسدى وأنا فى عمر الخامسة عشر وتعلمت الاعتماد على الله ليعتنى بى بقية أيام حياتى.  واليوم يعود الجرح ليفتح من جديد فاحس باليتم للمرة الثانية بعد فقدان أبينا البابا شنودة.
    كان هو أبونا الذى يرعانا روحيا ويهتم بنا ويدافع عنا فى كل أمر.  وقف أمام رؤساء جريئا كالأسد ورفض ما رآه يسىء الى أولاده ولم يعبأ بالعواقب.  غضبوا عليه وحددوا اقامته فى الصحراء. ولكنه كان حرا طليقا فى روحه ومثلما كتب الرسول بولس أعظم رسائله من داخل السجون كذلك كانت تصلنا من البابا شنودة تسجيلات بصوته لما يريد ان يقوله لنا وكان يرسل تعليماته التى كان يدير بها الكنيسة من قلب الصحراء وهو محاصر بقوات الجيش.  وفى النهاية ذهب مقاوموه الى القبر أما هو فعاد الى كرسيه مكرما وسط تهليلات شعبه.
    شخصيا أحس بالفخر اننى عشت فى زمن البابا شنودة. فسوف يظل التاريخ يذكر رجلا واحدا لا يمكن تكراره هو البابا شنودة الثالث العظيم بين البطاركة.
سوف يكتب الكتاب ويعددوا انجازاته ومواهبه وقدراته وستملإ هذه المجلدات.  وأذكر هنا مجرد قطرة من ذلك المحيط.
فهو العالم اللاهوتى العظيم- وهو الكاتب والشاعر والصحفى الموهوب- وهو الخطيب المفوه والواعظ الرائع- وهو القائد السياسى الواعى- وهو المحاور اللبق- وهو الإدارى القدير. وهو صاحب الفكاهة الحاضرة
    فى عهده امتدت الكنيسة الى جميع اطراف العالم- وبحكمته خرجت من مشاكل كبيرة وانتصرت- وبحنكته استطاع ان يكسب الجميع وليس الأقباط وحدهم فصاروا يقولون له انك ليس بابا الأقباط وحدهم ولكنك بابا العرب جميعا.
    رحل عنا أبونا ومن اجل هذا نحزن. ولكن نفرح من أجله انه ارتاح من كل أعبائه ومن آلام المرض ولبس جسدا نورانيا لا يعرف المرض.  أما نحن فلنا الله الذى هو أب الأيتام وزوج الأرامل.
    صل من أجلنا يا سيدنا. والى أن نلقاك ستظل دائما فى قلوبنا.
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :