الأقباط متحدون | وفى يوم إنتقالك وحدت مصر!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:١٤ | الأحد ١٨ مارس ٢٠١٢ | ٩ برمهات ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٠٣ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

وفى يوم إنتقالك وحدت مصر!

الأحد ١٨ مارس ٢٠١٢ - ٥٧: ٠٨ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم- نسيم عبيد عوض
فارقت عالمنا الأرضى ‘ فبكت عليك مصر كلها ‘ إنتقلت الى السماء وتركت شعلات الحب فى قلوب المصريين جميعا ‘ من كل فم وفى كل عين وفى القلب والفكر حزن عميق على رقادك ‘ وحتى فى ذلك توحدت مصر ألما على فراقك ‘ وحبا لأتعابك ‘ اليوم 17 مارس سيذكره التاريخ ‘ أنه اليوم الذى بكى شعب مصر بطريرك الأقباط ‘ فى هذا اليوم سالت الدموع أنهار فى شوارع مصر ‘ التى كانت تستقبل أقدام المتجهين الى إجتماعك الإسبوعى‘وقفت مصر على أقدامها ولم تقعد لما أتاها خبر فراقك ‘ جاءت إلينا التعازى من كل مكان على الأرض ‘ فحتى فى رحيلك رفعت رأس مصر عاليا ‘ الكل يتسابق فى توصيل كلمة الى قلوب مصر للتعزية . كنت الأب للمصريين جميعا ‘ وحتى العرب أعطوك لقب بطريرك العرب ‘ ومن الشمال والجنوب يرسلون المشاركة بالكلمة الحزينة على حزن بلدك مصر ‘ هذا الوطن الذى عشقته فأحبك الوطن كله ‘ هذا البلد الذى صمدت طول حياتك تناصره وتقويه ‘إنتكست أعلامه لفراقك ‘ تجمع الوطن هذا اليوم لأول مرة  بعد فترات الشقاق ‘ إجتمعوا اليوم فقط على كلمة سواء ‘ أنهم جميعا أفتقدوا وجودك فى وسط بلدك المحبوب.

أبينا القديس  شنودة الثالث درست التاريخ فأحبك التاريخ ‘ تعلمت حكمة المصريين ‘ فأعطيت الوطن تعاليم الحكماء ‘ أشعرت أبيات محبة الله ‘ فأحبك شعراء الأرض ‘ كنت رسولا للسلام ‘ فعاشت مصر فى يومك مشاعر السلام ‘ بكيت على ظلم الإنسان لأخيه الإنسان ‘ فبكت عليك كل الإنسانية ‘ كان شعب مصر ينعم فى قلبك بكل الحب ‘ وهاهوالوطن يتفاخر بحبك له ‘ دوما كنت توحد ولا تفرق ‘ فتوحدت كلمة مصر فى يومك ‘ كنت المعلم القدير لرسالة الله على الأرض‘ فوصلت للأرض رسالتك ‘ أنشأت الكنائس على أرض البسيطة كلها ‘ وهاهم فى الأرض يذرفونك الدموع ‘ كنت شعاعا مضيئا من نور المسيح ‘ فوصل النور لقلوب كل من عرفك ‘ كنت ملح الأرض لطعام القلوب ‘ فتذوق الجميع حلاوة كلمة الله من فمك. رفعت شأن المصريين فى كل بقاع الأرض ‘وهاهى الأرض تأتى لترفع شأننا ‘ من حبك أحبك الجميع ‘ ومن علمك أنرت عقول الجاهلين ‘ فى حياتك إختلف البعض معك ‘ واليوم إتفق الجميع على حبك ‘ أشعت فى حياتك الحب والسلام وهاهو الجميع بيد واحدةوقلب واحد فى حب وسلام .

كنت فى حياتك تعزينا واليوم نتقبل فيك التعازى ‘ كنت التلميذ الأمين لرب الوجود ‘ فمنحك حب الموجود ‘ تمسكت بتعاليم سيدك ‘ فوهبك العلم والمعرفة وحكمة العقلاء ‘ أنار الرب فى قلبك كوكب الصبح المنير ‘ فكنت أنت شعلة الضياء للكثيرين ‘ كنت رمزا للمسيح ‘فأحب الكثيرين المسيح ‘ بمعرفتك كنت الشاهد الأمين لسيدك المسيح ‘ فأوصلت حب المسيح للجميع ‘ تقبلت الإساءة من بعض الناس ‘ بل وكنت تصلى من أجلهم ‘ وهاهم يتسابقون لتقديم الإعتذار ‘ غفرت للذين قالوا أشياء فيك كاذبة ‘ وأنا رأيتهم اليوم يتسابقون فى مدحك ‘ حتى ياسيدنا فى يوم إنتقالك غلفت مصر بمشاعر الحب والوئام ‘ وهاهم الأقباط وهم منكسون الرأس حزنا ‘ رفعت فى يومك رؤسهم عاليا ‘ وفى لحظة فراقك وحدت شمل شعبك .

وفى السماء تهليل بك ‘ لأنك كنت على الأرض تتهلل بهم ‘ شاركتهم التعزية والرأفة ‘ وهاهم فى الفردوس يفتحون الأحضان للقائك ‘ كانوا على الأرض يسعون بسماع وعظاتك ‘ وهم اليوم يفرحون بوجودك ‘ كنت العبد الأمين لسيدك فى كل القليل الذى أعطاك على الأرض‘ وهاهو يقيمك على الكثير ‘ وتسمع القول الجميل والجميع يرحب بك ‘ إدخل الى فرح سيدك ‘ علمتنا الكثير عن الآباء والأنبياء والقديسين ‘ وهم اليوم يلتفون حولك فى إشتياق ‘ شعرك على الأرض كان بهجة لقلوبنا ‘ وفى السماء سيكون تسابيح المدح والعرفان ‘ بتراتيل ومزامير وحولك أبو العزف الملك داود وإبنه سليمان .
كنت على الأرض تعزى قلوبنا ‘ وأنت اليوم مع الذين علي فراقهم  عزيتنا ‘ هم هنيئون بك ومعك ‘ ونحن هنا نعزى أنفسنا . أنت ياسيدى لك كل الحب والإمتنان لجهادك الحسن ‘ وتعليمك الذى إستمر معى أكثر من  خمسين عاما ‘ وإذا بقى فى العمر بقية ‘ فأنت مسطر فى القلوب وحتى نلتقى أذكرنا فى صواتك . وهاهى أجراس الكنائس ترن فى القلوب أبينا الحبيب يدخل السماء ‘ والكل يعرفون من وهب حياته للسماء وإله السماء ‘ فالآن لك الراحة فى الموضع الذى هرب منه الحزن والكآبة والتنهد فى نور القديسين ‘ وداعا أبينا المحب والمحبوب ولنا لقاء.إبنك وتلميذك نسيم




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :