منى مينا
أُعلن منذ أيام رصدٌ لحالات مصابة بفيروس الكورونا فى مصر، كان هذا متوقعًا، لأن الفيروس منتشر فى دول عديدة بالعالم، وهناك تبادل تجارى وسياحة وسفر لأسباب عديدة بيننا وبينها.
الحقيقة أنه لا يوجد ما يعيب بدء رصدمصر'> فيروس الكورونا فى مصر، فالفيروس موجود بالفعل فى كل دول العالم الأول، التى تتمتع بنظم رعاية صحية تتفوق علينا بمراحل، المهم هو كيف سنتصرف مع دخول فيروس الكورونا لمصر؟.
نحتاج لمواجهة للفيروس تعتمد على الصراحة والشفافية، استخدام حقائق العلم، توفير الإمكانيات الأساسية المطلوبة، وطبعا تضافر كل الجهود، سواء من وزارة الصحة، أو الفريق الطبى، أو الإعلام أو المواطن العادى.
أولًا نطالب وزارة الصحة بتوفير الكمامات من النوع المطلوب فى هذه الحالة لأعضاء الفريق الطبى المخالطين للمرضى، وتوفير المطهرات اللازمة لتطبيق قواعد مكافحة العدوى بدقة.
ونطالبها بإعطاء تعليمات واضحة للقموسيونات الطبية والتأمين الصحى بإعطاء إجازات مرضية لكل مريض بنزلة برد حتى لو بسيطة، حيث إن راحة المريض المصاب بالعطس والكحة فى منزله ومنع اختلاطه فى العمل وفى المواصلات تعتبر من أهم وسائل منع انتشار المرض، كما أن الراحة هى الخطوة العلاجية الأهم فى كل أنواع الإنفلوانزا.
.. أيضا من المهم جدا أن تنظم وزارة الصحة حملات دعاية علمية مبسطة عن الفيروس وطرق العدوى وطرق الوقاية، على أن تكون هذه الحملات بلغة يفهمها المواطن البسيط، وتُبث عبر التلفزيون والراديو، وتقدم نفس المعلومات فى ملصقات تُعلق فى المستشفيات والصيدليات وكل أماكن التجمعات.
كل هذا طبعًا يأتى بعد تدقيق إجراءات الترصد لأى إصابة بالفيروس سواء داخل مصر أو قادمة من الخارج، تبعًا للقواعد العلمية المعروفة، فالحقيقة أنه من الصعب قبول أننا مازلنا نستقبل وفودًا سياحية من الدول المصابة، ويجب اتباع الشفافية التامة فى الإعلان عن كل ما يتعلق بأعداد ومكان أى مصابين، فذلك هو الأسلوب الوحيد الذى يكفل منع أو تقليل انتشار الفيروس لأقصى درجة.
أما أطباؤنا وتمريضنا وفِرقنا الطبية الباسلة، الذين يعملون فى ظروف بالغة القسوة، والذين تؤكد كل الدراسات العلمية أنهم الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى، فأرجو منهم اتباع تعليمات مكافحة العدوى بكل دقة، وعدم التهاون فى حماية أنفسهم.. أرجو منهم الإصرار على توفير جهة العمل الكمامات والمطهرات، واستخدامها بالطرق المحددة بدقة. أرجو أيضا أن يقوم زملائى الأطباء- كلٌّ فى محيطه وبطريقته الخاصة- بدورهم المجتمعى فى نشر التوعية الصحية الصحيحة، بدلًا من كم المبالغات والكلام غير العلمى المنتشر حولنا بكثرة. يبقى لنا دور أهلنا الأعزاء، الذين تهدف كل المقترحات السابقة واللاحقة لحمايتهم وتقليل أى مشاكل ممكن أن يتعرضوا لها بقدر الإمكان.. هنا لا بد أن أنبه إلى ضرورة عدم الاستسلام للفزع والمبالغات ونشر كلام غير علمى.. أرجو أن يدقق كلٌّ منا فى مصدر أى كلام أو نصائح تصله عن الكورونا.. أرجو أن تطمئن إلى أن معلوماتك من مصدر علمى موثوق به، قبل أن تصدقه أو تنشره.
كل المطلوب من أى مواطن أن يلزم بيته عند الإصابة بأى نزلة برد، ويتجنب الأماكن المزدحمة بقدر الإمكان، ويتجنب مخالطة أى مريض بالأنفلونزا قدر الإمكان، وأن يغطى فمه وأنفه بمنديل ورقى عند العطس أو الكحة، أو يغطى فمه وأنفه «بكم ملابسه» إذا فاجأته الكحة.
من الضرورى أيضا اتباع القواعد الصحية الخاصة بغسل اليدين بالماء والصابون كثيرًا، وتنظيف الأسطح ومقابض الأبواب التى يمكن أن تكون ملوثة بالفيروس بانتظام، وعدم ملامسة العين أو الأنف أو الفم باليد إلا وهى مغسولة، لتجنب نقل العدوى للأغشية المخاطية لهذه الأعضاء.
يساعد كثيرًا فى مقاومة الإصابة بالعدوى تحسين الصحة العامة بالحرص على الغذاء الصحى، وتناول الكثير من السوائل الدافئة والخضراوات والفاكهة الطازجة، وأخذ قسط كافٍ من الراحة والنوم، وممارسة الرياضة، وأسهلها طبعًا رياضة المشى. أما الأمهات، وهن أكثرنا فزعًا على فلذات أكبادهن، فأحب أن أطمئنهن على أن الإحصائيات لم ترصد حتى الآن حالة وفاة واحدة فى الأطفال تحت سن تسع سنوات، كما أن الإصابات فى هذه السن أقل خطورة، وهذا عكس المعروف عن الأنفلونزا عمومًا، التى تكون أكثر شدة على الأطفال والشيوخ..
لذلك، عزيزتى الأم.. أرجو أن تكتفى بتعليمات الوقاية والنظافة العامة، لا تحاولى أن تجبرى طفلك على ارتداء الكمامة فى المدرسة أو أتوبيس المدرسة، فهذا إجراء لم تنصح به أى جهة علمية، إذا أصيب ابنك بنزلة برد فلا تفزعى، دعيه يرتَح بالمنزل، مع تناول الكثير من السوائل الدافئة والأكل الصحى، وإذا تطور الأمر لارتفاع درجة الحرارة فلا بد من الكشف الطبى.. ولكن دون فزع.
نقلا عن المصرى اليوم