انتشار فيروس «كورونا» كان له أثر لم يتوقعه العالم. أصاب كل شىء. أدخل الخوف فى قلوب الجميع. انعكس على العرض والطلب. أوقف الانتقال بين الدول. فضَّ التجمعات التعليمية. وحتى الدينية منها. ألغى المؤتمرات. أشعل حربًا بترولية بين روسيا والسعودية. أراد قيصر روسيا أن يبقى إنتاجه على ما هو عليه. وترك لدول الأوبك عملية خفض الإنتاج وضبط الأسعار. دول الأوبك قلبت المائدة عليه. لتبدأ حروب العرض الذى يفوق الطلب كثيرًا.
أبعاد جديدة ظهرت للفيروس. اتضح أنه لا ينتقل باللمس فقط كما كان يعتقد الجميع. إنه ينتقل فى الهواء. بمجرد النفَس. بالتالى لم تقف الكمامة حائلًا لانتقال العدوى. هو شأنه شأن كل شىء. كما كانت له بداية ستكون له نهاية.
اكتشف العديد من الدول أن معظم السلع الاستهلاكية لديها كان إنتاجها مركزًا فى الصين وما حولها. السبب هو انخفاض تكلفة الأيدى العاملة وساعة العمل عنها فى أمريكا وأوروبا. لعل ما حدث يؤدى إلى تفكير كل منطقة فى الاكتفاء الذاتى الذى يغطى مطالبها.
هذه فرصة لا تتحقق إلا فى مصر. فلدينا ثلاثة عناصر جاذبة لكل مَن يبحث عن استثمار.
العنصر الأول: الأيدى العاملة منخفضة التكلفة. تكاد تصل إلى أقل من ربع التكلفة فى الصين الآن.
العنصر الثانى: الطاقة التى توفرت سواء كهرباء أو غازًا. علينا أن نقدمها بما لا يتجاوز السعر العالمى. ولا نعاقب بها مَن يستثمر لدينا.
العنصر الثالث: الأرض.. الأرض المتاحة لدينا غير المستغلة تمثل 90% من أراضى مصر، فلنقدمها مجانًا لكل مستثمر جاد.
هذه العناصر مجتمعة ستجذب أى مستثمر خارجى. مقارنة بكل الدول حولنا. خاصة لو جاء كل هذا فى حماية سياسة اقتصادية واضحة ومستقرة. بعدها ستكون الطفرة فى مصر قادمة ولا ريب فيها.
■ ■ ■
.. وبمناسبة المطر
(أخاف أن تمطر الدنيا، ولستِ معى
فمنذ رحتِ.. وعندى عقدة المطر
كان الشتاء يغطينى بمعطفه
فلا أفكر فى برد ولا ضجر
وكانت الريح تعوى خلف نافذتى
فتهمسين: تمسك ها هنا شعرى
والآن أجلس.. والأمطار تجلدنى
على ذراعى. على وجهى. على ظهرى
فمَن يدافع عنى.. يا مسافرة
مثل اليمامة، بين العين والبصر
وكيف أمحوكِ من أوراق ذاكرتى
وأنتِ فى القلب مثل النقش فى الحجر
أنا أحبك يا مَن تسكنين دمى
إن كنتِ فى الصين، أو كنتِ فى القمر
ففيكِ شىء من المجهول أدخله
وفيك شىء من التاريخ والقدر
نزار قبانى).
نقلا عن المصري اليوم