الأقباط متحدون | رحلت عنا يا معلم الأجيال رحلت عنا يا نهر الحب المتدفق
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٩:٢٤ | الثلاثاء ٢٠ مارس ٢٠١٢ | ١١ برمهات ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٠٥ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

رحلت عنا يا معلم الأجيال رحلت عنا يا نهر الحب المتدفق

الثلاثاء ٢٠ مارس ٢٠١٢ - ٥١: ٠٤ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 


بقلم- ممدوح عزمي


فقدناك يا من علمتنا جميعًا معنى الوطنية بل كانت من أعظم أقوالك إن "مصر" وطن يعيش فينا وليس وطنًا نعيش فيه. رحلت عنا يا من علمتنا معنى الحب بل علمتنا كيف نعيش الحب ونتعايش به. لقد كنت نهرًا من الحب الذى ينهمر من حول أولادك هؤلاء الذين تيتموا الآن من بعدك. لقد علَّمتنا كيف نحب الآخر بل ونقبل الآخر. ليس هذا فحسب، بل أن نصلي من أجل أعدائنا..

لقد رحلت عنا يا من احتملت الكثير من أجل أبنائك... رحلت عنا يا من ازدهرت الكنيسة فى عصرك داخلاً وخارجًا.. رحلت عنا يا من أرسيت مبدأ أن البابا يزور وليس يُزار فقط.. رحلت عنا يا من عملت بقول الإنجيل "الرب يدافع عنكم وأنتم تصمتون".. كم لاقيت من ألم وتعب وضيق بل وإهانات من السفهاء وأنت كالجبل الذي لا تهزه رياح الدنيا بأثرها، بل تركت الله يمد يده ويدافع..

كم لاقيت من مرارة.. ليست هناك مرارة أشد من أن ترى دماء أبنائك تنهمر منذ حادث "الخانكة" إلى الدماء التي انهمرت على أعتاب "ماسبيرو"، كل هذا وأنت صامد تقول  الله يرى ويسمع ويسجِّل ويعمل. نعم ترن في الأذان أقولك المأثورة (ربنا موجود- كله للخير- مسيرها تنتهي).. رحلت عنا يا من جاهدت الجهاد الحسن وأكملت السعي وحفظت الإيمان. نعم هنيئًا لك بإكليلك السمائي، هنيئًا لك بالسجود الآن أمام عرش النعمة، هنيئًا لك بحب المسيح الذي أحببته فأحبك، خدمته فرفعك. نعم نؤمن أنه ليس موت لعبيدك بل هو انتقال، اجعل عينيك دائمة على كنيستك، ارفع صلواتك دائمًا من أجل أبنائك، فالمراحل القادمة صعبة..

لم أكن أتخيل طيلة حياتي أن يأتي عليَّ يوم وأرى هذا الكرسي خاليًا من وجود أب الآباء وراعي الرعاة البابا "شنودة الثالث". كان تفكيري البسيط يصوِّر لي أن هذا الرجل خالد لن يموت، ولكن حدث ما قد حدث وذهبت لألقي آخر النظرات عليه. نعم تيقنت أنه فارق الحياة، فقد أصبح جسده بلا حراك، ورغم ذلك فأني غير مقتنع بأنه فارق عالمنا. أشعر به وأسمع رنات صوته وضحكاته في أذني طيلة اليوم. أسأل الرب أن يعينني ويعين الجميع على تحمل فراق هذا القديس، وعزائي أنني قد ربحت شفيعًا يسجد أمام عرش النعمة ممسكًا بالمجامر الذهبية مع الأربعة وعشرين قسيسًا. ورغم ما أقوله، إلا أنني لم أستطع حتى الآن أن أصدّق أنه رحل.. إلى اللقاء أبي الحبيب، ومعلمي، وأتمنى أن أمضي في إثرك، وليعينني الرب على فراقك إلى أن نلتقي.

نعم لقد أُغلق التابوت ولم نعد نرى وجه قداسة البابا "شنودة الثالث" العظيم في البطاركة. كل ما سوف نحصل عليه صورًا تذكارية لقداسته، ولكن بداخلنا يقين أنك حي تنعم بالراحة، لقد أوردك الله إلى مياه الراحة في الموضع الذي هرب من الحزن والكآبة والتنهد.

كما صعب عليَّ خبر انتقالك يا أبانا القديس.. أثَّر في نفسي أننا لم نستطع السير من خلفك في جنازة مهيبة تليق بك. إن من حق كل واحد يمشي في جنازة أبيه. من حقنا كلنا نمشي في جنازة أبونا كلنا وراعينا كلنا. ياريت الكل يرفع صلاة بشفاعة قداسة البابا الأنبا "شنودة الثالث" أن تتدخل يد الله وتمكننا من وداع أبينا الحبيب بموكب جنائزي مهيب يليق بشخص أبونا الحبيب الذي عشنا وتربينا على تعاليمه. دعونا أيها المسؤولين أن نكرم أبانا. لسنا في حاجة إلى طائراتكم. لسنا في حاجة إلى مدرعاتكم، لقد عانينا منها الكثير. نترجاكم لا تحرمونا من حمل أبينا على أعناقنا حتى نصل به إلى مرقد جسده الأخير.

نطلب شفاعتك يا أبينا الحبيب أن تتدخل بصلواتك المقبولة لدى عرش النعمة.


اذكرنا أمام عرش النعمة




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :