عرض/ سامية عياد
سينتهى حتما العمر وسيقف الجميع أمام الديان العادل فى اليوم الأخير، وتذكرنا الكنيسة بذلك على مدار العام فى صلواتها لكى تجعلنا مستعدين لملاقاة الرب ..
نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال افريقيا فى مقاله "الصوم والاستعداد للسماء" حدثنا عن كيفية الاستعداد لملاقاة الله فى اليوم الأخير ، موضحا أنه لا يوجد أمر يجعلنا مستعدين للوقوف أمام الرب إلا حياة التوبة ، والتوبة تتحقق من خلال الصوم فهو فترة استعداد وتنقية للنفس لكى لا يأتى علينا ذلك اليوم كلص ، خلال تلك الفترة تكثف الكنيسة من صلواتها وقراءاتها وقداساتها فضلا عن طقس المطانيات (السجود المتكرر أمام الله) لطلب الرحمة والغفران.
أيضا صلاة الأجبية تساعدنا على الاستعداد لملاقاة الله حيث تقدم لنا عدة حقائق منها : أن العمر سينقضى وهذه حقيقة توضحها قطع صلاة النوم لا لتخفينا لكن لنستعد "الآن يا سيدى تطلق نفس عبدك بسلام حسب قولك) ، أيضا الوقوف امام الله كديان عادل حقيقة مؤكدة (هوذا أنا عتيد أن أقف أمام الديان العادل) ، حقيقة الضعف البشرى وشراسة الشيطان ومحاربته لنا (أنت تعلم يقظة أعدائى ، وضعف طبيعى أنت تعلمه يا خالقى) لذا التدريب على الصوم الانقطاعى يساعدنا على التغلب على ضعفنا البشرى ، حقيقة القراءات الروحية التى تساعدنا على إدراك الضعفات والتوبة عنها (أنر عينى بعظمة أقوالك) ، حقيقة أن أعمالنا مكشوفة أمام الله ، فى وقت الدينونة لا يوجد ما يستر الإنسان إلا توبته ورجوعه عن خطاياه (ستنكشف أعمالك الرديئة وشرورك القبيحة أمام الديان العادل) ، حقيقة التمسك بالرجاء مهما كانت خطايانا (لكنى أتخذ صورة العشار قائلا : اللهم ارحمنى أنا الخاطىء) ، حقيقة طلب معونة القديسين وعلى رأسهم أمنا العذراء مريم ( إليك أتضرع وبك استشفع ، وإياك أدعو لكى لا أخزى)
ليتنا نعيش حياة التوبة قبل فوات الآوان ، ليتنا نتعلم ونتعظ من كل صلوة ، تسبيح ، لحن ، طقس ، كلمة فى فترة الصوم فعندما نكون مستعدين بالتوبة سنقف أمام الله فرحين بملاقاته غير مرتعيين ..